الدرس ٤
تحمُّل المسؤولية
ماذا يعني تحمُّل المسؤولية؟
الشخص الذي يتحمل المسؤولية يُتَّكل عليه. فهو ينجز الاعمال على اكمل وجه وفي الوقت المحدد.
وبإمكان الاولاد الصغار ان يتعلموا تحمُّل المسؤولية رغم قدراتهم المحدودة. ذكرت الكاتبة كريستين غروس-لو: «من عمر سنة و ٣ اشهر، يصبح الطفل قادرا على الاستجابة لطلبات والديه. وبعمر سنة ونصف، يبدأ بتقليد كل ما يفعلانه». وتضيف: «في مجتمعات كثيرة، يبدأ الوالدون بتدريب اولادهم على شغل البيت بين عمر ٥ و ٧ سنوات. فالاولاد، حتى في هذا العمر، ينجزون بمهارة اعمالا منزلية كثيرة». *
لمَ تحمُّل المسؤولية مهم؟
يفشل شباب كثيرون في مواجهة الصعوبات عندما يبدأون بالعيش وحدهم. وأحد الاسباب هو ان والديهم لم يعلِّموهم كيف يصرفون المال، يهتمون بشؤون البيت، ويعالجون المشاكل اليومية.
لذلك من الافضل ان تدرِّب ولدك من الآن على تحمُّل مسؤوليات الحياة. يقول كتاب عن تربية الاولاد: «ليس جيدا ان تدع ولدك يتكل عليك حتى يبلغ الـ ١٨، ثم تتركه فجأة ليواجه تحديات الحياة وحده». *
كيف تعلِّم ولدك تحمُّل المسؤولية؟
عيِّن له اعمالا منزلية.
حكمة الكتاب المقدس: «في كل جهد مبذول ربح». — امثال ١٤:٢٣، كتاب الحياة — ترجمة تفسيرية.
يتحمس الاولاد الصغار عادة لمساعدة والديهم. فاستفِد من هذه الرغبة الطبيعية وعيِّن لولدك اعمالا محددة في البيت.
لكنَّ بعض الوالدين يشعرون ان اولادهم لديهم ما يكفي من الفروض المدرسية، ولا يريدون ان يزيدوا عبئا عليهم.
فهل مخاوفهم في محلها؟ في الواقع لا. فالاولاد الذين يقومون بأعمال منزلية ينجحون اكثر من غيرهم في المدرسة. فشغل البيت يعلِّمهم ان ينجزوا كاملا الواجبات الموكلة اليهم. تقول ايضا الكاتبة غروس-لو:
«عندما نتجاهل رغبة ولدنا الصغير في مساعدتنا، نعطيه الانطباع ان مساعدة الآخرين غير مهمة . . . وأن الجميع في خدمته».يتبين اذًا ان الاعمال المنزلية تعلِّم ولدك ان يعطي بدل ان يأخذ، وأن يساعد الآخرين بدل ان يكون عالة عليهم. كما تُشعره ان لديه دورا مهمًّا في العائلة ومسؤولية تجاهها.
عوِّده ان يتحمَّل نتيجة اغلاطه.
حكمة الكتاب المقدس: «اسمع المشورة واقبل التأديب، لكي تصير حكيما في آخرتك». — امثال ١٩:٢٠.
عندما يخطئ ولدك، لا تتستر عليه بل علِّمه ان يتحمل العواقب. مثلا، اذا كسر لعبة رفيقه، علِّمه ان يعتذر اليه وأن يشتري له واحدة جديدة اذا لزم الامر.
وحين يتحمل ولدك مسؤولية اغلاطه، يتعلم:
-
ان يكون صادقا
-
ألَّا يلوم غيره عليها
-
ألَّا يختلق الاعذار
-
ان يعتذر عند اللزوم
^ الفقرة 5 من كتاب: Parenting Without Borders
^ الفقرة 8 من كتاب: How to Raise an Adult