مِنْ أَرْشِيفِنَا ٱلثِّيُوقْرَاطِيِّ
«متى نعقد المحفل التالي؟»
فِي ٢١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) عَامَ ١٩٣٢، بَدَأَتْ إِشَارَاتُ ٱلْمُرُورِ ٱلْكَهْرَبَائِيَّةُ تَعْمَلُ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ فِي مَدِينَةِ مِكْسِيكُو ٱلَّتِي يَفُوقُ عَدَدُ سُكَّانِهَا مَلْيُونَ نَسَمَةٍ. وَجَذَبَ هٰذَا ٱلْحَدَثُ ٱهْتِمَامَ ٱلصِّحَافَةِ. وَلٰكِنْ بَعْدَ أُسْبُوعٍ، ٱنْشَغَلَ ٱلصُّحُفِيُّونَ بِحَدَثٍ مُهِمٍّ آخَرَ. فَجَهَّزُوا آلَاتِ ٱلتَّصْوِيرِ وَذَهَبُوا إِلَى مَحَطَّةِ ٱلْقِطَارِ لِيَنْتَظِرُوا ضَيْفًا مُمَيَّزًا هُوَ جُوزِيف رَذَرْفُورْد، رَئِيسُ جَمْعِيَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ آنَذَاكَ. وَبِٱلطَّبْعِ، كَانَ ٱلشُّهُودُ مَوْجُودِينَ هُنَاكَ لِيُرَحِّبُوا بِٱلْأَخِ رَذَرْفُورْدَ ٱلَّذِي جَاءَ لِيَحْضُرَ مَحْفِلًا لِكُلِّ ٱلْبَلَدِ عَلَى مَدَى ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ.
ذَكَرَتْ مَجَلَّةُ ٱلْعَصْرِ ٱلذَّهَبِيِّ: «هٰذَا ٱلْمَحْفِلُ سَيُشَكِّلُ مَحَطَّةً هَامَّةً فِي تَارِيخِ تَقَدُّمِ ٱلْحَقِّ فِي جُمْهُورِيَّةِ ٱلْمَكْسِيك». وَلٰكِنْ مَا ٱلَّذِي جَعَلَ هٰذَا ٱلْمَحْفِلَ ٱلَّذِي لَمْ يَحْضُرْهُ سِوَى ١٥٠ شَخْصًا تَقْرِيبًا مُهِمًّا إِلَى هٰذِهِ ٱلدَّرَجَةِ؟
قَبْلَ هٰذَا ٱلْمَحْفِلِ، كَانَتْ ثِمَارُ ٱلْمَلَكُوتِ قَلِيلَةً فِي ٱلْمَكْسِيك. فَمَعَ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ عَقَدُوا مَحَافِلَ صَغِيرَةً، كَانَ عَدَدُ ٱلْجَمَاعَاتِ يَنْخَفِضُ. وَتَأَمَّلَ ٱلْإِخْوَةُ خَيْرًا عِنْدَمَا ٱفْتُتِحَ مَكْتَبُ ٱلْفَرْعِ فِي مَدِينَةِ مِكْسِيكُو عَامَ ١٩٢٩. وَلٰكِنْ كَانَتْ هُنَاكَ عَقَبَاتٌ. فَعِنْدَمَا طُلِبَ مِنْ مُوَزِّعِي ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْجَائِلِينَ أَنْ يُرَكِّزُوا عَلَى تَوْزِيعِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ بَدَلَ بَيْعِ ٱلْمُنْتَجَاتِ، ٱسْتَاءَ أَحَدُهُمْ وَتَرَكَ ٱلْحَقَّ. ثُمَّ شَكَّلَ فَرِيقًا خَاصًّا لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ، ٱنْهَمَكَ نَاظِرُ ٱلْفَرْعِ فِي سُلُوكٍ غَيْرِ لَائِقٍ، وَلَزِمَ تَعْيِينُ شَخْصٍ آخَرَ مَحَلَّهُ. فَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلشُّهُودَ ٱلْأَوْلِيَاءَ فِي ٱلْمَكْسِيكِ ٱحْتَاجُوا إِلَى دَعْمٍ رُوحِيٍّ.
وَخِلَالَ زِيَارَةِ ٱلْأَخِ رَذَرْفُورْد، نَالَ ٱلشُّهُودُ تَشْجِيعًا كَبِيرًا. فَهُوَ أَلْقَى خِطَابَيْنِ حَمَاسِيَّيْنِ فِي ٱلْمَحْفِلِ وَخَمْسَ مُحَاضَرَاتٍ قَوِيَّةٍ عَبْرَ ٱلرَّادِيُو. وَكَانَتْ تِلْكَ أَوَّلَ مَرَّةٍ تَبُثُّ فِيهَا إِذَاعَاتٌ وَطَنِيَّةٌ ٱلْبِشَارَةَ فِي ٱلْبِلَادِ. وَبَعْدَ ٱلْمَحْفِلِ، عُيِّنَ نَاظِرُ فَرْعٍ جَدِيدٌ وَرَاحَ يُنَظِّمُ ٱلْعَمَلَ. فَتَجَدَّدَ نَشَاطُ ٱلشُّهُودِ وَبَدَأُوا يَلْمُسُونَ بَرَكَةَ يَهْوَهَ.
وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّالِيَةِ، لَمْ يُعْقَدْ مَحْفِلٌ وَاحِدٌ بَلْ مَحْفِلَانِ: وَاحِدٌ فِي مَدِينَةِ فِيرَاكْرُوز وَآخَرُ فِي مَدِينَةِ مِكْسِيكُو. وَبَدَأَ ٱلشُّهُودُ يَحْصُدُونَ نَتَائِجَ جُهُودِهِمْ فِي ٱلْحَقْلِ. فَعَدَدُ ٱلنَّاشِرِينَ كَانَ ٨٢ عَامَ ١٩٣١، لٰكِنَّهُ تَضَاعَفَ ١٠ مَرَّاتٍ فِي ١٠ سَنَوَاتٍ. فَحَوَالَيْ ١٠٠٠ شَخْصٍ حَضَرُوا ٱلْمَحْفِلَ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّ عَامَ ١٩٤١ فِي مِكْسِيكُو.
«إِنَّهُمْ يَجْتَاحُونَ ٱلشَّوَارِعَ!»
عَامَ ١٩٤٣، لَبِسَ ٱلشُّهُودُ لَافِتَاتٍ لِلْإِعْلَانِ عَنْ مَحْفِلِ «اَلْأُمَّةُ ٱلْحُرَّةُ» ٱلثِّيُوقْرَاطِيِّ ٱلَّذِي كَانَ سَيُعْقَدُ فِي ١٢ مَدِينَةً * وَكَانَ ٱلشُّهُودُ يَسْتَخْدِمُونَ هٰذِهِ ٱلْوَسِيلَةَ ٱلدِّعَائِيَّةَ مُنْذُ عَامِ ١٩٣٦.
مَكْسِيكِيَّةً، وَبَدَأُوا يَسِيرُونَ فِي ٱلشَّوَارِعِ.وَتَعْلِيقًا عَلَى نَجَاحِ هٰذِهِ ٱلْمَسِيرَاتِ فِي مِكْسِيكُو، كَتَبَتْ مَجَلَّةُ لَا نَاسْيُون (بِٱلْإِسْبَانِيَّةِ): «فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ [مِنَ ٱلْمَحْفِلِ]، طُلِبَ مِنَ [ٱلشُّهُودِ] أَنْ يَدْعُوا ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلنَّاسِ. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي، لَمْ يَتَّسِعِ ٱلْمَكَانُ لِلْجَمِيعِ». وَلَمْ يُعْجِبْ ذٰلِكَ ٱلْكَنِيسَةَ ٱلْكَاثُولِيكِيَّةَ، فَشَنَّتْ حَمْلَةً ضِدَّ ٱلشُّهُودِ. لٰكِنَّهُمْ تَحَلَّوُا بِٱلشَّجَاعَةِ وَتَابَعُوا ٱلْإِعْلَانَ عَنِ ٱلْمَحْفِلِ. ذَكَرَتْ مَجَلَّةُ لَا نَاسْيُون: «كُلُّ ٱلْمَدِينَةِ رَأَتْهُمْ . . . رِجَالٌ وَنِسَاءٌ تَحَوَّلُوا إِلَى لَوْحَاتٍ إِعْلَانِيَّةٍ». وَأَوْرَدَتِ ٱلْمَقَالَةُ صُورَةً لِٱثْنَيْنِ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ فِي مِكْسِيكُو كُتِبَ تَحْتَهَا: «إِنَّهُمْ يَجْتَاحُونَ ٱلشَّوَارِعَ!».
«أَسِرَّةٌ أَنْعَمُ وَأَدْفَأُ مِنَ ٱلْإِسْمَنْتِ»
فِي تِلْكَ ٱلسَّنَوَاتِ، كَانَ عَلَى مُعْظَمِ ٱلشُّهُودِ أَنْ يُقَدِّمُوا ٱلتَّضْحِيَاتِ لِيَحْضُرُوا ٱلْمَحَافِلَ ٱلْقَلِيلَةَ فِي ٱلْمَكْسِيك. فَكَثِيرُونَ جَاءُوا مِنْ قُرًى نَائِيَةٍ لَا يَصِلُ إِلَيْهَا قِطَارٌ وَلَا حَتَّى طَرِيقُ سَيَّارَةٍ. كَتَبَتْ جَمَاعَةٌ: «اَلْخَطُّ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يَمُرُّ بِقُرْبِ هٰذَا ٱلْمَكَانِ هُوَ خَطُّ ٱلتِّلِغْرَافِ». لِذٰلِكَ وَجَبَ عَلَى ٱلْإِخْوَةِ أَنْ يَرْكَبُوا ٱلْبِغَالَ أَوْ يَسِيرُوا أَيَّامًا لِيَسْتَقِلُّوا ٱلْقِطَارَ إِلَى مَدِينَةِ ٱلْمَحْفِلِ.
وَكَانَ مُعْظَمُ ٱلشُّهُودِ فُقَرَاءَ وَبِٱلْكَادِ لَدَيْهِمِ ٱلْمَالُ لِيَصِلُوا إِلَى ٱلْمَحْفِلِ. وَعِنْدَمَا وَصَلُوا، أَقَامَ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ لَدَى ٱلشُّهُودِ ٱلْمَحَلِّيِّينَ ٱلَّذِينَ فَتَحُوا لَهُمْ قُلُوبَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ. وَنَامَ آخَرُونَ فِي قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَذَاتَ مَرَّةٍ، نَامَ حَوَالَيْ ٩٠ شَاهِدًا فِي ٱلْفَرْعِ، حَيْثُ ٱفْتَرَشَ كُلٌّ مِنْهُمْ «عِشْرِينَ صُنْدُوقًا مِنَ ٱلْكُتُبِ». وَذَكَرَ ٱلْكِتَابُ ٱلسَّنَوِيُّ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلضُّيُوفَ شَعَرُوا أَنَّ هٰذِهِ «ٱلْأَسِرَّةَ أَنْعَمُ وَأَدْفَأُ مِنَ ٱلْإِسْمَنْتِ».
وَقَدْ شَعَرَ هٰؤُلَاءِ ٱلشُّهُودُ أَنَّ تَضْحِيَاتِهِمِ ٱلْكَبِيرَةَ لِحُضُورِ مَحْفِلٍ مَسِيحِيٍّ كَانَتْ فِي مَحَلِّهَا. وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، فِيمَا يَزْدَادُ عَدَدُ ٱلنَّاشِرِينَ فِي ٱلْمَكْسِيك وَيُقَارِبُ ٱلْمَلْيُونَ، لَا تَزَالُ مَشَاعِرُهُمْ هِيَ نَفْسَهَا. * ذَكَرَ تَقْرِيرٌ مِنَ ٱلْفَرْعِ عَامَ ١٩٤٩: «لَمْ تُخْمِدِ ٱلصِّعَابُ غَيْرَةَ ٱلْإِخْوَةِ لِلنَّشَاطَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ. فَكُلُّ مَحْفِلٍ يَحْضُرُونَهُ يَبْقَى فَتْرَةً طَوِيلَةً مِحْوَرَ أَحَادِيثِهِمْ. وَٱلسُّؤَالُ ٱلَّذِي يَطْرَحُونَهُ تَكْرَارًا: مَتَى نَعْقِدُ ٱلْمَحْفِلَ ٱلتَّالِيَ؟». وَتَصِحُّ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلْيَوْمَ مِثْلَمَا صَحَّتْ آنَذَاكَ. — مِنْ أَرْشِيفِنَا ٱلثِّيُوقْرَاطِيِّ فِي أَمِيرْكَا ٱلْوُسْطَى.
^ الفقرة 9 بِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلسَّنَوِيِّ ١٩٤٤، هٰذَا ٱلْمَحْفِلُ «جَعَلَ شُهُودَ يَهْوَهَ مَعْرُوفِينَ فِي ٱلْمَكْسِيك».
^ الفقرة 14 عَامَ ٢٠١٦، حَضَرَ ٱلذِّكْرَى فِي ٱلْمَكْسِيك ٢٬٢٦٢٬٦٤٦ شَخْصًا.