بمَ تُلزمنا ‹هبة الله التي لا تُوصف›؟
«شُكْرًا لِلهِ عَلَى هِبَتِهِ ٱلَّتِي لَا تُوصَفُ». — ٢ كو ٩:١٥.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٢١، ٦٣
١، ٢ (أ) مَاذَا تَشْمُلُ ‹هِبَةُ ٱللهِ ٱلَّتِي لَا تُوصَفُ›؟ (ب) أَيُّ سُؤَالَيْنِ تُنَاقِشُهُمَا هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
حِينَ أَرْسَلَ يَهْوَهُ ٱبْنَهُ مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ إِلَى ٱلْأَرْضِ، مَنَحَ ٱلْبَشَرَ أَعْظَمَ هِبَةٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ تَعْبِيرًا عَنْ مَحَبَّتِهِ. (يو ٣:١٦؛ ١ يو ٤:٩، ١٠) وَقَدْ دَعَاهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ‹هِبَةَ ٱللهِ ٱلَّتِي لَا تُوصَفُ›. (٢ كو ٩:١٥) فَلِمَ أَشَارَ إِلَيْهَا بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟
٢ أَدْرَكَ بُولُسُ أَنَّ ذَبِيحَةَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْكَامِلَةَ ضَمَانَةٌ تَكْفَلُ تَحْقِيقَ كُلِّ وُعُودِ ٱللهِ ٱلْبَدِيعَةِ. (اقرأ ٢ كورنثوس ١:٢٠.) وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ ‹ٱلْهِبَةَ ٱلَّتِي لَا تُوصَفُ› لَا تَقْتَصِرُ عَلَى ٱلْفِدْيَةِ، بَلْ تَشْمُلُ أَيْضًا كُلَّ ٱلصَّلَاحِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْوَلَاءِ ٱلَّذِي سَيُظْهِرُهُ يَهْوَهُ لَنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ. حَقًّا، هٰذِهِ ٱلْهِبَةُ قَيِّمَةٌ جِدًّا بِحَيْثُ تَعْجَزُ ٱلْكَلِمَاتُ أَنْ تُوفِيَهَا حَقَّهَا. فَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ تُؤَثِّرَ فِينَا؟ وَعَلَامَ تَحُثُّنَا فِيمَا نَسْتَعِدُّ لِلِٱحْتِفَالِ بِذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ يَوْمَ ٱلْأَرْبِعَاءِ فِي ٢٣ آذَارَ (مَارِس) ٢٠١٦؟
هِبَةٌ مُمَيَّزَةٌ مِنَ ٱللهِ
٣، ٤ (أ) كَيْفَ نَشْعُرُ حِينَ نَتَلَقَّى هَدِيَّةً؟ (ب) كَيْفَ يُمْكِنُ لِهِبَةٍ ثَمِينَةٍ مُمَيَّزَةٍ أَنْ تُغَيِّرَ حَيَاتَنَا؟
٣ لَا شَكَّ أَنَّنَا نَفْرَحُ حِينَ نَتَلَقَّى هَدِيَّةً. فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى إِذَا كَانَتِ ٱلْهَدِيَّةُ مُمَيَّزَةً وَثَمِينَةً لِدَرَجَةِ أَنَّهَا قَدْ تُغَيِّرُ مَسَارَ حَيَاتِنَا بِأَكْمَلِهِ؟! لِتَتَوَضَّحَ ٱلْفِكْرَةُ، تَخَيَّلْ نَفْسَكَ مَكَانَ أَحَدٍ تَوَرَّطَ فِي جَرِيمَةِ قَتْلٍ وَحُكِمَ عَلَيْهِ بِٱلْإِعْدَامِ. وَفَجْأَةً يَتَطَوَّعُ شَخْصٌ لَا تَعْرِفُهُ لِيَتَحَمَّلَ ٱلْعُقُوبَةَ وَيَمُوتَ بَدَلًا مِنْكَ! فَمَاذَا يَكُونُ شُعُورُكَ حِيَالَ هٰذِهِ ٱلْهَدِيَّةِ ٱلرَّائِعَةِ؟
٤ إِنَّ تَعْبِيرًا كَهٰذَا عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ غَيْرِ ٱلْأَنَانِيَّةِ يُلْزِمُكَ حَتْمًا أَنْ تُعِيدَ ٱلنَّظَرَ فِي تَصَرُّفَاتِكَ، بَلْ أَنْ تُغَيِّرَ مَسْلَكَ حَيَاتِكَ كُلَّهُ. فَهُوَ سَيَدْفَعُكَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنْ تَزِيدَ مِنْ عَطَائِكَ وَتُقَوِّيَ مَحَبَّتَكَ لِلْآخَرِينَ وَتُسَامِحَ ٱلَّذِينَ أَخْطَأُوا إِلَيْكَ. وَلَا شَكَّ أَنَّكَ سَتَظَلُّ مَدِينًا طَوَالَ حَيَاتِكَ لِمَنْ قَدَّمَ لَكَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ هٰذِهِ ٱلتَّضْحِيَةَ ٱلْكَبِيرَةَ.
٥ لِمَ ٱلْفِدْيَةُ أَعْظَمُ هِبَةٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ؟
٥ إِنَّ هِبَةَ ٱلْفِدْيَةِ ٱلَّتِي هَيَّأَهَا لَنَا يَهْوَهُ تَفُوقُ بِأَشْوَاطٍ ٱلْهَدِيَّةَ فِي ٱلْمَثَلِ أَعْلَاهُ. (١ بط ٣:١٨) فَنَحْنُ جَمِيعًا نَسْتَحِقُّ عُقُوبَةَ ٱلْمَوْتِ لِأَنَّنَا وَرِثْنَا ٱلْخَطِيَّةَ مِنْ آدَمَ. (رو ٥:١٢) إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ أَرْسَلَ يَسُوعَ إِلَى ٱلْأَرْضِ «لِيَذُوقَ . . . ٱلْمَوْتَ لِأَجْلِ كُلِّ إِنْسَانٍ». (عب ٢:٩) وَهٰذَا ٱلتَّدْبِيرُ لَمْ يُنْقِذْ حَيَاتَنَا فَحَسْبُ، إِنَّمَا وَضَعَ ٱلْأَسَاسَ لِإِزَالَةِ ٱلْمَوْتِ إِلَى ٱلْأَبَدِ. (اش ٢٥:٧، ٨؛ ١ كو ١٥:٢٢، ٢٦) فَكُلُّ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِيَسُوعَ سَيَعِيشُونَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً بِسَعَادَةٍ وَسَلَامٍ، إِمَّا كَرَعَايَا أَرْضِيِّينَ لِمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيحِ، أَوْ كَمُلُوكٍ يَحْكُمُونَ مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ. (رو ٦:٢٣؛ رؤ ٥:٩، ١٠) وَلٰكِنْ هَلْ مِنْ بَرَكَاتٍ أُخْرَى تَحْمِلُهَا إِلَيْنَا هِبَةُ يَهْوَهَ؟
٦ (أ) أَيَّةُ بَرَكَاتٍ تَتَطَلَّعُ إِلَيْهَا بِفَضْلِ هِبَةِ يَهْوَهَ؟ (ب) عَلَامَ تَحْفِزُنَا هِبَةُ ٱللهِ؟
٦ بِفَضْلِ هِبَةِ يَهْوَهَ، سَنُشْفَى مِنْ كُلِّ أَمْرَاضِنَا، سَتَتَحَوَّلُ أَرْضُنَا إِلَى فِرْدَوْسٍ، وَسَيَحْيَا ٱلْأَمْوَاتُ مِنْ جَدِيدٍ. (اش ٣٣:٢٤؛ ٣٥:٥، ٦؛ يو ٥:٢٨، ٢٩) فَكَمْ تَفِيضُ قُلُوبُنَا بِٱلْمَحَبَّةِ لِيَهْوَهَ وَٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ عَلَى هٰذِهِ ‹ٱلْهِبَةِ ٱلَّتِي لَا تُوصَفُ›! لٰكِنَّ ٱلسُّؤَالَ ٱلْمُهِمَّ: إِلَامَ تَدْفَعُنَا ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي غَمَرَنَا بِهَا ٱللهُ؟ إِنَّهَا حَافِزٌ لَنَا كَيْ (١) نَتَّبِعَ خُطُوَاتِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ بِدِقَّةٍ، (٢) نُعْرِبَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ لِإِخْوَتِنَا، وَ (٣) نُسَامِحَهُمْ مِنْ أَعْمَاقِ قُلُوبِنَا. فَلْنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي هٰذِهِ ٱلنِّقَاطِ ٱلثَّلَاثِ.
«اَلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي عِنْدَ ٱلْمَسِيحِ تُلْزِمُنَا»
٧، ٨ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي عِنْدَ ٱلْمَسِيحِ، وَمَاذَا يَعْنِي ذٰلِكَ؟
٧ أَوَّلًا، نَحْنُ مُلْزَمُونَ أَنْ نَحْيَا لِلْمَسِيحِ يَسُوعَ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «اَلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي عِنْدَ ٱلْمَسِيحِ تُلْزِمُنَا». (اقرأ ٢ كورنثوس ٥:١٤، ١٥.) فَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّنَا لَا نَنَالُ مَحَبَّةَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفَائِقَةَ مَا لَمْ نَعِشْ حَيَاتَنَا لِأَجْلِهِ. فَحِينَ نَفْهَمُ كَامِلًا مَا فَعَلَهُ يَهْوَهُ مِنْ أَجْلِنَا، تُحَرِّكُ مَحَبَّتُهُ قُلُوبَنَا فَنَنْدَفِعُ إِلَى ٱلْعَيْشِ بِطَرِيقَةٍ يَرْضَى عَنْهَا ٱلْمَسِيحُ. وَمَاذَا يَعْنِي ذٰلِكَ؟
٨ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ مُلْزَمُونَ بِٱلسَّيْرِ عَلَى مِثَالِ ٱلْمَسِيحِ مُتَّبِعِينَ خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ. (١ بط ٢:٢١؛ ١ يو ٢:٦) وَنَحْنُ نُبَرْهِنُ أَنَّنَا نُحِبُّ ٱللهَ وَٱلْمَسِيحَ عِنْدَمَا نُظْهِرُ لَهُمَا ٱلطَّاعَةَ. قَالَ يَسُوعُ: «اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا، فَذَاكَ هُوَ ٱلَّذِي يُحِبُّنِي. وَٱلَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي». — يو ١٤:٢١؛ ١ يو ٥:٣.
٩ أَيَّةُ ضُغُوطَاتٍ نَتَعَرَّضُ لَهَا؟
٩ وَمَوْسِمُ ٱلذِّكْرَى فُرْصَةٌ لِنُقَيِّمَ طَرِيقَةَ حَيَاتِنَا. فَلْيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ: ‹فِي أَيَّةِ مَجَالَاتٍ أَنْجَحُ فِي ٱتِّبَاعِ خُطُوَاتِ ٱلْمَسِيحِ؟ وَفِي أَيٍّ مِنْهَا أَحْتَاجُ أَنْ أَتَحَسَّنَ؟›. إِنَّ هٰذَا ٱلْفَحْصَ ٱلذَّاتِيَّ ضَرُورِيٌّ جِدًّا، ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْعَالَمَ يَضْغَطُ عَلَيْنَا بِٱسْتِمْرَارٍ كَيْ نَسِيرَ فِي طُرُقِهِ. (رو ١٢:٢) وَإِنْ لَمْ نَحْذَرْ، فَقَدْ نَشْرُدُ عَنْ خُطَى يَسُوعَ وَنَنْجَرُّ وَرَاءَ ٱلْفَلَاسِفَةِ أَوْ نَتْبَعُ مَشَاهِيرَ ٱلْفَنِّ وَنُجُومَ ٱلرِّيَاضَةِ. (كو ٢:٨؛ ١ يو ٢:١٥-١٧) فَكَيْفَ نُقَاوِمُ هٰذِهِ ٱلضُّغُوطَاتِ؟
١٠ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ مِنَ ٱلْجَيِّدِ أَنْ نَطْرَحَهَا عَلَى أَنْفُسِنَا خِلَالَ مَوْسِمِ ٱلذِّكْرَى هٰذَا، وَأَيُّ إِجْرَاءٍ قَدْ يَلْزَمُ أَنْ نَتَّخِذَهُ بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٠ مَا رَأْيُكَ أَنْ تَسْتَغِلَّ مَوْسِمَ ٱلذِّكْرَى لِتُعِيدَ ٱلنَّظَرَ فِي ثِيَابِكَ، تَفْضِيلَاتِكَ فِي مَجَالِ ٱلْأَفْلَامِ وَٱلْمُوسِيقَى، وَٱلْمَوَادِّ ٱلْمُخَزَّنَةِ عَلَى أَجْهِزَتِكَ ٱلْخَاصَّةِ مِثْلِ ٱلْكُمْبْيُوتِر، ٱلْهَاتِفِ، أَوِ ٱلْكُمْبْيُوتِرِ ٱللَّوْحِيِّ؟ مَثَلًا، فِيمَا تَتَفَحَّصُ ثِيَابَكَ ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹إِذَا كُنْتُ ذَاهِبًا إِلَى مَكَانٍ يَتَوَاجَدُ فِيهِ يَسُوعُ، فَهَلْ تُشْعِرُنِي ثِيَابِي بِٱلْإِحْرَاجِ فِي حُضُورِهِ؟›. (اقرأ ١ تيموثاوس ٢:٩، ١٠.) ‹هَلْ يَسْتَغْرِبُ ٱلْحَاضِرُونَ أَنِّي مِنْ أَتْبَاعِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ حِينَ يَرَوْنَ مَلَابِسِي؟›. اِفْعَلِ ٱلْأَمْرَ عَيْنَهُ عِنْدَمَا تَتَأَمَّلُ فِي ٱلْأَفْلَامِ وَٱلْمُوسِيقَى ٱلَّتِي تَرُوقُكَ. فَكِّرْ: ‹هَلْ يُسَرُّ يَسُوعُ بِمُشَاهَدَةِ هٰذَا ٱلْفِيلْمِ أَوْ بِٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَى هٰذِهِ ٱلْمُوسِيقَى؟ إِذَا ٱسْتَعَارَ هَاتِفِي أَوِ ٱلْكُمْبْيُوتِرَ ٱللَّوْحِيَّ ٱلْخَاصَّ بِي، فَهَلْ أَخْجَلُ بِمَا سَيَرَاهُ؟›. كَذٰلِكَ ٱلْأَمْرُ عِنْدَ تَقْيِيمِ أَلْعَابِ ٱلْفِيدْيُو ٱلَّتِي تَلْهُو بِهَا. اِسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَجِدُ صُعُوبَةً أَنْ أَشْرَحَ لِيَسُوعَ لِمَ تُعْجِبُنِي هٰذِهِ ٱللُّعْبَةُ؟›. إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ لِيَهْوَهَ تُلْزِمُنَا أَنْ نَتَخَلَّصَ مِنْ كُلِّ مَا يُشَوِّهُ صُورَتَنَا كَتَلَامِيذَ لِلْمَسِيحِ، مَهْمَا كَانَ ٱلثَّمَنُ. (اع ١٩:١٩، ٢٠) فَحِينَ ٱنْتَذَرْنَا لِيَهْوَهَ، قَطَعْنَا لَهُ وَعْدًا أَلَّا نَحْيَا بَعْدُ لِأَنْفُسِنَا بَلْ لِلْمَسِيحِ. فَلْنَحْرِصْ إِذًا أَلَّا نَتَعَلَّقَ بِأَيِّ شَيْءٍ يُعِيقُنَا عَنِ ٱتِّبَاعِ خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ. — مت ٥:٢٩، ٣٠؛ في ٤:٨.
١١ (أ) أَيُّ دَوْرٍ تَلْعَبُهُ مَحَبَّتُنَا لِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟ (ب) كَيْفَ تَدْفَعُنَا ٱلْمَحَبَّةُ أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْآخَرِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
١١ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، تُشَجِّعُنَا مَحَبَّتُنَا لِيَسُوعَ أَنْ نُنْجِزَ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ بِحَمَاسَةٍ وَغَيْرَةٍ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠؛ لو ٤:٤٣) وَخِلَالَ مَوْسِمِ ٱلذِّكْرَى، لَدَيْنَا ٱلْفُرْصَةُ أَنْ نَصْرِفَ ٣٠ أَوْ ٥٠ سَاعَةً فِي ٱلْفَتْحِ ٱلْإِضَافِيِّ. فَهَلْ تُخَطِّطُ لِٱسْتِغْلَالِ هٰذِهِ ٱلْفُرْصَةِ؟ لَقَدْ شَعَرَ أَخٌ أَرْمَلُ عُمْرُهُ ٨٤ سَنَةً أَنَّهُ عَاجِزٌ عَنِ ٱلْخِدْمَةِ كَفَاتِحٍ إِضَافِيٍّ لِأَنَّهُ مُتَقَدِّمٌ فِي ٱلسِّنِّ وَصِحَّتَهُ ضَعِيفَةٌ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْفَاتِحِينَ فِي مِنْطَقَتِهِ تَعَاوَنُوا عَلَى مُسَاعَدَتِهِ. فَأَمَّنُوا لَهُ ٱلْمُوَاصَلَاتِ وَٱخْتَارُوا لَهُ مُقَاطَعَةً تَسْهُلُ عَلَيْهِ ٱلْخِدْمَةُ فِيهَا كَيْ يَتَمَكَّنَ مِنْ بُلُوغِ مَطْلَبِ ٱلـ ٣٠ سَاعَةً. فَهَلْ تَقْدِرُ أَنْ تَدْعَمَ أَحَدًا فِي جَمَاعَتِكَ كَيْ يَلْمُسَ فَرَحَ ٱلْفَتْحِ ٱلْإِضَافِيِّ خِلَالَ مَوْسِمِ ٱلذِّكْرَى؟ طَبْعًا، لَيْسَ بِمَقْدُورِ ٱلْجَمِيعِ أَنْ يَخْدُمُوا فَاتِحِينَ. وَلٰكِنْ فِي وِسْعِنَا أَنْ نَسْتَغِلَّ وَقْتَنَا وَطَاقَتَنَا لِنُقَرِّبَ ٱلْمَزِيدَ مِنْ ذَبَائِحِ ٱلتَّسْبِيحِ لِيَهْوَهَ. وَهٰكَذَا نُبَرْهِنُ، مَثَلُنَا مَثَلُ بُولُسَ، أَنَّ مَحَبَّةَ ٱلْمَسِيحِ تُلْزِمُنَا وَتُوَجِّهُ حَيَاتَنَا. وَلٰكِنْ عَلَامَ تُحَرِّضُنَا بَعْدُ مَحَبَّةُ ٱللهِ؟
نَحْنُ مُلْزَمُونَ أَنْ نُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا
١٢ إِلَامَ تَحْفِزُنَا مَحَبَّةُ ٱللهِ؟
١٢ ثَانِيًا، تُلْزِمُنَا مَحَبَّةُ ٱللهِ لَنَا أَنْ نُعْرِبَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ لِإِخْوَتِنَا. وَهٰذَا مَا أَدْرَكَهُ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا ٱلَّذِي كَتَبَ قَائِلًا: «أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، إِنْ كَانَ ٱللهُ قَدْ أَحَبَّنَا هٰكَذَا، فَنَحْنُ مُلْزَمُونَ أَنْ نُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا». (١ يو ٤:٧-١١) فَنَحْنُ لَنْ نَنْعَمَ بِمَحَبَّةِ ٱللهِ إِنْ لَمْ نُحِبَّ إِخْوَتَنَا. (١ يو ٣:١٦) فَكَيْفَ نُتَرْجِمُ هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةَ عَمَلِيًّا؟
١٣ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ فِي مَحَبَّةِ ٱلْآخَرِينَ؟
١٣ إِلَيْكَ مِثَالَ يَسُوعَ. فَخِلَالَ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، ٱهْتَمَّ ٱهْتِمَامًا خُصُوصِيًّا بِٱلْمُتَّضِعِينَ. فَشَفَى ٱلْمَرْضَى وَٱلْعُرْجَ وَٱلْعُمْيَ وَٱلصُّمَّ وَٱلْبُكْمَ. (مت ١١:٤، ٥) وَفَرِحَ بِتَعْلِيمِ ٱلْجِيَاعِ رُوحِيًّا ٱلَّذِينَ ٱعْتَبَرَهُمُ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ ٱلْيَهُودُ شَعْبًا ‹مَلْعُونًا›. (يو ٧:٤٩) فَيَسُوعُ أَحَبَّ ٱلْمَسَاكِينَ وَعَمِلَ جَاهِدًا عَلَى خِدْمَتِهِمْ. — مت ٢٠:٢٨.
١٤ كَيْفَ عَسَاكَ تُظْهِرُ مَحَبَّتَكَ لِإِخْوَتِكَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٤ وَمَوْسِمُ ٱلذِّكْرَى فُرْصَةٌ رَائِعَةٌ لِنَقْتَدِيَ بِيَسُوعَ وَنُفَكِّرَ بِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ عَدِيدِينَ مِنْهُمْ يَحْتَاجُونَ إِلَى مَحَبَّتِنَا، مِثْلَ ٱلْمُسِنِّينَ. فَهَلَّا تُخَطِّطُ لِزِيَارَةِ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَحِبَّةِ؟ هَلْ فِي وِسْعِكَ أَنْ تَجْلِبَ لَهُمْ وَجْبَةَ طَعَامٍ، تُسَاعِدَهُمْ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمَنْزِلِيَّةِ، تُوصِلَهُمْ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، أَوْ تَدْعُوَهُمْ لِلذَّهَابِ مَعَكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟ (اقرأ لوقا ١٤:١٢-١٤.) كَمْ رَائِعٌ حَقًّا أَنْ نَسْمَحَ لِمَحَبَّةِ ٱللهِ لَنَا أَنْ تَعْمَلَ فِينَا وَتَحْفِزَنَا عَلَى مَحَبَّةِ إِخْوَتِنَا قَوْلًا وَعَمَلًا!
لِنُسَامِحْ إِخْوَتَنَا وَأَخَوَاتِنَا
١٥ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا؟
١٥ ثَالِثًا، تُلْزِمُنَا مَحَبَّةُ يَهْوَهَ أَنْ نَغْفِرَ لِلْآخَرِينَ. فَنَحْنُ جَمِيعًا وَرِثْنَا ٱلْخَطِيَّةَ وَٱلْمَوْتَ مِنَ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْأَوَّلِ آدَمَ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ فِي غِنًى عَنِ ٱلْفِدْيَةِ. حَتَّى أَكْثَرُ خُدَّامِ ٱللهِ أَمَانَةً وَوَلَاءً هُمْ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى نِعْمَةِ يَهْوَهَ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا مِنْ خِلَالِ ٱلْمَسِيحِ. إِضَافَةً إِلَى
ذٰلِكَ، لَا نَنْسَ أَنَّ يَهْوَهَ سَامَحَنَا بِدَيْنِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْكَبِيرِ. فَلِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُبْقِيَ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ فِي بَالِنَا؟ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي مَثَلٍ قَدَّمَهُ يَسُوعُ.١٦، ١٧ (أ) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مَثَلِ يَسُوعَ عَنْ مَلِكٍ أَعْفَى عَبْدَهُ مِنْ دَيْنٍ كَبِيرٍ؟ (ب) مَا تَصْمِيمُكَ بَعْدَمَا تَأَمَّلْتَ فِي هٰذَا ٱلْمَثَلِ؟
١٦ تَحَدَّثَ يَسُوعُ عَنْ مَلِكٍ أَعْفَى عَبْدَهُ مِنْ دَيْنٍ ضَخْمٍ بَلَغَ ١٠٬٠٠٠ وَزْنَةٍ، أَوْ ٦٠ مَلْيُونَ دِينَارٍ. إِلَّا أَنَّ هٰذَا ٱلْعَبْدَ لَمْ يَكُنْ مُسْتَعِدًّا لِمُسَامَحَةِ عَبْدٍ رَفِيقٍ لَهُ كَانَ قَدِ ٱقْتَرَضَ مِنْهُ مَبْلَغًا أَقَلَّ بِكَثِيرٍ قِيمَتُهُ ١٠٠ دِينَارٍ. فَغَضِبَ ٱلْمَلِكُ جِدًّا حِينَ عَلِمَ بِقَسَاوَةِ قَلْبِ ذٰلِكَ ٱلْعَبْدِ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلشِّرِّيرُ، كُلُّ ذٰلِكَ ٱلدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ، حِينَ تَوَسَّلْتَ إِلَيَّ. أَفَمَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ ٱلْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟». (مت ١٨:٢٣-٣٥) فَرَحْمَةُ ٱلْمَلِكِ ٱلْوَاسِعَةُ كَانَ يُفْتَرَضُ أَنْ تُلْزِمَ ٱلْعَبْدَ أَنْ يَغْفِرَ لِرَفِيقِهِ. فَمَا ٱلْعِبْرَةُ ٱلَّتِي نَسْتَمِدُّهَا؟ بِمَ يَنْبَغِي أَنْ تُلْزِمَنَا مَحَبَّةُ يَهْوَهَ وَرَحْمَتُهُ؟
١٧ فِيمَا نَسْتَعِدُّ لِلِٱحْتِفَالِ بِٱلذِّكْرَى، لِنَفْحَصْ أَنْفُسَنَا وَنَرَ هَلْ نُضْمِرُ ٱلِٱسْتِيَاءَ لِأَحَدِ إِخْوَتِنَا أَوْ أَخَوَاتِنَا. وَفِي حَالِ كَانَتْ لَدَيْنَا مَشَاعِرُ كَهٰذِهِ، نَفْعَلُ حَسَنًا إِذَا ٱنْتَهَزْنَا مَوْسِمَ ٱلذِّكْرَى لِنَقْتَدِيَ بِيَهْوَهَ إِلٰهِنَا ‹ٱلْغَفُورِ›. (نح ٩:١٧؛ مز ٨٦:٥) فَحِينَ نُقَدِّرُ كَيْفَ رَحِمَنَا وَمَحَا دَيْنَنَا ٱلْكَبِيرَ، نَنْدَفِعُ إِلَى ٱلْمُسَامَحَةِ مِنْ صَمِيمِ قُلُوبِنَا. فَيَسْتَحِيلُ أَنْ نَنَالَ مَحَبَّةَ ٱللهِ وَغُفْرَانَهُ إِنْ لَمْ نُحِبَّ إِخْوَتَنَا وَنَغْفِرْ لَهُمْ. (مت ٦:١٤، ١٥) صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمُسَامَحَةَ لَنْ تُبَدِّلَ ٱلْمَاضِيَ، لٰكِنَّهَا حَتْمًا لِخَيْرِنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
١٨ كَيْفَ سَاعَدَتْ مَحَبَّةُ ٱللهِ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ أَنْ تَتَحَمَّلَ نَقَائِصَ أُخْتٍ أُخْرَى؟
١٨ طَبْعًا، لَيْسَ سَهْلًا أَنْ ‹نَتَحَمَّلَ› ضَعَفَاتِ إِخْوَتِنَا يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ. (اقرأ كولوسي ٣:١٣، ١٤؛ افسس ٤:٣٢.) وَلٰكِنْ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ لِيلِي. فَهٰذِهِ ٱلْأُخْتُ ٱلْعَازِبَةُ ٱهْتَمَّتْ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ بِأَرْمَلَةٍ تُدْعَى كَارُول. [١] فَكَانَتْ تَصْطَحِبُهَا بِٱلسَّيَّارَةِ، تَشْتَرِي لَهَا حَاجِيَّاتِهَا ٱلْأَسَاسِيَّةَ، وَتُعْرِبُ لَهَا عَنِ ٱللُّطْفِ بِطَرَائِقَ عَمَلِيَّةٍ أُخْرَى. وَلٰكِنْ رَغْمَ كُلِّ مَا بَذَلَتْهُ مِنْ جُهُودٍ، كَانَتْ كَارُول دَوْمًا ٱنْتِقَادِيَّةً وَيَصْعُبُ ٱلتَّعَامُلُ مَعَهَا. مَعَ ذٰلِكَ، رَكَّزَتْ لِيلِي عَلَى صِفَاتِهَا ٱلْحَسَنَةِ، وَظَلَّتْ تُسَاعِدُهَا طَوَالَ سَنَوَاتٍ إِلَى أَنْ مَرِضَتْ وَمَاتَتْ. تَذْكُرُ: «أَتَشَوَّقُ إِلَى رُؤْيَةِ كَارُول فِي ٱلْقِيَامَةِ. فَأَنَا أَوَدُّ أَنْ أَتَعَرَّفَ إِلَيْهَا حِينَ تُصْبِحُ كَامِلَةً». فِعْلًا، تُلْزِمُنَا مَحَبَّةُ ٱللهِ أَنْ نَتَحَمَّلَ إِخْوَتَنَا وَنَتَطَلَّعَ بِشَوْقٍ إِلَى ٱلْوَقْتِ حِينَ تَزُولُ ٱلنَّقَائِصُ وَٱلْعُيُوبُ إِلَى ٱلْأَبَدِ.
١٩ بِمَ تُلْزِمُكَ ‹هِبَةُ ٱللهِ ٱلَّتِي لَا تُوصَفُ›؟
١٩ يَا لَهَا مِنْ ‹هِبَةٍ لَا تُوصَفُ› أَنْعَمَ بِهَا يَهْوَهُ عَلَيْنَا! فَلْنَحْرِصْ كُلَّ ٱلْحِرْصِ أَلَّا نَعْتَبِرَ هٰذِهِ ٱلْعَطِيَّةَ ٱلْقَيِّمَةَ تَحْصِيلَ حَاصِلٍ. بِٱلْأَحْرَى لِنَتَأَمَّلْ دَوْمًا، وَخَاصَّةً خِلَالَ مَوْسِمِ ٱلذِّكْرَى، فِي كُلِّ مَا فَعَلَهُ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ مِنْ أَجْلِنَا وَنُقَدِّرْهُ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ. وَلْنَدَعِ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي أَعْرَبَا عَنْهَا تُلْزِمُنَا أَنْ نَتَّبِعَ خُطُوَاتِ يَسُوعَ بِدِقَّةٍ، نُعْرِبَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ لِإِخْوَتِنَا، وَنُسَامِحَهُمْ مِنْ أَعْمَاقِ قُلُوبِنَا.
^ [١] (اَلْفِقْرَةُ ١٨) اَلِٱسْمَانِ مُسْتَعَارَانِ.