الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

هل انت ‹غني لله›؟‏

هل انت ‹غني لله›؟‏

هَلْ أَنْتَ ‹غَنِيٌّ للهِ›؟‏

‏«هٰذَا شَأْنُ مَنْ يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا للهِ».‏ —‏ لوقا ١٢:‏٢١‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ فِي سَبِيلِ مَاذَا يَقُومُ ٱلنَّاسُ بِتَضْحِيَاتٍ كَبِيرَةٍ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ أَمْرٍ صَعْبٍ وَيَنْطَوِي عَلَى مَخَاطِرَ لَا بُدَّ أَنْ يَقُومَ بِهِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟‏

عَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ،‏ بَذَلَ ٱلنَّاسُ فِي مُجْتَمَعَاتٍ كَثِيرَةٍ جُهُودًا حَثِيثَةً فِي سَعْيِهِمْ وَرَاءَ ٱلْغِنَى ٱلْمَادِّيِّ.‏ مَثَلًا،‏ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ،‏ تَهَافَتَ ٱلنَّاسُ عَلَى ٱلذَّهَبِ فِي أُوسْتْرَالْيَا،‏ جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا،‏ كَنَدَا،‏ وَٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ.‏ فَقَدْ تَقَاطَرُوا مِنْ أَمَاكِنَ بَعِيدَةٍ وَكَانُوا مُسْتَعِدِّينَ لِتَرْكِ مَوْطِنِهِمْ وَأَحِبَّائِهِمْ بُغْيَةَ ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلثَّرَوَاتِ فِي بُلْدَانٍ غَرِيبَةٍ وَأَحْيَانًا فِي ظِلِّ ظُرُوفٍ بِيئِيَّةٍ صَعْبَةٍ.‏ نَعَمْ،‏ كَثِيرُونَ هُمُ ٱلْأَشْخَاصُ ٱلْمُسْتَعِدُّونَ لِلْمُخَاطَرَةِ وَٱلْقِيَامِ بِتَضْحِيَاتٍ كَبِيرَةٍ فِي سَبِيلِ كَسْبِ ٱلثَّرْوَةِ ٱلَّتِي يَتَمَنَّوْنَهَا.‏

٢ رَغْمَ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ لَا يَسْعَوْنَ وَرَاءَ ٱلْكُنُوزِ،‏ إِلَّا أَنَّهُمْ مُضْطَرُّونَ إِلَى ٱلْعَمَلِ بِكَدٍّ لِيُحَصِّلُوا مَعِيشَتَهُمْ.‏ وَهذَا أَمْرٌ صَعْبٌ،‏ لَا بَلْ شَاقٌّ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ هذَا.‏ لِذلِكَ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ يَنْشَغِلَ ٱلْمَرْءُ كَثِيرًا بِتَأْمِينِ ٱلْمَأْكَلِ وَٱلْمَلْبَسِ وَٱلْمَأْوَى بِحَيْثُ يُهْمِلُ،‏ أَوْ حَتَّى يَنْسَى،‏ ٱلْأُمُورَ ٱلْأَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً.‏ (‏روما ١٤:‏١٧‏)‏ وَقَدْ أَحْسَنَ يَسُوعُ وَصْفَ هذِهِ ٱلطَّبِيعَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ فِي ٱلْمَثَلِ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ فِي لُوقَا ١٢:‏١٦-‏٢١‏.‏

٣ مَا فَحْوَى ٱلْمَثَلِ ٱلَّذِي قَدَّمَهُ يَسُوعُ فِي لُوقَا ١٢:‏١٦-‏٢١‏؟‏

٣ كَمَا نَاقَشْنَا بِٱلتَّفْصِيلِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ تَحَدَّثَ يَسُوعُ عَنْ ضَرُورَةِ ٱلِٱحْتِرَاسِ مِنَ ٱلطَّمَعِ.‏ بَعْدَئِذٍ،‏ أَعْطَى مَثَلًا عَنْ إِنْسَانٍ غَنِيٍّ لَمْ يَكُنْ قَانِعًا بِمَخَازِنِهِ ٱلْمَلْآنَةِ بِٱلْخَيْرَاتِ،‏ فَهَدَمَهَا وَبَنَى أَكْبَرَ مِنْهَا لِيَدَّخِرَ خَيْرَاتٍ أَكْثَرَ.‏ وَلكِنْ حِينَ ظَنَّ أَنَّهُ سَيَرْتَاحُ وَيَعِيشُ حَيَاةً هَانِئَةً،‏ قَالَ لَهُ ٱللهُ إِنَّهُ سَيَخْسَرُ حَيَاتَهُ وَإِنَّ كُلَّ ٱلْخَيْرَاتِ ٱلَّتِي ٱدَّخَرَهَا سَيَأْخُذُهَا شَخْصٌ آخَرُ.‏ ثُمَّ ٱخْتَتَمَ يَسُوعُ قَائِلًا:‏ «هٰذَا شَأْنُ مَنْ يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا للهِ».‏ (‏لوقا ١٢:‏٢١‏)‏ فَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ هذَا ٱلْمَثَلِ؟‏ وَكَيْفَ نَضَعُ هذَا ٱلدَّرْسَ مَوْضِعَ ٱلْعَمَلِ؟‏

رَجُلٌ وَاجَهَ مُشْكِلَةً

٤ مَاذَا نَسْتَنْتِجُ عَنِ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ يَسُوعُ فِي مَثَلِهِ؟‏

٤ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ فِي بُلْدَانٍ عَدِيدَةٍ يَعْرِفُونَ ٱلْمَثَلَ ٱلْمَذْكُورَ آنِفًا.‏ وَلكِنْ لِنُنَاقِشْ فِي مَا يَلِي هذَا ٱلْمَثَلَ بِٱلتَّفْصِيلِ.‏ لَاحِظْ أَنَّ يَسُوعَ ٱسْتَهَلَّ ٱلرِّوَايَةَ بِٱلْقَوْلِ:‏ «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَنْتَجَتْ أَرْضُهُ بِوَفْرَةٍ».‏ فَهُوَ لَمْ يَقُلْ إِنَّ ٱلرَّجُلَ صَارَ غَنِيًّا بِٱلِٱحْتِيَالِ أَوِ ٱلْوَسَائِلِ غَيْرِ ٱلْمَشْرُوعَةِ.‏ بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى،‏ لَمْ يَكُنْ هذَا ٱلرَّجُلُ شِرِّيرًا.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ ٱلِٱسْتِنْتَاجُ مِمَّا قَالَهُ يَسُوعُ فِي ٱلْمَثَلِ أَنَّهُ كَانَ يَعْمَلُ بِكَدٍّ.‏ فَقَدْ خَطَّطَ وَٱدَّخَرَ لِلْمُسْتَقْبَلِ،‏ رُبَّمَا لِأَنَّهُ يُفَكِّرُ فِي خَيْرِ عَائِلَتِهِ.‏ وَهكَذَا،‏ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ،‏ كَانَ هذَا ٱلرَّجُلُ مُجْتَهِدًا يَحْمِلُ مَسْؤُولِيَّاتِهِ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ.‏

٥ أَيَّةُ مُشْكِلَةٍ وَاجَهَهَا ٱلرَّجُلُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ؟‏

٥ عَلَى أَيَّةِ حَالٍ،‏ وَصَفَ يَسُوعُ ٱلرَّجُلَ فِي مَثَلِهِ أَنَّهُ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ،‏ مِمَّا يَعْنِي أَنَّهُ كَانَتْ لَدَيْهِ وَفْرَةٌ مِنَ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ.‏ إِلَّا أَنَّ هذَا ٱلرَّجُلَ ٱلْغَنِيَّ وَاجَهَ مُشْكِلَةً.‏ فَقَدْ أَنْتَجَتْ أَرْضُهُ غِلَالًا تَفُوقُ تَوَقُّعَهُ وَحَاجَتَهُ،‏ غِلَالًا لَمْ يَكُنْ بِٱسْتِطَاعَتِهِ خَزْنُهَا كُلِّهَا.‏ فَمَاذَا كَانَ يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ؟‏

٦ أَيَّةُ قَرَارَاتٍ يُوَاجِهُهَا كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ؟‏

٦ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَمُرُّ كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَه بِحَالَةٍ مُمَاثِلَةٍ لِحَالَةِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْغَنِيِّ.‏ فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَسْعَوْنَ أَنْ يَكُونُوا نُزَهَاءَ وَمُجْتَهِدِينَ وَذَوِي ضَمِيرٍ حَيٍّ.‏ (‏كولوسي ٣:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ لِذلِكَ غَالِبًا مَا يَنْجَحُونَ،‏ أَوْ حَتَّى يَبْرَعُونَ،‏ فِي عَمَلِهِمْ سَوَاءٌ كَانُوا مُسْتَخْدَمِينَ أَوْ يَعْمَلُونَ لِحِسَابِهِمِ ٱلْخَاصِّ.‏ فَتُعْرَضُ عَلَيْهِمِ ٱلتَّرْقِيَاتُ أَوْ فُرَصُ عَمَلٍ جَدِيدَةٌ.‏ إِذَّاكَ،‏ يَتَوَجَّبُ عَلَيْهِمِ ٱتِّخَاذُ قَرَارٍ.‏ فَهَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَقْبَلُوا ٱلتَّرْقِيَةَ لِيَجْنُوا مَبْلَغًا أَكْبَرَ مِنَ ٱلْمَالِ؟‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَتَفَوَّقُ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلشُّهُودِ ٱلْأَحْدَاثِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ.‏ لِذَا قَدْ تُعْرَضُ عَلَيْهِمِ ٱلْمِنَحُ ٱلدِّرَاسِيَّةُ لِتَحْصِيلِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْعَالِي فِي مُؤَسَّسَاتٍ مُحْتَرَمَةٍ.‏ فَهَلْ يَنْبَغِي أَنْ يُجَارُوا ٱلْآخَرِينَ وَيَقْبَلُوا هذَا ٱلْعَرْضَ؟‏

٧ كَيْفَ حَلَّ ٱلرَّجُلُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ ٱلْمُشْكِلَةَ ٱلَّتِي وَاجَهَتْهُ؟‏

٧ لِنَعُدْ إِلَى مَثَلِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْغَنِيِّ.‏ مَاذَا فَعَلَ عِنْدَمَا أَنْتَجَتْ أَرْضُهُ بِوَفْرَةٍ بِحَيْثُ لَمْ يَعُدْ لَدَيْهِ مَوْضِعٌ يَجْمَعُ فِيهِ مَحَاصِيلَهُ؟‏ قَرَّرَ أَنْ يَهْدِمَ مَخَازِنَهُ وَيَبْنِيَ أَكْبَرَ مِنْهَا لِيَجْمَعَ كُلَّ ٱلْفَائِضِ مِنَ ٱلْحُبُوبِ وَٱلْخَيْرَاتِ.‏ وَعَلَى مَا يَبْدُو،‏ مَنَحَتْهُ هذِهِ ٱلْخُطَّةُ شُعُورًا بِٱلْأَمْنِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ حَتَّى إِنَّهُ قَالَ لِنَفْسِهِ:‏ «يَا نَفْسُ،‏ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُذَّخَرَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ.‏ فَٱسْتَرِيحِي وَكُلِي وَٱشْرَبِي وَتَمَتَّعِي».‏ —‏ لوقا ١٢:‏١٩‏.‏

لِمَاذَا كَانَ «عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ»؟‏

٨ أَيُّ عُنْصُرٍ مُهِمٍّ لَمْ يَأْخُذْهُ فِي ٱلْحُسْبَانِ ٱلرَّجُلُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ؟‏

٨ كَمَا أَوْضَحَ يَسُوعُ فِي مَثَلِهِ،‏ إِنَّ خُطَّةَ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْغَنِيِّ لَمْ تَمْنَحْهُ سِوَى شُعُورٍ زَائِفٍ بِٱلْأَمْنِ.‏ فَمَعَ أَنَّهَا بَدَتْ عَمَلِيَّةً،‏ لكِنَّهَا لَمْ تَأْخُذْ فِي ٱلْحُسْبَانِ عُنْصُرًا مُهِمًّا:‏ مَشِيئَةَ ٱللهِ.‏ فَهذَا ٱلرَّجُلُ لَمْ يُفَكِّرْ إِلَّا فِي نَفْسِهِ،‏ كَيْفَ يَسْتَرِيحُ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَتَمَتَّعُ.‏ وَقَدْ ظَنَّ أَنَّ حِيَازَتَهُ «خَيْرَاتٍ كَثِيرَةً» سَتَجْعَلُهُ يَعِيشُ «سِنِينَ كَثِيرَةً».‏ وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ ٱلْأُمُورَ لَمْ تَجْرِ كَمَا تَمَنَّى.‏ فَكَمَا سَبَقَ يَسُوعُ فَقَالَ:‏ «مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ».‏ (‏لوقا ١٢:‏١٥‏)‏ فَفِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ عَيْنِهَا،‏ ٱنْتَهَى فَجْأَةً كُلُّ مَا عَمِلَ ٱلرَّجُلُ مِنْ أَجْلِهِ،‏ إِذْ إِنَّ ٱللهَ قَالَ لَهُ:‏ «يَا عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ،‏ هٰذِهِ ٱللَّيْلَةَ يَطْلُبُونَ نَفْسَكَ مِنْكَ.‏ فَلِمَنْ تَكُونُ هٰذِهِ ٱلَّتِي ٱدَّخَرْتَهَا؟‏».‏ —‏ لوقا ١٢:‏٢٠‏.‏

٩ لِمَاذَا دُعِيَ ٱلرَّجُلُ فِي ٱلْمَثَلِ عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ؟‏

٩ نَصِلُ ٱلْآنَ إِلَى نُقْطَةٍ حَاسِمَةٍ فِي مَثَلِ يَسُوعَ.‏ فَٱللهُ دَعَا ٱلرَّجُلَ عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ.‏ وَيُوضِحُ ٱلْقَامُوسُ ٱلتَّفْسِيرِيُّ لِلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ ‏(‏بالانكليزية)‏ أَنَّ صِيَغَ ٱلْكَلِمَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمُسْتَخْدَمَةِ هُنَا «تُشِيرُ دَائِمًا إِلَى نَقْصٍ فِي ٱلْفَهْمِ».‏ وَيَذْكُرُ ٱلْمَرْجِعُ أَنَّ ٱللهَ ٱسْتَخْدَمَ هذِهِ ٱلْكَلِمَةَ،‏ كَمَا جَاءَ فِي ٱلْمَثَلِ،‏ لِيُظْهِرَ «عَدَمَ جَدْوَى خُطَطِ ٱلْغَنِيِّ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ».‏ لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلْكَلِمَةَ لَا تُشِيرُ إِلَى شَخْصٍ عَدِيمِ ٱلذَّكَاءِ،‏ بَلْ إِلَى «شَخْصٍ يَرْفُضُ ٱلِٱعْتِرَافَ أَنَّ عَلَيْهِ ٱلِٱتِّكَالَ عَلَى ٱللهِ».‏ وَوَصْفُ يَسُوعَ لِلْإِنْسَانِ ٱلْغَنِيِّ يُذَكِّرُنَا بِمَا قَالَهُ لَاحِقًا لِمَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ فِي جَمَاعَةِ لَاوُدِكِيَّةَ بِآسِيَا ٱلصُّغْرَى:‏ «تَقُولُ:‏ ‹أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ ٱغْتَنَيْتُ وَلَا أَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا›،‏ وَلٰكِنَّكَ لَا تَعْلَمُ أَنَّكَ بَائِسٌ وَمُثِيرٌ لِلشَّفَقَةِ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ».‏ —‏ رؤيا ٣:‏١٧‏.‏

١٠ لِمَاذَا ٱمْتِلَاكُ «خَيْرَاتٍ كَثِيرَةٍ» لَا يَضْمَنُ ٱلْعَيْشَ «سِنِينَ كَثِيرَةً»؟‏

١٠ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُفَكِّرَ مَلِيًّا فِي ٱلدَّرْسِ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِنْ مَثَلِ يَسُوعَ.‏ فَهَلْ نَعْمَلُ بِكَدٍّ كَذَاكَ ٱلرَّجُلِ لِكَيْ نَمْتَلِكَ «خَيْرَاتٍ كَثِيرَةً» فِي حِينِ أَنَّنَا نُهْمِلُ ٱلْقِيَامَ بِمَا هُوَ ضَرُورِيٌّ لِلْعَيْشِ «سِنِينَ كَثِيرَةً»؟‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١٧:‏٣‏)‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «لَا تَنْفَعُ ٱلنَّفَائِسُ فِي يَوْمِ ٱلسُّخْطِ» وَ «مَنْ يَتَّكِلُ عَلَى غِنَاهُ يَسْقُطُ».‏ (‏امثال ١١:‏٤،‏ ٢٨‏)‏ لِذلِكَ أَضَافَ يَسُوعُ إِلَى مَثَلِهِ هذَا ٱلْحَضَّ ٱلْخِتَامِيَّ:‏ «هٰذَا شَأْنُ مَنْ يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا للهِ».‏ —‏ لوقا ١٢:‏٢١‏.‏

١١ لِمَاذَا لَا طَائِلَ مِنْ أَنْ يَبْنِيَ ٱلْمَرْءُ حَيَاتَهُ عَلَى أَسَاسِ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ؟‏

١١ عِنْدَمَا قَالَ يَسُوعُ «هٰذَا شَأْنُ»،‏ كَانَ يَقْصِدُ أَنَّ مَا حَدَثَ لِلْإِنْسَانِ ٱلْغَنِيِّ فِي ٱلْمَثَلِ سَيَحْدُثُ أَيْضًا لِلَّذِينَ يَبْنُونَ حَيَاتَهُمْ عَلَى أَسَاسِ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ فَقَطْ،‏ أَيْ أَنَّهُمْ يُعَلِّقُونَ أَمَلَهُمْ عَلَيْهَا وَيَظُنُّونَ أَنَّهَا تَمْنَحُهُمْ شُعُورًا بِٱلْأَمْنِ.‏ فَٱلْخَطَأُ لَيْسَ فِي أَنْ ‹يَكْنِزَ ٱلْمَرْءُ لِنَفْسِهِ›،‏ بَلْ فِي أَلَّا يَكُونَ «غَنِيًّا للهِ».‏ وَقَدْ قَدَّمَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ تَحْذِيرًا مُمَاثِلًا حِينَ كَتَبَ:‏ «هَلُمَّ ٱلْآنَ،‏ أَيُّهَا ٱلْقَائِلُونَ:‏ ‹اَلْيَوْمَ أَوْ غَدًا نُسَافِرُ إِلَى هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةِ وَنَقْضِي هُنَاكَ سَنَةً،‏ فَنُتَاجِرُ وَنُحَقِّقُ أَرْبَاحًا›،‏ فِي حِينِ أَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ مَا تَكُونُ حَيَاتُكُمْ غَدًا».‏ وَمَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلُوا؟‏ يُتَابِعُ يَعْقُوبُ:‏ «عِوَضَ ذٰلِكَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ تَقُولُوا:‏ ‹إِنْ شَاءَ يَهْوَهُ،‏ نَعِيشُ وَنَفْعَلُ هٰذَا أَوْ ذَاكَ›».‏ (‏يعقوب ٤:‏١٣-‏١٥‏)‏ فَمَهْمَا كَانَ ٱلشَّخْصُ غَنِيًّا أَوْ مَهْمَا كَانَ لَدَيْهِ مِنْ مُمْتَلَكَاتٍ،‏ فَلَا طَائِلَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ إِذَا لَمْ يَكُنْ غَنِيًّا للهِ.‏ وَلكِنْ مَاذَا يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ غَنِيًّا للهِ؟‏

مَاذَا يَعْنِي أَنْ نَكُونَ أَغْنِيَاءَ للهِ؟‏

١٢ مَاذَا يَجْعَلُنَا أَغْنِيَاءَ للهِ؟‏

١٢ فِي ٱلْعِبَارَةِ ٱلَّتِي قَالَهَا يَسُوعُ،‏ يَتَنَاقَضُ كَوْنُ ٱلْمَرْءِ غَنِيًّا للهِ مَعَ ٱدِّخَارِ ٱلْكُنُوزِ،‏ أَيِ ٱلِٱغْتِنَاءِ مَادِّيًّا.‏ فَيَسُوعُ كَانَ يَقُولُ إِنَّ ٱهْتِمَامَنَا ٱلرَّئِيسِيَّ فِي ٱلْحَيَاةِ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ تَكْدِيسَ ٱلثَّرَوَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ أَوِ ٱلتَّنَعُّمَ بِمَا نَمْلِكُهُ.‏ بَلْ يَجِبُ أَنْ نَسْتَخْدِمَ مَوَارِدَنَا لِتَمْتِينِ عَلَاقَتِنَا بِيَهْوَه.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ذلِكَ سَيَجْعَلُنَا أَغْنِيَاءَ للهِ.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهُ يُتِيحُ لَنَا نَيْلَ بَرَكَاتٍ كَثِيرَةٍ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ:‏ «بَرَكَةُ يَهْوَهَ هِيَ تُغْنِي،‏ وَهُوَ لَا يَزِيدُ مَعَهَا عَنَاءً».‏ —‏ امثال ١٠:‏٢٢‏.‏

١٣ مَاذَا يَعْنِي أَنَّ بَرَكَةَ يَهْوَه هِيَ «تُغْنِي»؟‏

١٣ عِنْدَمَا يُغْدِقُ يَهْوَه ٱلْبَرَكَاتِ عَلَى شَعْبِهِ،‏ يُعْطِيهِمْ دَائِمًا ٱلْأَفْضَلَ.‏ (‏يعقوب ١:‏١٧‏)‏ مَثَلًا،‏ كَانَتِ ٱلْأَرْضُ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَه لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ‹أَرْضًا تَفِيضُ حَلِيبًا وَعَسَلًا›.‏ وَرَغْمَ أَنَّ أَرْضَ مِصْرَ وُصِفَتْ بِٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْأَرْضَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَه لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ كَانَتْ مُخْتَلِفَةً مِنْ نَاحِيَةٍ مُهِمَّةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى ٱلْأَقَلِّ.‏ فَقَدْ كَانَتْ ‹أَرْضًا يَعْتَنِي بِهَا يَهْوَهُ إِلٰهُكَ›،‏ كَمَا قَالَ لَهُمْ مُوسَى.‏ بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى،‏ كَانَ سَبَبُ ٱلِٱزْدِهَارِ ٱهْتِمَامَ يَهْوَه بِهِمْ.‏ فَكَانُوا سَيُبَارَكُونَ بِسَخَاءٍ وَسَيَتَمَتَّعُونَ بِحَيَاةٍ أَفْضَلَ مِنْ حَيَاةِ كُلِّ ٱلْأُمَمِ حَوْلَهُمْ مَا دَامُوا أُمَنَاءَ لِيَهْوَه.‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ بَرَكَةَ يَهْوَه هِيَ «تُغْنِي».‏ —‏ عدد ١٦:‏١٣؛‏ تثنية ٤:‏٥-‏٨؛‏ ١١:‏٨-‏١٥‏.‏

١٤ مَاذَا يَنَالُ ٱلْأَغْنِيَاءُ للهِ؟‏

١٤ تَنْقُلُ بَعْضُ ٱلتَّرْجَمَاتِ عِبَارَةَ ‹غَنِيٌّ للهِ› إِلَى ‹غَنِيٌّ فِي نَظَرِ ٱللهِ› وَ ‹غَنِيٌّ عِنْدَ ٱللهِ›.‏ فَٱلْأَغْنِيَاءُ مَادِّيًّا يَهْتَمُّونَ عُمُومًا بِنَظْرَةِ ٱلْآخَرِينَ إِلَيْهِمْ.‏ وَغَالِبًا مَا يَنْعَكِسُ ذلِكَ فِي طَرِيقَةِ حَيَاتِهِمْ.‏ فَهُمْ يُرِيدُونَ نَيْلَ إِعْجَابِ ٱلنَّاسِ بِمَا يَدْعُوهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ «ٱلتَّبَاهِيَ بِٱلْمَعِيشَةِ».‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٦‏)‏ أَمَّا ٱلْأَغْنِيَاءُ للهِ فَيَنَالُونَ رِضَاهُ وَٱسْتِحْسَانَهُ وَنِعْمَتَهُ وَيَتَمَتَّعُونَ بَعَلَاقَةٍ شَخْصِيَّةٍ لَصِيقَةٍ بِهِ.‏ وَهذَا مَا يَمْنَحُهُمْ حَتْمًا ٱلشُّعُورَ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلْأَمْنِ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ غِنًى مَادِّيٍّ.‏ (‏اشعيا ٤٠:‏١١‏)‏ وَلكِنْ يَبْقَى سُؤَالٌ وَاحِدٌ:‏ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَكُونَ أَغْنِيَاءَ فِي نَظَرِ ٱللهِ؟‏

أَغْنِيَاءُ فِي نَظَرِ ٱللهِ

١٥ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَكُونَ أَغْنِيَاءَ للهِ؟‏

١٥ لَقَدْ دُعِيَ ٱلرَّجُلُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ لِأَنَّهُ خَطَّطَ وَعَمِلَ بِكَدٍّ لِيَغْتَنِيَ مِنَ ٱلنَّاحِيَةِ ٱلْمَادِّيَّةِ فَقَطْ.‏ وَلكِنْ لِكَيْ نَكُونَ أَغْنِيَاءَ للهِ،‏ يَجِبُ أَنْ نَعْمَلَ بِكَدٍّ وَنُشَارِكَ كَامِلًا فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلَّتِي لَهَا قِيمَةٌ وَفَائِدَةٌ فِعْلِيَّةٌ فِي نَظَرِ ٱللهِ.‏ وَأَحَدُ هذِهِ ٱلنَّشَاطَاتِ أَوْصَى بِهِ يَسُوعُ حِينَ قَالَ:‏ «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ».‏ (‏متى ٢٨:‏١٩‏)‏ وَٱسْتِخْدَامُ وَقْتِنَا وَطَاقَتِنَا وَمَوَاهِبِنَا لِلِٱشْتِرَاكِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ وَٱلتَّلْمَذَةِ،‏ وَلَيْسَ لِتَحْسِينِ وَضْعِنَا فِي ٱلْحَيَاةِ،‏ هُوَ أَشْبَهُ بِٱسْتِثْمَارِ ٱلْأَمْوَالِ.‏ فَٱلَّذِينَ يَفْعَلُونَ ذلِكَ يَغْتَنُونَ رُوحِيًّا كَمَا يُظْهِرُ ٱلِٱخْتِبَارَانِ ٱلتَّالِيَانِ.‏ —‏ امثال ١٩:‏١٧‏.‏

١٦،‏ ١٧ أَيُّ ٱخْتِبَارَيْنِ يُظْهِرَانِ مَا هِيَ طَرِيقَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلَّتِي تَجْعَلُ ٱلشَّخْصَ غَنِيًّا فِي نَظَرِ ٱللهِ؟‏

١٦ لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱخْتِبَارِ أَخٍ مَسِيحِيٍّ فِي أَحَدِ بُلْدَانِ ٱلْمَشْرِقِ.‏ كَانَ هذَا ٱلْأَخُ يَعْمَلُ كَخَبِيرٍ تِقْنِيٍّ فِي مَجَالِ ٱلْكُمْبْيُوتِرِ وَيَتَقَاضَى رَاتِبًا مُحْتَرَمًا.‏ غَيْرَ أَنَّ عَمَلَهُ شَغَلَ مُعْظَمَ وَقْتِهِ،‏ مِمَّا جَعَلَهُ يَشْعُرُ بِٱلضَّعْفِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ لِذلِكَ قَامَ بِتَغْيِيرٍ جَذْرِيٍّ فِي حَيَاتِهِ.‏ فَبَدَلًا مِنْ أَنْ يَسْعَى إِلَى ٱلتَّقَدُّمِ فِي عَمَلِهِ،‏ ٱسْتَقَالَ وَٱبْتَدَأَ يَعْمَلُ فِي صُنْعِ ٱلْمُثَلَّجَاتِ وَبَيْعِهَا فِي ٱلشَّارِعِ،‏ وَذلِكَ لِكَيْ يُخَصِّصَ وَقْتًا أَكْبَرَ لِحَاجَاتِهِ وَمَسْؤُولِيَّاتِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ وَقَدْ سَخِرَ مِنْهُ زُمَلَاؤُهُ ٱلسَّابِقُونَ بِسَبَبِ ٱتِّخَاذِهِ هذَا ٱلْإِجْرَاءَ.‏ وَلكِنْ مَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتَائِجُ؟‏ قَالَ:‏ «فِي ٱلْوَاقِعِ،‏ صَارَ وَضْعِي ٱلْمَالِيُّ أَفْضَلَ مِمَّا كَانَ عِنْدَمَا عَمِلْتُ فِي مَجَالِ ٱلْكُمْبْيُوتِرِ.‏ كَمَا أَنَّ ذلِكَ جَعَلَنِي أَسْعَدَ لِأَنَّنِي لَا أُعَانِي مِنَ ٱلْإِجْهَادِ وَٱلْهَمِّ ٱللَّذَيْنِ كُنْتُ أُعَانِي مِنْهُمَا فِي عَمَلِي ٱلسَّابِقِ.‏ وَٱلْأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّنِي أَشْعُرُ ٱلْآنَ بِأَنَّنِي أَقْرَبُ إِلَى يَهْوَه».‏ وَقَدْ مَكَّنَهُ هذَا ٱلتَّغْيِيرُ مِنَ ٱلِٱنْخِرَاطِ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏ وَهُوَ ٱلْآنَ يَخْدُمُ فِي مَكْتَبِ فَرْعِ شُهُودِ يَهْوَه فِي بَلَدِهِ.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ بَرَكَةَ يَهْوَه هِيَ «تُغْنِي».‏

١٧ وَٱلْمِثَالُ ٱلْآخَرُ هُوَ ٱخْتِبَارُ ٱمْرَأَةٍ تَرَعْرَعَتْ فِي عَائِلَةٍ تُعَلِّقُ أَهَمِّيَّةً كَبِيرَةً عَلَى ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْعَالِي.‏ فَقَدِ ٱلْتَحَقَتْ بِجَامِعَاتٍ فِي فَرَنْسَا وَٱلْمَكْسِيكِ وَسْوِيسْرَا وَكَانَ أَمَامَهَا مُسْتَقْبَلٌ مِهْنِيٌّ وَاعِدٌ.‏ قَالَتْ:‏ «رَغْمَ أَنَّ ٱلنَّجَاحَ حَالَفَنِي وَكُنْتُ أَتَمَتَّعُ بِٱلنُّفُوذِ وَبِٱمْتِيَازَاتٍ خُصُوصِيَّةٍ،‏ فَقَدْ شَعَرْتُ فِي قَرَارَةِ نَفْسِي بِٱلْفَرَاغِ وَعَدَمِ ٱلِٱكْتِفَاءِ».‏ بَعْدَ ذلِكَ،‏ تَعَرَّفَتْ هذِهِ ٱلْمَرْأَةُ بِيَهْوَه.‏ عَبَّرَتْ قَائِلَةً:‏ «فِيمَا كُنْتُ أَتَقَدَّمُ رُوحِيًّا،‏ نَمَتْ رَغْبَتِي فِي أَنْ أُرْضِيَ يَهْوَه وَأَرُدَّ لَهُ جُزْءًا يَسِيرًا مِمَّا أَعْطَانِي.‏ وَهذَا مَا سَاعَدَنِي أَنْ أَرَى بِوُضُوحٍ ٱلْمَسْلَكَ ٱلَّذِي عَلَيَّ ٱخْتِيَارُهُ:‏ اَلْخِدْمَةُ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ».‏ لِذلِكَ ٱسْتَقَالَتْ هذِهِ ٱلْأُخْتُ مِنْ وَظِيفَتِهَا وَسُرْعَانَ مَا ٱعْتَمَدَتْ.‏ وَطَوَالَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْعِشْرِينَ ٱلْمَاضِيَةِ،‏ تَخْدُمُ بِفَرَحٍ فِي صُفُوفِ ٱلْخُدَّامِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏ تَقُولُ:‏ «يَظُنُّ ٱلْبَعْضُ أَنَّنِي ضَيَّعْتُ مَوَاهِبِي.‏ لكِنَّهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّنِي سَعِيدَةٌ،‏ وَهُمْ مُعْجَبُونَ بِٱلْمَبَادِئِ ٱلَّتِي أَتَّبِعُهَا فِي حَيَاتِي.‏ وَأَنَا أُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ إِلَى يَهْوَه لِيُسَاعِدَنِي أَنْ أَكُونَ مُتَوَاضِعَةً كَيْ أَنَالَ رِضَاهُ».‏

١٨ عَلَى غِرَارِ بُولُسَ،‏ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ أَغْنِيَاءَ للهِ؟‏

١٨ كَانَ أَمَامَ شَاوُلَ،‏ ٱلَّذِي صَارَ يُعْرَفُ بِٱلرَّسُولِ بُولُسَ،‏ مُسْتَقْبَلٌ مِهْنِيٌّ وَاعِدٌ.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ كَتَبَ قَائِلًا:‏ «إِنِّي أَعْتَبِرُ أَيْضًا كُلَّ شَيْءٍ خَسَارَةً لِأَجْلِ ٱلْقِيمَةِ ٱلْفَائِقَةِ لِمَعْرِفَةِ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي».‏ (‏فيلبي ٣:‏٧،‏ ٨‏)‏ فَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ،‏ كَانَ ٱلْغِنَى ٱلَّذِي نَالَهُ مِنْ خِلَالِ ٱلْمَسِيحِ يَفُوقُ كُلَّ مَا يُمْكِنُ لِلْعَالَمِ أَنْ يُقَدِّمَهُ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ إِذَا تَخَلَّيْنَا عَنْ أَيِّ طُمُوحٍ أَنَانِيٍّ وَٱتَّبَعْنَا حَيَاةَ ٱلتَّعَبُّدِ للهِ،‏ يُمْكِنُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَكُونَ أَغْنِيَاءَ فِي نَظَرِ ٱللهِ.‏ فَكَلِمَةُ ٱللهِ تُؤَكِّدُ لَنَا:‏ «عَاقِبَةُ ٱلتَّوَاضُعِ وَمَخَافَةِ يَهْوَهَ غِنًى وَمَجْدٌ وَحَيَاةٌ».‏ —‏ امثال ٢٢:‏٤‏.‏

هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟‏

‏• أَيَّةُ مُشْكِلَةٍ وَاجَهَهَا ٱلرَّجُلُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ؟‏

‏• لِمَاذَا دُعِيَ ٱلرَّجُلُ فِي ٱلْمَثَلِ عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ؟‏

‏• مَاذَا يَعْنِي أَنْ نَكُونَ أَغْنِيَاءَ للهِ؟‏

‏• كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ أَغْنِيَاءَ للهِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

لِمَاذَا دُعِيَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْغَنِيُّ عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ؟‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٧]‏

كَيْفَ تَكُونُ فُرَصُ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلْعَمَلِ ٱمْتِحَانًا لَنَا؟‏

‏[الصورة في الصفحتين ٢٨ و ٢٩]‏

‏«بَرَكَةُ يَهْوَهَ هِيَ تُغْنِي»‏