الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

كن مستعدا!‏

كن مستعدا!‏

كُنْ مُسْتَعِدًّا!‏

‏«كُونُوا .‏ .‏ .‏ مُسْتَعِدِّينَ،‏ لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ».‏ —‏ مت ٢٤:‏٤٤‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ أَيَّةُ حَوَادِثَ يُنْبِئُ بِهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ تُمَاثِلُ هَجْمَةً قَامَ بِهَا أَحَدُ ٱلنُّمُورِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَفْعَلَ لِلنَّجَاةِ مِنَ ٱلْهُجُومِ ٱلْمُقْبِلِ؟‏

طَوَالَ سَنَوَاتٍ،‏ قَامَ مُدَرِّبُ حَيَوَانَاتٍ ذَائِعُ ٱلصِّيتِ بِتَقْدِيمِ عُرُوضٍ مُسَلِّيَةٍ لِلْجَمَاهِيرِ أَدَّتْ فِيهَا نُمُورُهُ ٱلْمُدَرَّبَةُ جَيِّدًا حَرَكَاتٍ جَمِيلَةً ٱسْتِجَابَةً لِطَلَبِهِ.‏ قَالَ:‏ «حِينَ يُولِيكَ حَيَوَانٌ مَا ثِقَتَهُ،‏ تَشْعُرُ كَمَا لَوْ أَنَّكَ مُنِحْتَ أَجْمَلَ هَدِيَّةٍ فِي ٱلْعَالَمِ».‏ إِلَّا أَنَّ هذِهِ ٱلثِّقَةَ نُكِثَتْ فِي ٣ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (‏أُكْتُوبَر)‏ ٢٠٠٣.‏ فَلِسَبَبٍ غَيْرِ مَعْرُوفٍ،‏ هَجَمَ عَلَيْهِ وَاحِدٌ مِنْ نُمُورِهِ ٱلْبَالِغُ وَزْنُهُ ١٧٢ كِيلُوغْرَامًا.‏ وَقَدْ بَاغَتَتْهُ هذِهِ ٱلْهَجْمَةُ إِذْ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُسْتَعِدًّا لَهَا.‏

٢ وَٱلْجَدِيرُ بِٱلْمُلَاحَظَةِ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُنْبِئُ بِهُجُومٍ سَيَشُنُّهُ «وَحْشٌ»،‏ أَمْرٌ يَسْتَدْعِي أَنْ نَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ رؤيا ١٧:‏١٥-‏١٨‏.‏‏)‏ فَمَنْ هُوَ هذَا ٱلْوَحْشُ وَعَلَى مَنْ سَيَهْجُمُ؟‏ يَرْمُزُ ٱلْوَحْشُ ٱلْقِرْمِزِيُّ إِلَى ٱلْأُمَمِ ٱلْمُتَّحِدَةِ،‏ وَتُمَثِّلُ «ٱلْقُرُونُ ٱلْعَشَرَةُ» كُلَّ ٱلدُّوَلِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ.‏ وَيُخْبِرُنَا ٱلسِّجِلُّ أَنَّهُ سَتَحْدُثُ تَطَوُّرَاتٌ مُفَاجِئَةٌ تُؤَدِّي إِلَى ٱنْقِسَامِ عَالَمِ إِبْلِيسَ عَلَى ذَاتِهِ.‏ فَٱلْوَحْشُ وَٱلْقُرُونُ ٱلْعَشَرَةُ سَيَنْقَلِبُونَ عَلَى ٱلْعَاهِرَةِ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ،‏ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ،‏ وَيُدَمِّرُونَهَا شَرَّ تَدْمِيرٍ.‏ وَمَتَى سَيَحْدُثُ ذلِكَ؟‏ نَحْنُ لَا نَعْلَمُ ٱلْيَوْمَ وَلَا ٱلسَّاعَةَ.‏ (‏مت ٢٤:‏٣٦‏)‏ غَيْرَ أَنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّهُ سَيَحْصُلُ فِي سَاعَةٍ لَا نَتَوَقَّعُهَا وَأَنَّ ٱلْوَقْتَ ٱلْبَاقِيَ قَصِيرٌ.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٤؛‏ ١ كو ٧:‏٢٩‏)‏ لِذلِكَ،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَبْقَى مُسْتَعِدِّينَ بِحَيْثُ نَنْجُو عِنْدَمَا يَحْدُثُ هذَا ٱلْهُجُومُ وَيَأْتِي ٱلْمَسِيحُ كَمُنَفِّذٍ لِأَحْكَامِ ٱللهِ.‏ (‏لو ٢١:‏٢٨‏)‏ وَفِي هذَا ٱلْمَجَالِ،‏ يُمْكِنُنَا ٱلتَّعَلُّمُ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ ظَلُّوا مُسْتَعِدِّينَ فَشَهِدُوا بِٱلتَّالِي إِتْمَامَ ٱلْوُعُودِ ٱلْإِلهِيَّةِ.‏ فَلِمَ لَا تُحَاوِلُ ٱلِٱسْتِفَادَةَ مِنْ هذِهِ ٱلْقِصَصِ ٱلْوَاقِعِيَّةِ؟‏

كُنْ مُسْتَعِدًّا مِثْلَ نُوحٍ

٣ أَيَّةُ أَحْوَالٍ شَكَّلَتْ تَحَدِّيًا لِنُوحٍ ٱلَّذِي أَرَادَ أَنْ يَخْدُمَ ٱللهَ بِأَمَانَةٍ؟‏

٣ ظَلَّ نُوحٌ مُسْتَعِدًّا لِرُؤْيَةِ إِتْمَامِ وُعُودِ ٱللهِ بِٱلرَّغْمِ مِنَ ٱلْأَحْوَالِ ٱلشَّنِيعَةِ ٱلَّتِي عَمَّتِ ٱلْأَرْضَ فِي زَمَنِهِ.‏ تَخَيَّلِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يُوَاجِهَهَا!‏ فَقَدِ ٱتَّخَذَ مَلَائِكَةٌ مُتَمَرِّدُونَ أَجْسَادًا بَشَرِيَّةً وَتَزَوَّجُوا نِسَاءً جَمِيلَاتٍ.‏ وَهذِهِ ٱلْعَلَاقَاتُ غَيْرُ ٱلطَّبِيعِيَّةِ أَدَّتْ إِلَى إِنْجَابِ ذُرِّيَّةٍ خَارِقَةٍ هُمُ «ٱلْجَبَابِرَةُ» ٱلَّذِينَ ٱسْتَخْدَمُوا قُوَّتَهُمُ ٱلْفَائِقَةَ لِلتَّهَجُّمِ عَلَى ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏تك ٦:‏٤‏)‏ فَكِّرْ أَيْضًا فِي ٱلْعُنْفِ ٱلَّذِي أَثَارَهُ هؤُلَاءِ ٱلْعَمَالِقَةُ فِيمَا كَانُوا يَعِيثُونَ خَرَابًا أَيْنَمَا ذَهَبُوا.‏ نَتِيجَةَ هذَا ٱلْأَمْرِ،‏ سَادَ ٱلشَّرُّ وَٱنْحَطَّ تَفْكِيرُ ٱلْإِنْسَانِ وَسُلُوكُهُ ٱنْحِطَاطًا كَبِيرًا.‏ إِذَّاكَ،‏ أَصْدَرَ يَهْوَهُ حُكْمًا وَسَمَ بِدَايَةَ نِهَايَةِ ذلِكَ ٱلْعَالَمِ ٱلْكَافِرِ.‏ —‏ اِقْرَأْ تكوين ٦:‏٣،‏ ٥،‏ ١١،‏ ١٢‏.‏ *

٤،‏ ٥ كَيْفَ تُشْبِهُ أَحْوَالُ ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ تِلْكَ ٱلَّتِي كَانَتْ أَيَّامَ نُوحٍ؟‏

٤ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ ٱلْأَحْوَالَ فِي عَصْرِنَا سَتَكُونُ مُشَابِهَةً لِتِلْكَ ٱلَّتِي كَانَتْ أَيَّامَ نُوحٍ.‏ (‏مت ٢٤:‏٣٧‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ يَشْهَدُ ٱلْعَالَمُ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا تَدَخُّلًا مِنَ ٱلْأَرْوَاحِ ٱلشِّرِّيرَةِ.‏ (‏رؤ ١٢:‏٧-‏٩،‏ ١٢‏)‏ فَصَحِيحٌ أَنَّ ٱلْأَبَالِسَةَ مَمْنُوعُونَ ٱلْآنَ مِنَ ٱلتَّجَسُّدِ كَمَا فَعَلُوا فِي عَهْدِ نُوحٍ،‏ إِلَّا أَنَّهُمْ يُحَاوِلُونَ ٱلتَّحَكُّمَ بِٱلصِّغَارِ وَٱلْكِبَارِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ.‏ فَوَرَاءَ ٱلْكَوَالِيسِ،‏ يَسْتَمِدُّ هؤُلَاءِ ٱلْمُنْحَرِفُونَ جِنْسِيًّا ٱلْمُتْعَةَ مِنَ ٱلتَّصَرُّفَاتِ ٱلشِّرِّيرَةِ وَٱلْمُنْحَطَّةِ ٱلَّتِي يَقُومُ بِهَا بَشَرٌ نَجَحُوا فِي إِفْسَادِهِمْ.‏ —‏ اف ٦:‏١١،‏ ١٢‏.‏

٥ وَتَتَحَدَّثُ كَلِمَةُ ٱللهِ عَنِ ٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ بِوَصْفِهِ «قَاتِلًا لِلنَّاسِ» وَتَقُولُ إِنَّ «فِي وُسْعِهِ أَنْ يُسَبِّبَ ٱلْمَوْتَ».‏ (‏يو ٨:‏٤٤؛‏ عب ٢:‏١٤‏)‏ فَفِي حِينِ لَا يَمْلِكُ هذَا ٱلْمَخْلُوقُ ٱلرُّوحَانِيُّ ٱلشَّرِسُ قُدْرَةً مُطْلَقَةً عَلَى تَسْبِيبِ ٱلْمَوْتِ ٱلْمُبَاشِرِ،‏ فَهُوَ يُرَوِّجُ ٱلْخِدَاعَ وَٱلْإِغْوَاءَ.‏ كَمَا أَنَّهُ يَزْرَعُ ٱلْمَوَاقِفَ ٱلْإِجْرَامِيَّةَ فِي قُلُوبِ وَأَذْهَانِ ٱلنَّاسِ.‏ مَثَلًا،‏ إِنَّ وَاحِدًا مِنْ كُلِّ ١٤٢ طِفْلًا يُولَدُ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ سَيَقَعُ ضَحِيَّةَ ٱلْقَتْلِ.‏ فَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ يَغُضَّ ٱللهُ ٱلطَّرْفَ عَنْ أَعْمَالِ ٱلْعُنْفِ ٱلْجُنُونِيَّةِ ٱلْمُتَفَشِّيَةِ ٱلْآنَ بِخِلَافِ مَا فَعَلَهُ فِي زَمَنِ نُوحٍ؟‏ وَهَلْ يُحْجِمُ عَنِ ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ مَا؟‏

٦،‏ ٧ كَيْفَ بَرْهَنَ نُوحٌ وَعَائِلَتُهُ أَنَّهُمْ يَتَحَلَّوْنَ بِٱلْإِيمَانِ وَٱلتَّقْوَى؟‏

٦ بَعْدَ فَتْرَةٍ مِنْ إِصْدَارِ ٱلْحُكْمِ عَلَى ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ قَدِيمًا،‏ أَخْبَرَ ٱللهُ نُوحًا أَنَّهُ سَيَأْتِي بِطُوفَانِ مِيَاهٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِيُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ.‏ (‏تك ٦:‏١٣،‏ ١٧‏)‏ وَقَدْ طَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَبْنِيَ فُلْكًا عَلَى شَكْلِ صُنْدُوقٍ ضَخْمٍ.‏ فَٱنْكَبَّ نُوحٌ وَعَائِلَتُهُ عَلَى هذَا ٱلْعَمَلِ.‏ وَلكِنْ مَاذَا دَفَعَهُمْ أَنْ يُعْرِبُوا عَنِ ٱلطَّاعَةِ وَيَكُونُوا بِٱلتَّالِي مُسْتَعِدِّينَ عِنْدَ تَنْفِيذِ ٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ؟‏

٧ إِنَّ ٱلْإِيمَانَ ٱلرَّاسِخَ وَٱلتَّقْوَى هُمَا مَا جَعَلَ نُوحًا وَعَائِلَتَهُ يُطِيعُونَ وَصِيَّةَ ٱللهِ.‏ (‏تك ٦:‏٢٢؛‏ عب ١١:‏٧‏)‏ فَكَرَأْسٍ لِلْعَائِلَةِ،‏ حَافَظَ نُوحٌ عَلَى يَقَظَتِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَتَجَنَّبَ ٱلْأَعْمَالَ ٱلْفَاسِدَةَ لِذَاكَ ٱلْعَالَمِ ٱلْقَدِيمِ.‏ (‏تك ٦:‏٩‏)‏ كَمَا أَنَّهُ أَدْرَكَ حَاجَةَ أَهْلِ بَيْتِهِ إِلَى ٱلِٱحْتِرَازِ مِنْ تَبَنِّي تَصَرُّفَاتِ ٱلنَّاسِ ٱلْعَنِيفَةِ وَمَوَاقِفِهِمِ ٱلْوَقِحَةِ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ كَانَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَلَّا يَنْغَمِسُوا فِي ٱلشُّؤُونِ ٱلْحَيَاتِيَّةِ.‏ فَقَدْ كَانَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يُرَكِّزَ كُلُّ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ عَلَى إِنْهَاءِ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ ٱللهُ إِلَيْهِمْ.‏ —‏ اِقْرَأْ تكوين ٦:‏١٤،‏ ١٨‏.‏

اِسْتِعْدَادُ نُوحٍ وَعَائِلَتِهِ

٨ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ أَفْرَادَ عَائِلَةِ نُوحٍ مَارَسُوا ٱلتَّعَبُّدَ لِلهِ؟‏

٨ صَحِيحٌ أَنَّ رِوَايَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُرَكِّزُ ٱلِٱنْتِبَاهَ عَلَى رَبِّ ٱلْعَائِلَةِ نُوحٍ،‏ غَيْرَ أَنَّ زَوْجَتَهُ وَأَبْنَاءَهُ وَزَوْجَاتِهِمْ كَانُوا أَيْضًا عُبَّادًا لِيَهْوَهَ.‏ وَهذَا مَا أَكَّدَهُ ٱلنَّبِيُّ حَزْقِيَالُ حِينَ أَشَارَ أَنَّهُ لَوْ كَانَ نُوحٌ عَائِشًا فِي زَمَنِهِ لَمَا تَمَكَّنَ مِنْ إِنْقَاذِ أَوْلَادِهِ بِبِرِّهِ.‏ فَأَبْنَاؤُهُ كَانُوا كِبَارًا كِفَايَةً لِيَخْتَارُوا إِمَّا ٱلطَّاعَةَ أَوِ ٱلْعِصْيَانَ.‏ لِذَا،‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُمْ بَرْهَنُوا شَخْصِيًّا عَنْ مَحَبَّتِهِمْ لِلهِ وَلِطُرُقِهِ.‏ (‏حز ١٤:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ نَعَمْ،‏ لَقَدْ عَمِلَتْ أُسْرَةُ نُوحٍ وَفْقَ إِرْشَادَاتِهِ،‏ شَاطَرَتْهُ إِيمَانَهُ،‏ وَلَمْ تَدَعْ تَأْثِيرَ ٱلنَّاسِ حَوْلَهَا يُعِيقُهَا عَنْ إِتْمَامِ ٱلْمُهِمَّةِ ٱلْمُعْطَاةِ مِنَ ٱللهِ.‏

٩ مَنْ فِي زَمَنِنَا يُعْرِبُونَ عَنْ إِيمَانٍ كَذَاكَ ٱلَّذِي تَحَلَّى بِهِ نُوحٌ؟‏

٩ وَيَا لَهُ مِنْ أَمْرٍ مُشَجِّعٍ أَنْ نَرَى ٱلْيَوْمَ ضِمْنَ مَعْشَرِ إِخْوَتِنَا ٱلْعَالَمِيِّ رُؤُوسَ عَائِلَاتٍ يَبْذُلُونَ ٱلْمُسْتَطَاعَ لِلِٱقْتِدَاءِ بِنُوحٍ!‏ فَهُمْ يُدْرِكُونَ أَنَّهُ لَا يَكْفِي أَنْ يُوَفِّرُوا لِعَائِلَاتِهِمِ ٱلطَّعَامَ وَٱللِّبَاسَ وَٱلْمَأْوَى وَٱلتَّعْلِيمَ ٱلدُّنْيَوِيَّ ٱللَّازِمَ.‏ فَمِنْ وَاجِبِهِمْ أَيْضًا أَنْ يَسُدُّوا حَاجَاتِهِمِ ٱلرُّوحِيَّةَ.‏ وَبِذلِكَ،‏ يَكُونُ هؤُلَاءِ ٱلْآبَاءُ مُسْتَعِدِّينَ لِمَا سَيَفْعَلُهُ يَهْوَهُ عَمَّا قَرِيبٍ.‏

١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ كَيْفَ لَا بُدَّ أَنَّ نُوحًا وَعَائِلَتَهُ شَعَرُوا فِيمَا هُمْ دَاخِلَ ٱلْفُلْكِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ سُؤَالٍ يَحْسُنُ بِنَا طَرْحُهُ عَلَى أَنْفُسِنَا؟‏

١٠ لَرُبَّمَا لَزِمَ نُوحًا وَزَوْجَتَهُ وَأَبْنَاءَهُ وَزَوْجَاتِهِمْ حَوَالَيْ ٥٠ سَنَةً لِلِٱنْتِهَاءِ مِنْ بِنَاءِ ٱلْفُلْكِ.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّهُمْ دَخَلُوا ٱلْفُلْكَ وَخَرَجُوا مِنْهُ مِئَاتِ ٱلْمَرَّاتِ فِيمَا هُمْ مُنْهَمِكُونَ فِي صُنْعِهِ.‏ فَقَدْ كَانَ عَلَيْهِمْ طَلْيُهُ بِمَادَّةٍ عَازِلَةٍ لِلْمَاءِ،‏ تَخْزِينُ ٱلطَّعَامِ فِيهِ،‏ وَإِدْخَالُ ٱلْحَيَوَانَاتِ إِلَيْهِ.‏ وَٱلْآنَ تَخَيَّلِ ٱلْمَشْهَدَ ٱلتَّالِيَ:‏ إِنَّهُ ٱلْيَوْمُ ٱلْمَنْشُودُ،‏ ٱلسَّابِعَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي سَنَةَ ٢٣٧٠ ق‌م.‏ وَهَا هُمْ يَدْخُلُونَ ٱلْفُلْكَ بِصُورَةٍ نِهَائِيَّةٍ.‏ فَيُغْلِقُ يَهْوَهُ ٱلْبَابَ وَتَبْدَأُ ٱلْأَمْطَارُ تَهْطِلُ بِشِدَّةٍ.‏ لكِنَّهَا لَا تُمْطِرُ فِي مُجَرَّدِ بُقْعَةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ ٱلْأَرْضِ.‏ فَطَاقَاتُ ٱلسَّمَاءِ كُلُّهَا تَنْفَتِحُ وَيَنْصَبُّ ٱلْمَطَرُ غَزِيرًا مِدْرَارًا وَيَضْرِبُ ٱلْفُلْكَ ضَرْبًا عَنِيفًا.‏ (‏تك ٧:‏١١،‏ ١٦‏)‏ اَلنَّاسُ فِي ٱلْخَارِجِ يَمُوتُونَ فِي حِينِ أَنَّ نُوحًا وَعَائِلَتَهُ فِي مَأْمَنٍ دَاخِلَ ٱلْفُلْكِ.‏ فَكَيْفَ هُوَ شُعُورُهُمْ يَا تُرَى؟‏ إِنَّهُمْ بِٱلطَّبْعِ شَاكِرُونَ لِلهِ جَزِيلَ ٱلشُّكْرِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي مَا بَيْنَهُمْ:‏ ‹كَمْ جَيِّدٌ أَنَّنَا سِرْنَا مَعَ ٱلْإِلهِ ٱلْحَقِّ وَبَقِينَا مُسْتَعِدِّينَ!‏›.‏ (‏تك ٦:‏٩‏)‏ فَهَلْ تَتَخَيَّلُ نَفْسَكَ بَيْنَ ٱلنَّاجِينَ مِنْ هَرْمَجِدُّونَ،‏ وَقَلْبُكَ طَافِحٌ بِتَقْدِيرٍ مُمَاثِلٍ؟‏

١١ مَا مِنْ أَمْرٍ يُمْكِنُ أَنْ يَمْنَعَ ٱلْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِنْ إِتْمَامِ وَعْدِهِ بِإِزَالَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ هذَا.‏ فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ لَدَيَّ ثِقَةٌ مُطْلَقَةٌ بِأَنَّ وُعُودَ ٱللهِ كُلَّهَا سَتَتِمُّ بِأَدَقِّ تَفَاصِيلِهَا وَفِي وَقْتِهِ ٱلْمُعَيَّنِ؟‏›.‏ إِذَا كَانَ هذَا مَا تَشْعُرُ بِهِ،‏ فَكُنْ مُسْتَعِدًّا بِإِبْقَاءِ «يَوْمِ يَهْوَهَ» ٱلْوَشِيكِ قَرِيبًا فِي ٱلذِّهْنِ.‏ —‏ ٢ بط ٣:‏١٢‏.‏

مُوسَى ظَلَّ مُتَيَقِّظًا

١٢ أَيَّةُ أَوْضَاعٍ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ تُعْمِيَ بَصِيرَةَ مُوسَى ٱلرُّوحِيَّةَ؟‏

١٢ لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي مِثَالٍ آخَرَ،‏ مِثَالِ مُوسَى.‏ فَمِنْ وُجْهَةِ ٱلنَّظَرِ ٱلْبَشَرِيَّةِ،‏ حَظِيَ مُوسَى بِمَرْكَزٍ مَرْمُوقٍ جِدًّا فِي ٱلْمُجْتَمَعِ ٱلْمِصْرِيِّ.‏ فَبِصِفَتِهِ ٱبْنَ ٱبْنَةِ فِرْعَوْنَ بِٱلتَّبَنِّي،‏ لَا بُدَّ أَنَّهُ نَالَ إِكْرَامَ ٱلنَّاسِ،‏ تَمَتَّعَ بِأَفْخَرِ ٱلْأَطْعِمَةِ،‏ ٱكْتَسَى بِأَفْضَلِ ٱلْأَلْبِسَةِ،‏ وَعَاشَ فِي أَفْخَمِ ٱلْقُصُورِ.‏ كَمَا أَنَّهُ تَلَقَّى عُلُومًا وَاسِعَةً.‏ ‏(‏اِقْرَأْ اعمال ٧:‏٢٠-‏٢٢‏.‏‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ لَا شَكَّ أَنَّهُ كَانَ سَيَرِثُ ثَرْوَةً طَائِلَةً.‏

١٣ مَاذَا سَاعَدَ مُوسَى أَنْ يَبْقَى مُرَكِّزًا عَلَى وُعُودِ ٱللهِ؟‏

١٣ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلتَّدْرِيبَ ٱلْأَبَوِيَّ ٱلَّذِي تَلَقَّاهُ مُوسَى فِي سِنٍّ بَاكِرَةٍ جَعَلَهُ يُدْرِكُ حَمَاقَةَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلصَّنَمِيَّةِ ٱلَّتِي مَارَسَهَا ٱلْمِصْرِيُّونَ.‏ (‏خر ٣٢:‏٨‏)‏ فَٱلنِّظَامُ ٱلتَّرْبَوِيُّ فِي مِصْرَ وَأُبَّهَةُ ٱلْبَلَاطِ ٱلْمَلَكِيِّ لَمْ يَثْنِيَاهُ عَنِ ٱتِّبَاعِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ وَمِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّهُ تَأَمَّلَ بِإِمْعَانٍ فِي ٱلْوُعُودِ ٱلَّتِي قَطَعَهَا ٱللهُ لِآبَائِهِ وَكَانَ مُسْتَعِدًّا كُلَّ ٱلِٱسْتِعْدَادِ لِفِعْلِ ٱلْمَشِيئَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ.‏ فَقَدْ قَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ:‏ «يَهْوَهُ .‏ .‏ .‏ إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلٰهُ إِسْحَاقَ وَإِلٰهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ».‏ —‏ اِقْرَأْ خروج ٣:‏١٥-‏١٧‏.‏

١٤ كَيْفَ ٱمْتُحِنَ إِيمَانُ مُوسَى وَشَجَاعَتُهُ؟‏

١٤ كَانَ ٱلْإِلهُ ٱلْحَقُّ يَهْوَهُ حَقِيقِيًّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى مُوسَى بِخِلَافِ جَمِيعِ أَصْنَامِ ٱلْآلِهَةِ ٱلْعَدِيمَةِ ٱلْحَيَاةِ فِي مِصْرَ.‏ فَقَدْ عَاشَ حَيَاتَهُ كَأَنَّهُ يَرَى «مَنْ لَا يُرَى».‏ كَمَا آمَنَ بِأَنَّ ٱللهَ سَيُحَرِّرُ شَعْبَهُ،‏ إِنَّمَا لَمْ يَعْرِفْ مَتَى سَيَفْعَلُ ذلِكَ.‏ (‏عب ١١:‏٢٤،‏ ٢٥،‏ ٢٧‏)‏ وَقَدْ تَجَلَّتْ رَغْبَتُهُ ٱلشَّدِيدَةُ فِي رُؤْيَةِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ يُعْتَقُونَ عِنْدَمَا دَافَعَ عَنْ عَبْدٍ إِسْرَائِيلِيٍّ كَانَتْ تُسَاءُ مُعَامَلَتُهُ.‏ (‏خر ٢:‏١١،‏ ١٢‏)‏ لكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ يَهْوَهَ ٱلْمُعَيَّنَ،‏ لِذَا كَانَ عَلَى مُوسَى أَنْ يَعِيشَ هَارِبًا فِي أَرْضٍ بَعِيدَةٍ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ صَعُبَ عَلَيْهِ ٱلِٱنْتِقَالُ مِنْ عِيشَةِ ٱلتَّرَفِ فِي ٱلْبَلَاطِ ٱلْمِصْرِيِّ إِلَى ٱلْعَيْشِ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ ظَلَّ مُسْتَعِدًّا إِذْ بَقِيَ مُتَيَقِّظًا لِكُلِّ إِرْشَادٍ يُعْطِيهِ إِيَّاهُ يَهْوَهُ.‏ لِهذَا ٱلسَّبَبِ،‏ ٱسْتَخْدَمَهُ ٱللهُ لِإِرَاحَةِ إِخْوَتِهِ بَعْدَمَا قَضَى ٤٠ سَنَةً فِي مِدْيَانَ.‏ وَإِطَاعَةً لِتَوْجِيهِ ٱللهِ،‏ عَادَ إِلَى مِصْرَ.‏ فَقَدْ آنَ ٱلْأَوَانُ لِيُتَمِّمَ تَفْوِيضًا إِلهِيًّا بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يُرِيدُهَا ٱللهُ.‏ (‏خر ٣:‏٢،‏ ٧،‏ ٨،‏ ١٠‏)‏ وَفِي مِصْرَ،‏ ٱحْتَاجَ مُوسَى،‏ ٱلَّذِي كَانَ «حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ»،‏ إِلَى ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ لِيَمْثُلَ أَمَامَ فِرْعَوْنَ.‏ (‏عد ١٢:‏٣‏)‏ وَهُوَ لَمْ يُقَابِلْهُ مَرَّةً وَاحِدَةً فَقَطْ،‏ بَلْ تَكْرَارًا،‏ دُونَ أَنْ يَعْلَمَ بَيْنَ ضَرْبَةٍ وَأُخْرَى كَمْ مَرَّةً بَعْدُ سَيُضْطَرُّ إِلَى ٱلْوُقُوفِ أَمَامَهُ.‏

١٥ مَاذَا دَفَعَ مُوسَى أَنْ يَتَرَقَّبَ ٱلْفُرَصَ لِإِكْرَامِ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ رَغْمَ خَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ؟‏

١٥ طَوَالَ ٱلْـ‍ ٤٠ سَنَةً ٱلتَّالِيَةِ،‏ مِنْ ١٥١٣ إِلَى ١٤٧٣ ق‌م،‏ تَعَرَّضَ مُوسَى لِعِدَّةِ خَيْبَاتِ أَمَلٍ.‏ غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ يَتَرَقَّبُ ٱلْفُرَصَ لِإِكْرَامِ يَهْوَهَ وَحَثَّ إِخْوَتَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عَلَى فِعْلِ ٱلْأَمْرِ عَيْنِهِ.‏ (‏تث ٣١:‏١-‏٨‏)‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهُ أَحَبَّ ٱسْمَ يَهْوَهَ وَسُلْطَانَهُ أَكْثَرَ مِنِ ٱسْمِهِ هُوَ.‏ (‏خر ٣٢:‏١٠-‏١٣؛‏ عد ١٤:‏١١-‏١٦‏)‏ وَتَمَثُّلًا بِهِ،‏ عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي تَأْيِيدِ حُكْمِ ٱللهِ رَغْمَ خَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ،‏ وَاثِقِينَ أَنَّ طَرِيقَتَهُ فِي إِنْجَازِ ٱلْأُمُورِ هِيَ أَحْكَمُ وَأَبَرُّ وَأَفْضَلُ مِنْ أَيِّ طَرِيقَةٍ أُخْرَى.‏ (‏اش ٥٥:‏٨-‏١١؛‏ ار ١٠:‏٢٣‏)‏ فَهَلْ هذَا مَا تَشْعُرُ بِهِ؟‏

اِبْقَ مُسْتَيْقِظًا!‏

١٦،‏ ١٧ أَيُّ أَثَرٍ تَتْرُكُهُ مَرْقُس ١٣:‏٣٥-‏٣٧ فِيكُمْ أَنْتُمْ شَخْصِيًّا؟‏

١٦ ‏«اِبْقَوْا مُنْتَبِهِينَ وَمُسْتَيْقِظِينَ،‏ لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ مَتَى يَكُونُ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُعَيَّنُ».‏ (‏مر ١٣:‏٣٣‏)‏ لَقَدْ أَعْطَى يَسُوعُ هذَا ٱلتَّحْذِيرَ فِي سِيَاقِ مُنَاقَشَةِ ٱلْعَلَامَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ سَتَسِمُ ٱخْتِتَامَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ هذَا.‏ تَأَمَّلْ فِي ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْخِتَامِيَّةِ لِنُبُوَّتِهِ ٱلْبَالِغَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ هذِهِ:‏ «دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ إِذًا،‏ لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ مَتَى يَأْتِي سَيِّدُ ٱلْبَيْتِ،‏ أَفِي آخِرِ ٱلنَّهَارِ،‏ أَمْ فِي مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ،‏ أَمْ عِنْدَ صِيَاحِ ٱلدِّيكِ،‏ أَمْ فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ؛‏ لِئَلَّا يَصِلَ فَجْأَةً فَيَجِدَكُمْ نَائِمِينَ.‏ وَلٰكِنْ مَا أَقُولُهُ لَكُمْ،‏ أَقُولُهُ لِلْجَمِيعِ:‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ».‏ —‏ مر ١٣:‏٣٥-‏٣٧‏.‏

١٧ إِنَّ حَضَّ يَسُوعَ هذَا مُثِيرٌ لِلتَّفْكِيرِ.‏ فَقَدْ أَشَارَ إِلَى ٱلْهُزُعِ ٱلْأَرْبَعَةِ مِنَ ٱللَّيْلِ.‏ وَعُمُومًا،‏ يَصْعُبُ عَلَى ٱلْمَرْءِ ٱلْبَقَاءُ مُسْتَيْقِظًا فِي ٱلْهَزِيعِ ٱلْأَخِيرِ لِأَنَّهُ يَمْتَدُّ مِنْ حَوَالَيِ ٱلثَّالِثَةِ صَبَاحًا إِلَى شُرُوقِ ٱلشَّمْسِ.‏ حَتَّى إِنَّ إِسْتِرَاتِيجِيِّي ٱلْحُرُوبِ يَعْتَبِرُونَهُ ٱلْوَقْتَ ٱلْأَمْثَلَ لِلْهُجُومِ عَلَى ٱلْأَعْدَاءِ،‏ إِذْ يُتِيحُ لَهُمُ ٱلْفُرْصَةَ ٱلْفُضْلَى لِٱصْطِيَادِهِمْ «نَائِمِينَ».‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ قَدْ نُضْطَرُّ ٱلْيَوْمَ إِلَى ٱلْمُجَاهَدَةِ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى لِلْبَقَاءِ مُسْتَيْقِظِينَ فِي حِينِ يَغِطُّ ٱلْعَالَمُ حَوْلَنَا فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ.‏ فَهَلْ لَدَيْنَا أَدْنَى شَكٍّ أَنَّنَا بِحَاجَةٍ أَنْ ‹نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ وَمُنْتَبِهِينَ› لِلنِّهَايَةِ ٱلْمُنْبَإِ بِهَا وَلِنَجَاتِنَا ٱلْوَشِيكَةِ؟‏

١٨ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ لَا يُقَدَّرُ بِثَمَنٍ نَتَمَتَّعُ بِهِ نَحْنُ شُهُودَ يَهْوَهَ؟‏

١٨ لَقَدْ نَجَا مُدَرِّبُ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلْمُشَارُ إِلَيْهِ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ مِنْ هَجْمَةِ ٱلنِّمْرِ.‏ إِلَّا أَنَّ نُبُوَّةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَذْكُرُ بِوُضُوحٍ أَنَّهُ لَا ٱلدِّينُ ٱلْبَاطِلُ وَلَا بَاقِي عَنَاصِرِ ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ هذَا سَيُفْلِتُونَ مِنَ ٱلنِّهَايَةِ ٱلَّتِي أَمْسَتْ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ.‏ (‏رؤ ١٨:‏٤-‏٨‏)‏ لِذلِكَ نَرْجُو أَنْ يُدْرِكَ جَمِيعُ خُدَّامِ ٱللهِ،‏ ٱلصِّغَارُ وَٱلْكِبَارُ،‏ أَهَمِّيَّةَ بَذْلِ قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِيَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِيَوْمِ يَهْوَهَ أُسْوَةً بِنُوحٍ وَعَائِلَتِهِ.‏ فَنَحْنُ نَعِيشُ فِي عَالَمٍ يُحَقِّرُ ٱللهَ حَيْثُ يَتَفَوَّهُ مُعَلِّمُو ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ،‏ وَكَذلِكَ ٱللَّاأَدْرِيُّونَ وَٱلْمُلْحِدُونَ،‏ بِكَلَامٍ يُهِينُ ٱلْخَالِقَ.‏ لكِنْ حَذَارِ مِنَ ٱلسَّمَاحِ لِأَنْفُسِنَا بِأَنْ نَتَأَثَّرَ بِهِمْ.‏ عِوَضَ ذلِكَ،‏ لِنَسْتَفِدْ كَامِلًا مِنْ مِثَالِ نُوحٍ وَمُوسَى وَنَتَرَقَّبِ ٱلْفُرَصَ لِنُكْرِمَ وَنُدَافِعَ عَنْ يَهْوَهَ «إِلٰهِ ٱلْآلِهَةِ»،‏ «ٱللهِ ٱلْعَظِيمِ ٱلْجَبَّارِ ٱلْمَخُوفِ».‏ —‏ تث ١٠:‏١٧‏.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 3‏ بِخُصُوصِ ‹ٱلْمِئَةِ وَٱلْعِشْرِينَ سَنَةً› ٱلْمَذْكُورَةِ فِي تَكْوِين ٦:‏٣‏،‏ ٱنْظُرْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدَ ١٥ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (‏دِيسَمْبَر)‏ ٢٠١٠،‏ ٱلصَّفْحَةَ ٣٠‏.‏

هَلْ تَذْكُرُونَ؟‏

‏• لِمَاذَا لَزِمَ أَنْ يُعْطِيَ نُوحٌ ٱلْأَوْلَوِيَّةَ لِحَاجَاتِ عَائِلَتِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ؟‏

‏• كَيْفَ يُشْبِهُ زَمَنُنَا زَمَنَ نُوحٍ بِشَكْلٍ لَافِتٍ؟‏

‏• لِمَاذَا ظَلَّ مُوسَى مُرَكِّزًا عَلَى وُعُودِ يَهْوَهَ رَغْمَ خَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ؟‏

‏• أَيَّةُ نُبُوَّاتٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَدْفَعُكُمْ أَنْ تَبْقَوْا مُسْتَيْقِظِينَ رُوحِيًّا؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٥]‏

ظَلَّ نُوحٌ وَعَائِلَتُهُ مُرَكِّزِينَ عَلَى عَمَلِ يَهْوَهَ

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

سَاعَدَتْ وُعُودُ ٱللهِ ٱلْأَكِيدَةُ مُوسَى أَنْ يَبْقَى مُتَيَقِّظًا