اقتدِ بمثال يسوع في مجال السهر
«اِبْقَوْا سَاهِرِينَ وَصَلُّوا». — مت ٢٦:٤١.
١، ٢ (أ) أَيُّ سُؤَالَيْنِ قَدْ يُطْرَحَانِ بِخُصُوصِ مِثَالِ يَسُوعَ فِي مَجَالِ ٱلسَّهَرِ؟ (ب) هَلْ بِٱسْتِطَاعَةِ بَشَرٍ نَاقِصِينَ ٱلتَّعَلُّمُ مِنْ مِثَالِ يَسُوعَ ٱلْكَامِلِ؟ أَعْطُوا مَثَلًا.
لَعَلَّكَ بَيْنَ ٱلَّذِينَ يَتَسَاءَلُونَ: ‹هَلْ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ فِعْلًا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِمِثَالِ يَسُوعَ فِي مَجَالِ ٱلسَّهَرِ؟ فَيَسُوعُ كَانَ شَخْصًا كَامِلًا! وَأَكْثَرُ مِنْ ذلِكَ، كَانَ أَحْيَانًا يَعْرِفُ بِٱلضَّبْطِ مَا سَيَحْدُثُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ — حَتَّى بَعْدَ آلَافِ ٱلسِّنِينَ! فَهَلْ كَانَ حَقًّا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلسَّهَرِ؟›. (مت ٢٤:٣٧-٣٩؛ عب ٤:١٥) لِنُجِبْ أَوَّلًا عَنْ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ كَيْ نُدْرِكَ أَهَمِّيَّةَ ٱلسَّهَرِ وَمَدَى إِلْحَاحِهِ.
٢ فَهَلْ بِٱسْتِطَاعَةِ بَشَرٍ نَاقِصِينَ ٱلتَّعَلُّمُ مِنْ مِثَالٍ كَامِلٍ؟ نَعَمْ، تَمَامًا كَمَا يَسْتَطِيعُ ٱلتِّلْمِيذُ ٱلتَّعَلُّمَ مِنْ أُسْتَاذٍ مُقْتَدِرٍ. تَخَيَّلْ مَثَلًا شَخْصًا يَتَلَقَّى أَوَّلَ دَرْسٍ لَهُ فِي ٱلرِّمَايَةِ. طَبْعًا، لَا يَسَعُهُ فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنْ يَعْرِفَ كَيْفَ يُسَدِّدُ سَهْمَهُ نَحْوَ ٱلْهَدَفِ، إِلَّا أَنَّهُ يَسْتَمِرُّ فِي ٱلتَّعَلُّمِ وَٱلتَّمَرُّنِ. فَبُغْيَةَ ٱلتَّقَدُّمِ، يُرَاقِبُ عَنْ كَثَبٍ مَا يَفْعَلُهُ مُدَرِّبُهُ ٱلْمُتَمَرِّسُ وَيُحَاوِلُ تَقْلِيدَهُ. فَيُلَاحِظُ وَقْفَتَهُ، وَضْعِيَّةَ يَدَيْهِ، وَكَيْفَ يَسْتَخْدِمُ أَصَابِعَهُ لِيَشُدَّ وَتَرَ ٱلْقَوْسِ. وَهكَذَا، يَتَعَلَّمُ تَدْرِيجِيًّا كَيْفَ يُصَوِّبُ ٱلسَّهْمَ أَقْرَبَ فَأَقْرَبَ نَحْوَ مَرْكَزِ ٱلْهَدَفِ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يُمْكِنُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّحَسُّنِ كَمَسِيحِيِّينَ بِٱتِّبَاعِ إِرْشَادَاتِ يَسُوعَ وَٱلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِهِ ٱلْكَامِلِ.
٣ (أ) مَاذَا قَالَ يَسُوعُ مِمَّا يُظْهِرُ أَنَّهُ ٱحْتَاجَ إِلَى ٱلسَّهَرِ؟ (ب) مَاذَا سَتَتَنَاوَلُ هذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
٣ وَمَاذَا عَنِ ٱلسُّؤَالِ ٱلثَّانِي؟ هَلْ كَانَ يَسُوعُ حَقًّا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلسَّهَرِ؟ أَجَلْ. فَفِي ٱللَّيْلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، حَثَّ رُسُلَهُ ٱلْأُمَنَاءَ قَائِلًا: «اِبْقَوْا سَاهِرِينَ مَعِي». وَأَضَافَ: «اِبْقَوْا سَاهِرِينَ مت ٢٦:٣٨، ٤١) صَحِيحٌ أَنَّهُ كَانَ سَاهِرًا عَلَى ٱلدَّوَامِ، لكِنْ فِي هذِهِ ٱلسَّاعَاتِ ٱلْحَرِجَةِ بِٱلْأَخَصِّ لَزِمَ أَنْ يَظَلَّ سَاهِرًا وَقَرِيبًا مِنْ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ. وَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّ عَلَى كُلِّ أَتْبَاعِهِ، آنَذَاكَ وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ، ٱلتَّحَلِّيَ بِٱلْيَقَظَةِ عَيْنِهَا. فَلْنُنَاقِشْ بِدَايَةً لِمَاذَا يُرِيدُ يَسُوعُ مِنَّا أَنْ نَبْقَى سَاهِرِينَ. وَبَعْدَ ذلِكَ، سَنَسْتَعْرِضُ ثَلَاثَ طَرَائِقَ لِلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِ يَسُوعَ فِي مَجَالِ ٱلسَّهَرِ.
وَصَلُّوا بِٱسْتِمْرَارٍ لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». (لِمَاذَا أَوْصَى يَسُوعُ أَنْ نَكُونَ سَاهِرِينَ؟
٤ أَيُّ ٱرْتِبَاطٍ هُنَالِكَ بَيْنَ مَا نَجْهَلُهُ بِشَأْنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ وَحَاجَتِنَا إِلَى ٱلسَّهَرِ؟
٤ بِوَجِيزِ ٱلْعِبَارَةِ، يُرِيدُ يَسُوعُ أَنْ نَظَلَّ سَاهِرِينَ بِسَبَبِ مَا نَجْهَلُهُ وَمَا نَعْرِفُهُ. فَهُوَ مَثَلًا لَمْ يَعْرِفْ أَثْنَاءَ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ كُلَّ مَا يُخَبِّئُهُ ٱلْمُسْتَقْبَلُ إِذِ ٱعْتَرَفَ بِتَوَاضُعٍ: «ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ وَتِلْكَ ٱلسَّاعَةُ . . . لَا يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ، لَا مَلَائِكَةُ ٱلسَّمٰوَاتِ وَلَا ٱلِٱبْنُ، إِلَّا ٱلْآبُ وَحْدَهُ». (مت ٢٤:٣٦) فَآنَذَاكَ، لَمْ يَكُنِ ٱبْنُ ٱللهِ يَعْرِفُ مَتَى بِٱلضَّبْطِ سَتَأْتِي نِهَايَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ هذَا. وَمَاذَا عَنَّا؟ هَلْ مَعْرِفَتُنَا عَنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ مَحْدُودَةٌ؟ بِٱلطَّبْعِ! فَنَحْنُ نَجْهَلُ مَتَى بِٱلتَّمَامِ سَيُرْسِلُ يَهْوَهُ ٱبْنَهُ كَيْ يَضَعَ حَدًّا لِهذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ. وَلَوْ عَرَفْنَا لَمَا كَانَتْ هُنَالِكَ حَاجَةٌ فِعْلِيَّةٌ إِلَى ٱلسَّهَرِ. لكِنْ بِمَا أَنَّ ٱلنِّهَايَةَ سَتَأْتِي فَجْأَةً، حَسْبَمَا أَوْضَحَ يَسُوعُ، يَنْبَغِي أَنْ نَبْقَى سَاهِرِينَ عَلَى ٱلدَّوَامِ. — اِقْرَأْ متى ٢٤:٤٣.
٥، ٦ (أ) لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ تَدْفَعَنَا ٱلْمَعْرِفَةُ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ إِلَى ٱلسَّهَرِ؟ (ب) لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَجْعَلَنَا مَعْرِفَتُنَا عَنِ ٱلشَّيْطَانِ أَكْثَرَ تَصْمِيمًا عَلَى ٱلسَّهَرِ؟
٥ بِٱلْمُقَابِلِ، كَانَ يَسُوعُ يَعْرِفُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ ٱلرَّائِعَةِ — حَقَائِقَ لَمْ يَعْلَمْهَا إِطْلَاقًا مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ حَوْلَهُ. وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، صَحِيحٌ أَنَّ مَعْلُومَاتِنَا قَلِيلَةٌ جِدًّا مُقَارَنَةً بِمَا يَعْرِفُهُ يَسُوعُ، إِلَّا أَنَّ لَدَيْنَا بِفَضْلِهِ مَعْرِفَةً وَاسِعَةً عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ وَعَمَّا سَيُحَقِّقُهُ فِي ٱلْقَرِيبِ ٱلْعَاجِلِ. لكِنْ أَيْنَمَا ٱلْتَفَتْنَا، أَفَلَا نَجِدُ ٱلنَّاسَ حَوْلَنَا — سَوَاءٌ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ أَوِ ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْمُقَاطَعَةِ — فِي جَهْلٍ مُطْبِقٍ لِهذِهِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْمَجِيدَةِ؟ هذَا سَبَبٌ إِضَافِيٌّ يَدْعُونَا إِلَى ٱلسَّهَرِ. لِذَا، يَلْزَمُ أَنْ نَظَلَّ مُتَيَقِّظِينَ كَيَسُوعَ، إِذْ نَتَحَيَّنُ ٱلْفُرَصَ لِإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ بِمَا نَعْرِفُهُ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ. فَلْنَغْتَنِمْ هذِهِ ٱلْفُرَصَ ٱلثَّمِينَةَ لِأَنَّ حَيَاةَ ٱلنَّاسِ فِي خَطَرٍ! — ١ تي ٤:١٦.
٦ وَثَمَّةَ أَمْرٌ آخَرُ دَفَعَ يَسُوعَ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَى ٱلسَّهَرِ: مَعْرِفَتُهُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ مُصَمِّمٌ أَنْ يُغْرِيَهُ، يَضْطَهِدَهُ، وَيَكْسِرَ ٱسْتِقَامَتَهُ. فَهذَا ٱلْخَصْمُ ٱلشَّرِسُ لَمْ يَنْفَكَّ يَبْحَثُ عَنْ «فُرْصَةٍ أُخْرَى» لِلْإِيقَاعِ بِيَسُوعَ. (لو ٤:١٣) إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ ٱسْتَمَرَّ يَلْتَزِمُ جَانِبَ ٱلْحَذَرِ. فَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُسْتَعِدًّا لِصَدِّ أَيِّ ٱمْتِحَانٍ، سَوَاءٌ كَانَ عَلَى شَكْلِ إِغْرَاءٍ، مُقَاوَمَةٍ، أَوِ ٱضْطِهَادٍ. وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يَنْطَبِقُ عَلَيْنَا. فَٱلشَّيْطَانُ لَا يَزَالُ يَجُولُ «كَأَسَدٍ زَائِرٍ، وَهُوَ يَطْلُبُ أَنْ يَلْتَهِمَ أَحَدًا». لِهذَا ٱلسَّبَبِ تَحُثُّ كَلِمَةُ ٱللهِ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «كُونُوا وَاعِينَ وَسَاهِرِينَ». (١ بط ٥:٨) فَكَيْفَ نَفْعَلُ ذلِكَ؟
اَلسَّهَرُ فِي مَجَالِ ٱلصَّلَاةِ
٧، ٨ أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَدَّمَهَا يَسُوعُ بِخُصُوصِ ٱلصَّلَاةِ، وَأَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ؟
٧ يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ هُنَالِكَ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بَيْنَ ٱلْيَقَظَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ، أَوِ ٱلسَّهَرِ، وَٱلصَّلَاةِ. (كو ٤:٢؛ ١ بط ٤:٧) فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ بُعَيْدَ ٱلطَّلَبِ مِنْ أَتْبَاعِهِ أَنْ يَبْقَوْا سَاهِرِينَ مَعَهُ: «اِبْقَوْا سَاهِرِينَ وَصَلُّوا بِٱسْتِمْرَارٍ لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». (مت ٢٦:٤١) وَلكِنْ هَلْ كَانَ يَقْصِرُ هذِهِ ٱلْمَشُورَةَ عَلَى ٱلظَّرْفِ ٱلْحَرِجِ ٱلَّذِي مَرُّوا بِهِ آنَذَاكَ؟ كَلَّا. فَمَشُورَتُهُ مَبْدَأٌ يَجِبُ أَنْ نَعِيشَ بِمُوجَبِهِ كُلَّ يَوْمٍ.
٨ وَقَدْ رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلصَّلَاةِ. فَلَرُبَّمَا تَذْكُرُ أَنَّهُ قَضَى ذَاتَ مَرَّةٍ كُلَّ ٱللَّيْلِ يُصَلِّي إِلَى أَبِيهِ. فَلْنَتَخَيَّلِ ٱلْمَشْهَدَ. (اِقْرَأْ لوقا ٦:١٢، ١٣.) اَلْوَقْتُ رَبِيعٌ، وَٱلْمَكَانُ هُوَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ فِي جِوَارِ مَدِينَةِ كَفَرْنَاحُومَ ٱلْمَعْرُوفَةِ بِصَيْدِ ٱلسَّمَكِ، مَقَرِّ سُكْنَى يَسُوعَ فِي مِنْطَقَةِ ٱلْجَلِيلِ. فَبَيْنَمَا ٱللَّيْلُ يُسْدِلُ سِتَارَهُ، يَصْعَدُ يَسُوعُ إِلَى أَحَدِ ٱلْجِبَالِ ٱلَّتِي تُطِلُّ عَلَى بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ. وَحِينَ يَمُدُّ نَظَرَهُ، لَرُبَّمَا يَرَى ٱلْمَصَابِيحَ ٱلزَّيْتِيَّةَ ٱلْخَافِقَةَ فِي كَفَرْنَاحُومَ وَٱلْقُرَى ٱلْمُجَاوِرَةِ ٱلَّتِي تَغْرَقُ فِي ٱلْعَتْمَةِ شَيْئًا فَشَيْئًا. لكِنْ عِنْدَمَا يُخَاطِبُ يَهْوَهَ، يَحْصُرُ تَفْكِيرَهُ كُلِّيًّا فِي ٱلصَّلَاةِ. فَتَمُرُّ ٱلدَّقَائِقُ وَٱلسَّاعَاتُ بِحَيْثُ إِنَّهُ بِٱلْكَادِ يُلَاحِظُ أَضْوَاءَ ٱلْمَصَابِيحِ تَنْطَفِئُ ٱلْوَاحِدُ تِلْوَ ٱلْآخَرِ، أَوِ ٱلْقَمَرَ يَسْبَحُ فِي ٱلسَّمَاءِ، أَوِ ٱلْحَيَوَانَاتِ تَجُوبُ ٱلْمَكَانَ بَحْثًا عَنِ ٱلطَّعَامِ. وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ، تَتَنَاوَلُ صَلَاتُهُ بِإِسْهَابٍ ٱلْقَرَارَ ٱلْكَبِيرَ ٱلَّذِي عَلَيْهِ ٱتِّخَاذُهُ: اِخْتِيَارَ رُسُلِهِ ٱلْـ ١٢. فَتَصَوَّرْ يَسُوعَ وَهُوَ يُصَلِّي إِلَى أَبِيهِ بِحَرَارَةٍ طَالِبًا مِنْهُ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلْإِرْشَادَ وَمُخْبِرًا إِيَّاهُ عَمَّا يَجُولُ فِي بَالِهِ مِنْ أَفْكَارٍ وَمَخَاوِفَ تَتَعَلَّقُ بِكُلِّ تِلْمِيذٍ.
٩ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ قَضَاءِ يَسُوعَ ٱللَّيْلَ كُلَّهُ وَهُوَ يُصَلِّي؟
٩ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ يَسُوعَ؟ أَيَجِبُ أَنْ نَصْرِفَ سَاعَاتٍ طَوِيلَةً فِي ٱلصَّلَاةِ؟ كَلَّا. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ عَنْ أَتْبَاعِهِ: «إِنَّ ٱلرُّوحَ مُنْدَفِعٌ، أَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». (مت ٢٦:٤١) مَعَ ذلِكَ، بِإِمْكَانِنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَسُوعَ. مَثَلًا، هَلْ نَطْلُبُ إِرْشَادَ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ قَبْلَ ٱتِّخَاذِ أَيِّ قَرَارٍ قَدْ يُؤَثِّرُ فِي رُوحِيَّاتِنَا أَوْ فِي تِلْكَ ٱلَّتِي لِعَائِلَتِنَا أَوْ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ؟ هَلْ نَشْمُلُ إِخْوَتَنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِصَلَوَاتِنَا؟ هَلْ نُصَلِّي مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ عِوَضَ تَكْرَارِ ٱلْعِبَارَاتِ نَفْسِهَا؟ مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَيْضًا أَنَّ يَسُوعَ أَعَزَّ ٱلْأَوْقَاتَ ٱلَّتِي أَجْرَى فِيهَا أَحَادِيثَ حَمِيمَةً وَخَاصَّةً مَعَ أَبِيهِ. فَمَاذَا عَنَّا؟ فِي عَالَمِنَا ٱلْمَحْمُومِ هذَا، مِنَ ٱلسَّهْلِ جِدًّا أَنْ تُنَسِّيَنَا مَشَاغِلُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأُمُورَ ٱلْأَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً. أَمَّا إِذَا خَصَّصْنَا وَقْتًا كَافِيًا لِلصَّلَوَاتِ ٱلْعَمِيقَةِ وَٱلشَّخْصِيَّةِ، فَسَنَزْدَادُ يَقَظَةً عَلَى ٱلصَّعِيدِ ٱلرُّوحِيِّ. (مت ٦:٦، ٧) فَصَلَوَاتٌ كَهذِهِ تَجْعَلُنَا أَقْرَبَ إِلَى يَهْوَهَ بِحَيْثُ نَنْدَفِعُ إِلَى بَذْلِ ٱلْمُسْتَطَاعِ كَيْ نُوَطِّدَ عَلَاقَتَنَا بِهِ وَنَتَفَادَى فِعْلَ أَيِّ شَيْءٍ قَدْ يُزَعْزِعُهَا. — مز ٢٥:١٤.
اَلسَّهَرُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ
١٠ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ يَسُوعَ ٱنْتَهَزَ كُلَّ فُرْصَةٍ لِتَقْدِيمِ ٱلشَّهَادَةِ؟
١٠ لَمْ يَفْقِدْ يَسُوعُ يَقَظَتَهُ ٱلرُّوحِيَّةَ أَثْنَاءَ ٱلْقِيَامِ بِٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِ يَهْوَهُ. فَٱلْخِدْمَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ تَتَطَلَّبُ ٱلتَّرْكِيزَ وَٱلتَّيَقُّظَ، بِخِلَافِ بَعْضِ ٱلْأَعْمَالِ ٱلَّتِي لَا يَتَسَبَّبُ شُرُودُ ٱلذِّهْنِ فِيهَا بِأَضْرَارٍ كَبِيرَةٍ. وَهذَا مَا فَعَلَهُ يَسُوعُ. فَقَدْ كَانَ مُتَنَبِّهًا دَوْمًا لِأَيَّةِ فُرْصَةٍ تُتِيحُ لَهُ نَقْلَ ٱلْبِشَارَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، لَمَّا وَصَلَ هُوَ وَتَلَامِيذُهُ إِلَى مَدِينَةِ سُوخَارَ بَعْدَ مَسِيرَةٍ طَوِيلَةٍ فِي ٱلصَّبَاحِ، ذَهَبَ ٱلتَّلَامِيذُ لِٱبْتِيَاعِ ٱلطَّعَامِ فِيمَا جَلَسَ هُوَ لِيَسْتَرِيحَ عِنْدَ ٱلْبِئْرِ. إِلَّا أَنَّهُ ظَلَّ مُتَيَقِّظًا، فَوَجَدَ فُرْصَةً لِتَقْدِيمِ ٱلشَّهَادَةِ عِنْدَمَا جَاءَتِ ٱمْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ لِتَسْتَقِيَ مَاءً. وَفِي حِينِ كَانَ بِمَقْدُورِهِ أَخْذُ قَيْلُولَةٍ أَوِ ٱخْتِلَاقُ سَبَبٍ لِتَجَنُّبِ ٱلْكَلَامِ، فَقَدْ بَدَأَ بِمُحَادَثَةٍ مَعَهَا، وَأَعْطَاهَا شَهَادَةً كَبِيرَةً أَثَّرَتْ فِي حَيَاةِ كَثِيرِينَ فِي تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ. (يو ٤:٤-٢٦، ٣٩-٤٢) فَهَلْ فِي وِسْعِنَا بَذْلُ جُهْدٍ إِضَافِيٍّ لِلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِ يَسُوعَ فِي مَجَالِ ٱلسَّهَرِ؟ هَلْ يُمْكِنُنَا مَثَلًا ٱلسَّعْيُ إِلَى ٱلْبَحْثِ عَنْ مَزِيدٍ مِنَ ٱلْفُرَصِ لِتَقْدِيمِ ٱلْبِشَارَةِ لِلَّذِينَ نَلْتَقِي بِهِمْ فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ؟
١١، ١٢ (أ) مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ حِينَ حَاوَلَ ٱلْبَعْضُ إِلْهَاءَهُ عَنْ عَمَلِهِ؟ (ب) كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلِٱتِّزَانِ فِي عَمَلِهِ؟
١١ أَحْيَانًا، كَانَ بَعْضُ ٱلْأَفْرَادِ ٱلْحَسَنِي ٱلنِّيَّةِ يُحَاوِلُونَ إِلْهَاءَ يَسُوعَ عَنْ عَمَلِهِ. فَفِي كَفَرْنَاحُومَ، ذَهِلَ ٱلنَّاسُ مِنْ شِفَاءَاتِهِ ٱلْعَجَائِبِيَّةِ بِحَيْثُ أَرَادُوا إِبْقَاءَهُ مَعَهُمْ. وَشُعُورُهُمْ هذَا طَبِيعِيٌّ. إِلَّا أَنَّ مُهِمَّتَهُ ٱنْطَوَتْ عَلَى إِيصَالِ ٱلْكِرَازَةِ إِلَى «ٱلْخِرَافِ ٱلضَّائِعَةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ». (مت ١٥:٢٤) لِذلِكَ قَالَ لِلْجُمُوعِ: «لَا بُدَّ لِي أَنْ أُبَشِّرَ ٱلْمُدُنَ ٱلْأُخْرَى أَيْضًا بِمَلَكُوتِ ٱللهِ، لِأَنِّي لِهٰذَا أُرْسِلْتُ». (لو ٤:٤٠-٤٤) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْخِدْمَةَ كَانَتْ مِحْوَرَ حَيَاتِهِ. فَهُوَ لَمْ يَسْمَحْ لِشَيْءٍ بِأَنْ يَشْغَلَهُ عَنْهَا.
١٢ وَلكِنْ هَلْ رَكَّزَ يَسُوعُ عَلَى عَمَلِهِ أَكْثَرَ مِنَ ٱللُّزُومِ بِحَيْثُ أَصْبَحَ مُتَطَرِّفًا أَوْ زَاهِدًا؟ وَهَلِ ٱسْتَحْوَذَتِ ٱلْخِدْمَةُ عَلَيْهِ إِلَى حَدِّ أَنَّهُ لَمْ يُمَيِّزْ حَاجَاتِ ٱلنَّاسِ ٱلْحَيَاتِيَّةَ؟ كَلَّا. فَهُوَ مِثَالٌ كَامِلٌ فِي ٱلِٱتِّزَانِ. فَقَدْ تَمَتَّعَ بِٱلْحَيَاةِ وَسُرَّ بِقَضَاءِ أَوْقَاتٍ طَيِّبَةٍ مَعَ أَصْدِقَائِهِ. كَمَا أَنَّهُ تَعَاطَفَ مَعَ ٱلْعَائِلَاتِ، أَحَسَّ بِحَاجَاتِهِمْ وَمَشَاكِلِهِمْ، وَعَامَلَ ٱلْأَوْلَادَ بِمَحَبَّةٍ. — اِقْرَأْ مرقس ١٠:١٣-١٦.
١٣ كَيْفَ نَقْتَدِي بِمِثَالِ يَسُوعَ فِي مَجَالِ ٱلسَّهَرِ وَٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلِٱتِّزَانِ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟
١٣ فَكَيْفَ نَقْتَدِي بِمِثَالِ يَسُوعَ فِي مَجَالِ ٱلسَّهَرِ وَٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلِٱتِّزَانِ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟ يَجِبُ أَلَّا نَسْمَحَ لِهذَا ٱلْعَالَمِ بِأَنْ يُلْهِيَنَا عَنْ عَمَلِنَا. فَقَدْ يُلِحُّ عَلَيْنَا أَصْدِقَاؤُنَا وَأَقَارِبُنَا بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ أَنْ نَتَرَاخَى فِي خِدْمَتِنَا أَوْ نَسْعَى إِلَى ٱلْعَيْشِ «حَيَاةً طَبِيعِيَّةً». لكِنْ إِذَا كُنَّا نَقْتَدِي بِيَسُوعَ، فَسَنَعْتَبِرُ خِدْمَتَنَا بِأَهَمِّيَّةِ ٱلطَّعَامِ. (يو ٤:٣٤) فَعَمَلُنَا يُغَذِّينَا رُوحِيًّا وَيَجْلُبُ لَنَا ٱلْبَهْجَةَ. إِلَّا أَنَّنَا مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، لَسْنَا أَشْخَاصًا مُتَطَرِّفِينَ يَتَّصِفُونَ بِٱلْبِرِّ ٱلذَّاتِيِّ وَيَعِيشُونَ حَيَاةَ تَقَشُّفٍ. فَكَيَسُوعَ، نَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَخْدُمَ «ٱلْإِلٰهَ ٱلسَّعِيدَ» بِفَرَحٍ وَٱتِّزَانٍ. — ١ تي ١:١١.
اَلسَّهَرُ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ
١٤ مِمَّ يَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ فِي أَوْقَاتِ ٱلْمِحَنِ، وَلِمَاذَا؟
١٤ كَمَا رَأَيْنَا، ذَكَرَ يَسُوعُ بَعْضَ نَصَائِحِهِ ٱلْأَكْثَرِ إِلْحَاحًا ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلسَّهَرِ فِيمَا كَانَ تَحْتَ أَصْعَبِ ٱلْمِحَنِ. (اِقْرَأْ مرقس ١٤:٣٧.) لِذَا، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَتَذَكَّرَ مِثَالَهُ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلشَّدَائِدِ بِشَكْلٍ خَاصٍّ. فَأَمَامَ ٱلْمِحْنَةِ، يَنْسَى كَثِيرُونَ حَقِيقَةً بَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ ذَكَرَهَا سِفْرُ ٱلْأَمْثَالِ مَرَّتَيْنِ: «يُوجَدُ طَرِيقٌ يَظْهَرُ لِلْإِنْسَانِ مُسْتَقِيمًا، وَنِهَايَتُهُ فِي ٱلْآخِرِ طُرُقُ ٱلْمَوْتِ». (ام ١٤:١٢؛ ١٦:٢٥) فَكَمْ نُعَرِّضُ أَنْفُسَنَا وَٱلَّذِينَ نُحِبُّهُمْ لِلْخَطَرِ إِذَا ٱتَّكَلْنَا عَلَى تَفْكِيرِنَا، وَخُصُوصًا عِنْدَمَا نَمُرُّ بِمَشَاكِلَ كَبِيرَةٍ!
١٥ أَيُّ إِغْرَاءٍ قَدْ يَتَعَرَّضُ لَهُ رَبُّ ٱلْعَائِلَةِ عِنْدَمَا يُوَاجِهُ ضُغُوطًا مَادِّيَّةً؟
١ تي ٥:٨) فَقَدْ يُغْرَى بِقُبُولِ وَظِيفَةٍ تَضْطَرُّهُ مِرَارًا أَنْ يَغِيبَ عَنِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، أَوْ أَنْ يُقَصِّرَ فِي أَخْذِ ٱلْقِيَادَةِ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ أَوِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْخِدْمَةِ. فَإِذَا نَظَرَ إِلَى ٱلْمَسْأَلَةِ مِنْ مِنْظَارٍ بَشَرِيٍّ فَقَطْ، فَسَيَجِدُ قَرَارًا كَهذَا مُبَرَّرًا، بَلْ صَائِبًا. غَيْرَ أَنَّ ذلِكَ قَدْ يُؤَدِّي فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ إِلَى ٱلْمَرَضِ أَوِ ٱلْمَوْتِ ٱلرُّوحِيِّ. فَكَمْ هُوَ أَفْضَلُ أَنْ يَتَّبِعَ مَشُورَةَ سُلَيْمَانَ فِي أَمْثَال ٣:٥، ٦: «اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ ٱلْتَفِتْ إِلَيْهِ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ»!
١٥ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ رَبَّ عَائِلَةٍ يُوَاجِهُ ضُغُوطًا هَائِلَةً كَيْ يَتَمَكَّنَ مِنْ إِعَالَةِ «خَاصَّتِهِ» مِنَ ٱلنَّاحِيَةِ ٱلْمَادِّيَّةِ. (١٦ (أ) أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ فِي ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى حِكْمَةِ يَهْوَهَ عِوَضَ حِكْمَتِهِ؟ (ب) كَيْفَ يَقْتَدِي رُؤُوسُ عَائِلَاتٍ كَثِيرُونَ بِمِثَالِ يَسُوعَ فِي ٱلْوُثُوقِ بِيَهْوَهَ فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ؟
١٦ حِينَ عَانَى يَسُوعُ ٱلْمِحَنَ، رَفَضَ أَنْ يَعْتَمِدَ عَلَى فَهْمِهِ ٱلْخَاصِّ رَفْضًا بَاتًّا. تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي: أَحْكَمُ رَجُلٍ عَاشَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱخْتَارَ أَلَّا يَتَّكِلَ عَلَى حِكْمَتِهِ. مَثَلًا، عِنْدَمَا جَرَّبَهُ ٱلشَّيْطَانُ، رَدَّ عَلَيْهِ تَكْرَارًا بِٱلْقَوْلِ: «مَكْتُوبٌ». (مت ٤:٤، ٧، ١٠) فَقَدِ ٱتَّكَلَ عَلَى حِكْمَةِ أَبِيهِ لِصَدِّ ٱلتَّجْرِبَةِ، مُعْرِبًا بِذلِكَ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ، صِفَةٍ يَفْتَقِرُ إِلَيْهَا ٱلشَّيْطَانُ وَيَكْرَهُهَا. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يَجِبُ أَنْ يَقْتَدِيَ رَبُّ ٱلْعَائِلَةِ بِمِثَالِ يَسُوعَ فِي مَجَالِ ٱلسَّهَرِ إِذْ يَدَعُ كَلِمَةَ ٱللهِ تُرْشِدُهُ، وَبِٱلْأَخَصِّ فِي وَقْتِ ٱلشِّدَّةِ. وَهذَا مَا يَفْعَلُهُ آلَافُ رُؤُوسِ ٱلْعَائِلَاتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. فَهُمْ جِدِّيُّونَ فِي إِعْطَاءِ مَلَكُوتِ ٱللهِ وَٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ ٱلْأَوْلَوِيَّةَ عَلَى ٱلشُّؤُونِ ٱلْمَادِّيَّةِ. وَبِذلِكَ، يُولُونَ عَائِلَاتِهِمْ أَفْضَلَ عِنَايَةٍ. بِٱلْمُقَابِلِ، يَفِي يَهْوَهُ بِوَعْدِهِ أَنْ يُبَارِكَ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي يَبْذُلُونَهَا لِسَدِّ حَاجَاتِهِمِ ٱلْمَادِّيَّةِ. — مت ٦:٣٣.
١٧ مَاذَا يَدْفَعُكُمْ أَنْ تَقْتَدُوا بِمِثَالِ يَسُوعَ فِي مَجَالِ ٱلسَّهَرِ؟
١٧ مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ يَسُوعَ تَرَكَ أَفْضَلَ مِثَالٍ فِي مَجَالِ ٱلسَّهَرِ. فَمِثَالُهُ عَمَلِيٌّ، مُفِيدٌ، وَمُنْقِذٌ لِلْحَيَاةِ. وَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِكَ أَنَّ شُغْلَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشَّاغِلَ هُوَ أَنْ يُهَدْهِدَكَ بِحَيْثُ تَغْرَقُ فِي نَوْمٍ رُوحِيٍّ — حَالَةٍ تَكُونُ فِيهَا ضَعِيفَ ٱلْإِيمَانِ، فَاتِرًا فِي ٱلْعِبَادَةِ، وَعُرْضَةً لِكَسْرِ ٱسْتِقَامَتِكَ. (١ تس ٥:٦) فَلَا تَدَعْهُ يُحَقِّقُ مُبْتَغَاهُ! اِبْقَ سَاهِرًا كَيَسُوعَ، سَوَاءٌ فِي مَجَالِ ٱلصَّلَاةِ، فِي ٱلْخِدْمَةِ، أَوْ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ. وَبِمُدَاوَمَتِكَ عَلَى ٱلسَّهَرِ، تَنْعَمُ بِحَيَاةٍ سَعِيدَةٍ ذَاتِ قَصْدٍ وَمَانِحَةٍ لِلِٱكْتِفَاءِ حَتَّى فِيمَا نِظَامُ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْفَانِي هذَا يُشْرِفُ عَلَى نِهَايَتِهِ. كَمَا أَنَّكَ تَضْمَنُ أَنْ يَجِدَكَ يَسُوعُ مُتَيَقِّظًا وَمُجْتَهِدًا فِي فِعْلِ مَشِيئَةِ أَبِيهِ عِنْدَمَا يَأْتِي لِتَدْمِيرِ هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ. وَكَمْ سَيَفْرَحُ يَهْوَهُ حِينَئِذٍ بِمُكَافَأَتِكَ عَلَى مَسْلَكِكَ ٱلْأَمِينِ! — رؤ ١٦:١٥.
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٦]
كَرَزَ يَسُوعُ لِلْمَرْأَةِ عِنْدَ ٱلْبِئْرِ. فَأَيَّةُ فُرَصٍ تَبْحَثُ عَنْهَا يَوْمِيًّا مِنْ أَجْلِ ٱلْكِرَازَةِ؟
[الصورة في الصفحة ٧]
اَلِٱهْتِمَامُ بِخَيْرِ أُسْرَتِكَ ٱلرُّوحِيِّ دَلِيلٌ أَنَّكَ تَبْقَى سَاهِرًا