الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

أحَب الناس محبة عميقة

أحَب الناس محبة عميقة

‏«لَذَّاتِي مَعَ بَنِي ٱلْبَشَرِ».‏ —‏ ام ٨:‏٣١‏.‏

١،‏ ٢ مَاذَا يُبَرْهِنُ عَلَى مَحَبَّةِ يَسُوعَ ٱلْعَمِيقَةِ لِلْبَشَرِ؟‏

كَانَ ٱبْنُ ٱللهِ ٱلْبِكْرُ أَبْلَغَ دَلِيلٍ عَلَى حِكْمَةِ يَهْوَهَ ٱللَّامُتَنَاهِيَةِ.‏ فَقَدْ كَانَ ٱلْحِكْمَةَ مُجَسَّمَةً،‏ وَ «عَامِلًا مَاهِرًا» بِجَانِبِ أَبِيهِ.‏ تَخَيَّلْ كَمْ فَرِحَ وَشَعَرَ بِٱلِٱكْتِفَاءِ فِيمَا كَانَ أَبُوهُ ‹يُهَيِّئُ ٱلسَّمٰوَاتِ› وَ ‹يَرْسُمُ أُسُسَ ٱلْأَرْضِ›!‏ وَلٰكِنْ مِنْ بَيْنِ كُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ،‏ كَانَتْ ‹لَذَّاتُهُ مَعَ بَنِي ٱلْبَشَرِ›.‏ (‏ام ٨:‏٢٢-‏٣١‏)‏ نَعَمْ،‏ أَحَبَّ يَسُوعُ ٱلْبَشَرَ مُذْ كَانَ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏

٢ وَبُرْهَانًا عَلَى مَحَبَّتِهِ وَوَلَائِهِ لِأَبِيهِ وَمَحَبَّتِهِ ٱلْعَمِيقَةِ لِكُلِّ ٱلْبَشَرِ،‏ «أَخْلَى نَفْسَهُ» وَصَارَ فِي شَبَهِ ٱلنَّاسِ لِيَبْذُلَ حَيَاتَهُ «فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».‏ (‏في ٢:‏٥-‏٨؛‏ مت ٢٠:‏٢٨‏)‏ وَبَيْنَمَا كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ مَنَحَهُ ٱللهُ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى صُنْعِ عَجَائِبَ كَشَفَتْ عَنْ مَدَى مَحَبَّتِهِ لِلنَّاسِ.‏ وَهٰكَذَا،‏ أَعْطَى يَسُوعُ نَمُوذَجًا عَنِ ٱلْأُمُورِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي سَيَعْمَلُهَا لِلْبَشَرِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏

٣ عَلَامَ سَنُرَكِّزُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٣ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ تَمَكَّنَ يَسُوعُ بِمَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ أَنْ ‹يُبَشِّرَ بِمَلَكُوتِ ٱللهِ›.‏ (‏لو ٤:‏٤٣‏)‏ فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ هٰذَا ٱلْمَلَكُوتَ سَيُقَدِّسُ ٱسْمَ أَبِيهِ وَيَحُلُّ مَشَاكِلَ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ وَبَيْنَمَا كَانَ يَقُومُ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ،‏ صَنَعَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْعَجَائِبِ ٱلَّتِي كَشَفَتْ عَنِ ٱهْتِمَامِهِ ٱلْعَمِيقِ بِٱلنَّاسِ.‏ وَلِمَ يَهُمُّنَا هٰذَا ٱلْأَمْرُ؟‏ لِأَنَّ ٱلدُّرُوسَ ٱلَّتِي نَتَعَلَّمُهَا مِنْهَا تَبْعَثُ فِينَا ٱلطُّمَأْنِينَةَ وَتُعْطِينَا رَجَاءً بِٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ فَلْنَتَفَحَّصْ أَرْبَعًا مِنْ عَجَائِبِهِ.‏

‏«أُرِيدُ،‏ فَٱطْهُرْ»‏

٤ مَاذَا حَصَلَ عِنْدَمَا ٱلْتَقَى يَسُوعُ رَجُلًا أَبْرَصَ؟‏

٤ ذَهَبَ يَسُوعُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ إِلَى مِنْطَقَةِ ٱلْجَلِيلِ.‏ وَفِي إِحْدَى مُدُنِهَا،‏ رَأَى مَنْظَرًا يُثِيرُ ٱلشَّفَقَةَ.‏ (‏مر ١:‏٣٩،‏ ٤٠‏)‏ فَقَدِ ٱلْتَقَى رَجُلًا يُعَانِي مِنْ مَرَضٍ فَظِيعٍ يُعْرَفُ بِٱلْبَرَصِ.‏ وَكَانَ مَرَضُهُ فِي مَرْحَلَةٍ مُتَقَدِّمَةٍ جِدًّا بِحَيْثُ وَصَفَهُ ٱلطَّبِيبُ لُوقَا بِأَنَّهُ «مَمْلُوءٌ بَرَصًا».‏ (‏لو ٥:‏١٢‏)‏ وَ «لَمَّا أَبْصَرَ يَسُوعَ،‏ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ وَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ قَائِلًا:‏ ‹يَا رَبُّ،‏ إِنْ أَرَدْتَ،‏ فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي›».‏ فَهٰذَا ٱلرَّجُلُ لَمْ يَشُكَّ فِي قُدْرَةِ يَسُوعَ عَلَى شِفَائِهِ،‏ بَلْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ هَلْ يَرْغَبُ فِي فِعْلِ ذٰلِكَ.‏ وَلِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهُ كَانَ مُعْتَادًا عَلَى نَظْرَةِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ ٱلَّذِينَ ٱحْتَقَرُوا ٱلْبُرْصَ.‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ نَظَرَ يَسُوعُ إِلَى هٰذَا ٱلْأَبْرَصِ ٱلَّذِي كَانَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مُشَوَّهَ ٱلْخِلْقَةِ؟‏ مَاذَا جَالَ فِي فِكْرِهِ فِيمَا كَانَ ٱلرَّجُلُ يُخَاطِبُهُ؟‏ كَيْفَ تَجَاوَبَ مَعَ طَلَبِهِ؟‏ وَمَاذَا تَفْعَلُ لَوْ كُنْتَ مَكَانَهُ؟‏

٥ لِمَاذَا أَرَادَ يَسُوعُ شِفَاءَ ٱلْأَبْرَصِ؟‏

٥ عَلَى مَا يَبْدُو،‏ لَمْ يُنَادِ ٱلْأَبْرَصُ:‏ «نَجِسٌ،‏ نَجِسٌ!‏»،‏ كَمَا نَصَّتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ لَمْ يُثِرْ يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةَ،‏ بَلْ رَكَّزَ ٱهْتِمَامَهُ عَلَى ٱلْإِنْسَانِ ٱلْوَاقِفِ أَمَامَهُ وَعَلَى حَاجَاتِهِ.‏ (‏لا ١٣:‏٤٣-‏٤٦‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ بِمَ فَكَّرَ يَسُوعُ،‏ لٰكِنَّنَا نَعْرِفُ بِمَ شَعَرَ.‏ فَإِذْ تَحَنَّنَ عَلَيْهِ،‏ فَعَلَ مَا لَمْ يَجْرِ فِي خَاطِرٍ.‏ فَقَدْ مَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَ ٱلْأَبْرَصَ،‏ قَائِلًا بِصَوْتٍ ٱمْتَزَجَتْ فِيهِ ٱلْقُوَّةُ وَٱلْحَنَانُ:‏ «أُرِيدُ،‏ فَٱطْهُرْ».‏ فَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنْ «زَالَ عَنْهُ ٱلْبَرَصُ».‏ (‏لو ٥:‏١٣‏)‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ قُدْرَةَ يَهْوَهَ كَانَتْ هُنَاكَ،‏ لَا لِيَصْنَعَ يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلْعَجِيبَةَ فَقَطْ،‏ بَلْ لِيُبَرْهِنَ عَنْ مَدَى مَحَبَّتِهِ لِلنَّاسِ أَيْضًا.‏ —‏ لو ٥:‏١٧‏.‏

٦ مَا ٱللَّافِتُ لِلنَّظَرِ فِي عَجَائِبِ يَسُوعَ،‏ وَمَاذَا تُظْهِرُ؟‏

٦ أَعْطَى يَهْوَهُ ٱلْقُدْرَةَ لِيَسُوعَ لِيَصْنَعَ عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ ٱلْعَجَائِبِ ٱلْمُذْهِلَةِ.‏ وَلَمْ تَقْتَصِرْ عَجَائِبُهُ عَلَى شِفَاءِ ٱلْبُرْصِ،‏ بَلْ شَمَلَتْ إِبْرَاءَ شَتَّى ٱلْعِلَلِ وَٱلْعَاهَاتِ.‏ فَسِجِلُّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يُخْبِرُنَا:‏ «بُهِتَ ٱلْجَمْعُ إِذْ رَأَوُا ٱلْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ وَٱلْعُرْجَ يَمْشُونَ وَٱلْعُمْيَ يُبْصِرُونَ».‏ (‏مت ١٥:‏٣١‏)‏ وَفِي حِينِ يَلْجَأُ ٱلْأَطِبَّاءُ فِي أَيَّامِنَا إِلَى عَمَلِيَّاتِ زَرْعِ ٱلْأَعْضَاءِ لِمُسَاعَدَةِ مَرْضَاهُمْ،‏ شَفَى يَسُوعُ أَجْزَاءَ ٱلْجِسْمِ أَوِ ٱلْأَعْضَاءَ ٱلْمُتَضَرِّرَةَ نَفْسَهَا.‏ وَكَانَ ٱلشِّفَاءُ فَوْرِيًّا،‏ حَتَّى لَوْ كَانَ ٱلْمُصَابُ بَعِيدًا عَنْهُ.‏ (‏يو ٤:‏٤٦-‏٥٤‏)‏ وَتُظْهِرُ لَنَا هٰذِهِ ٱلْأَمْثِلَةُ أَنَّ يَسُوعَ،‏ ٱلْمُتَوَّجَ ٱلْآنَ كَمَلِكٍ سَمَاوِيٍّ،‏ لَدَيْهِ ٱلْقُدْرَةُ وَٱلرَّغْبَةُ أَنْ يَشْفِيَ ٱلنَّاسَ شِفَاءً أَبَدِيًّا.‏ وَٱلطَّرِيقَةُ ٱلَّتِي عَامَلَ بِهَا ٱلنَّاسَ تُعْطِينَا ٱلثِّقَةَ أَنَّهُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ سَتَتَحَقَّقُ ٱلنُّبُوَّةُ ٱلْقَائِلَةُ:‏ «يُشْفِقُ عَلَى ٱلْمِسْكِينِ وَٱلْفَقِيرِ».‏ (‏مز ٧٢:‏١٣‏)‏ فَسَيَعْمَلُ يَسُوعُ بِمَا يُمْلِيهِ عَلَيْهِ قَلْبُهُ مُعِينًا جَمِيعَ ٱلْبَائِسِينَ لِأَنَّ هٰذَا مَا يُرِيدُهُ حَقًّا.‏

‏«قُمْ وَٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱمْشِ»‏

٧،‏ ٨ مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ عِنْدَمَا سَافَرَ مِنَ ٱلْجَلِيلِ إِلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ؟‏

٧ بَعْدَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ مِنْ حَادِثَةِ ٱلْأَبْرَصِ،‏ ٱنْتَقَلَ يَسُوعُ مِنَ ٱلْجَلِيلِ إِلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ لِيُعْلِنَ بِشَارَةَ مَلَكُوتِ ٱللهِ.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ ٱلْآلَافَ تَأَثَّرُوا بِرِسَالَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ لَهُمْ.‏ فَكَانَتْ رَغْبَةُ قَلْبِهِ أَنْ يُبَشِّرَ ٱلْفُقَرَاءَ وَيَكْرِزَ لِلْمَأْسُورِينَ بِٱلْعِتْقِ وَيَعْصِبَ مُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ.‏ —‏ اش ٦١:‏١،‏ ٢؛‏ لو ٤:‏١٨-‏٢١‏.‏

٨ ثُمَّ حَلَّ شَهْرُ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ،‏ فَسَافَرَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيَحْتَفِلَ بِٱلْفِصْحِ إِطَاعَةً لِأَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ وَكَانَتِ ٱلْمَدِينَةُ مُفْعَمَةً بِٱلنَّشَاطِ نَتِيجَةَ تَوَافُدِ ٱلنَّاسِ إِلَيْهَا لِلِٱحْتِفَالِ بِهٰذَا ٱلْعِيدِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَٱلْتَقَى يَسُوعُ هُنَاكَ،‏ شَمَالَ ٱلْهَيْكَلِ بِٱلضَّبْطِ،‏ رَجُلًا مَرِيضًا مُضْطَجِعًا بِٱلْقُرْبِ مِنْ بِرْكَةٍ تُعْرَفُ بِبِرْكَةِ بَيْتَ زَاثَا.‏

٩،‏ ١٠ ‏(‏أ)‏ مَاذَا جَذَبَ ٱلنَّاسَ إِلَى بِرْكَةِ بَيْتَ زَاثَا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ عِنْدَ ٱلْبِرْكَةِ،‏ وَمَاذَا يُعَلِّمُنَا ذٰلِكَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٩ كَانَ عَدَدٌ غَفِيرٌ مِنَ ٱلْمَرْضَى وَٱلْعَاجِزِينَ يَجْتَمِعُونَ عِنْدَ بِرْكَةِ بَيْتَ زَاثَا.‏ وَمَاذَا جَذَبَهُمْ إِلَى هُنَاكَ؟‏ لِسَبَبٍ غَيْرِ مَعْرُوفٍ،‏ ٱعْتَقَدُوا أَنَّ ٱلْمَرِيضَ ٱلَّذِي يَنْزِلُ فِي ٱلْبِرْكَةِ مَتَى ٱضْطَرَبَ ٱلْمَاءُ يُشْفَى عَجَائِبِيًّا.‏ تَخَيَّلِ ٱلْجَوَّ ٱلَّذِي خَيَّمَ عَلَى هٰذَا ٱلْمَكَانِ.‏ فَكَانَ ٱلْمَرْضَى مُثْقَلِينَ بِٱلْغَمِّ وَٱلْيَأْسِ وَٱلْإِحْبَاطِ.‏ وَلٰكِنْ مَا ٱلَّذِي أَخَذَ يَسُوعَ إِلَى هٰذِهِ ٱلْبِرْكَةِ،‏ وَهُوَ إِنْسَانٌ كَامِلٌ لَا يَشْكُو مِنْ مَرَضٍ؟‏ اَلسَّبَبُ هُوَ مَحَبَّتُهُ لِلنَّاسِ.‏ وَهُنَاكَ،‏ ٱقْتَرَبَ مِنْ رَجُلٍ بَدَأَتْ مُعَانَاتُهُ قَبْلَ وِلَادَةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ —‏ اقرأ يوحنا ٥:‏٥-‏٩‏.‏

١٠ تَخَيَّلِ ٱلْيَأْسَ ٱلَّذِي بَانَ فِي عَيْنَيْ هٰذَا ٱلرَّجُلِ حِينَ سَأَلَهُ يَسُوعُ هَلْ يُرِيدُ ٱلتَّعَافِيَ مِنْ مَرَضِهِ.‏ لَقَدْ أَرَادَ أَنْ يُشْفَى،‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ ٱلسَّبِيلُ إِلَى ذٰلِكَ وَلَيْسَ مَنْ يُسَاعِدُهُ عَلَى ٱلنُّزُولِ فِي ٱلْبِرْكَةِ؟‏ عِنْدَئِذٍ أَمَرَهُ يَسُوعُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْمُسْتَحِيلَ،‏ أَيْ أَنْ يَحْمِلَ فِرَاشَهُ وَيَمْشِيَ.‏ وَبِنَاءً عَلَى قَوْلِ يَسُوعَ،‏ حَمَلَ ٱلرَّجُلُ فِرَاشَهُ وَبَدَأَ يَمْشِي.‏ فَيَا لَهَا مِنْ لَمْحَةٍ مُعَزِّيَةٍ عَمَّا سَيَفْعَلُهُ ٱبْنُ ٱللهِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ!‏ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ،‏ تُبْرِزُ هٰذِهِ ٱلْعَجِيبَةُ حَنَانَ يَسُوعَ.‏ فَقَدْ بَحَثَ عَنِ ٱلْمُحْتَاجِينَ.‏ وَيَجِبُ أَنْ يَدْفَعَنَا مِثَالُهُ إِلَى ٱلْبَحْثِ بِٱسْتِمْرَارٍ فِي مُقَاطَعَتِنَا عَنِ ٱلْحَزَانَى ٱلَّذِينَ تُضَايِقُهُمْ كُلُّ ٱلْفَظَائِعِ ٱلَّتِي تَجْرِي عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏

‏«مَنْ لَمَسَ رِدَائِي؟‏»‏

١١ كَيْفَ تُسَلِّطُ مَرْقُس ٥:‏٢٥-‏٣٤ ٱلضَّوْءَ عَلَى مَحَبَّةِ يَسُوعَ لِلْمَرْضَى؟‏

١١ اقرأ مرقس ٥:‏٢٥-‏٣٤‏.‏ كَانَ ٱلْخِزْيُ وَٱلْعَارُ خُبْزَهَا ٱلْيَوْمِيَّ عَلَى مَدَى ١٢ سَنَةً.‏ وَقَدْ نَغَّصَ مَرَضُهَا كُلَّ نَوَاحِي حَيَاتِهَا،‏ حَتَّى عِبَادَتَهَا لِلهِ.‏ وَمَعَ أَنَّهَا «عَانَتْ أَوْجَاعًا كَثِيرَةً مِنْ أَطِبَّاءَ كَثِيرِينَ وَأَنْفَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا»،‏ صَارَتْ إِلَى حَالَةٍ أَسْوَأَ.‏ وَلٰكِنْ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ،‏ لَجَأَتِ ٱلْمَرْأَةُ إِلَى خُطَّةِ شِفَاءٍ أُخْرَى ٱعْتَمَدَ نَجَاحُهَا عَلَى ٱلِٱقْتِرَابِ مِنَ ٱلرَّجُلِ ٱلْمَدْعُوِّ يَسُوعَ.‏ فَشَقَّتْ طَرِيقَهَا بَيْنَ ٱلْجُمُوعِ وَلَمَسَتْ رِدَاءَهُ.‏ (‏لا ١٥:‏١٩،‏ ٢٥‏)‏ وَلَمَّا أَدْرَكَ يَسُوعُ أَنَّ قُوَّةً قَدْ خَرَجَتْ مِنْهُ،‏ سَأَلَ مَنْ لَمَسَهُ.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ «خَرَّتِ [ٱلْمَرْأَةُ] أَمَامَهُ وَقَالَتْ لَهُ ٱلْحَقِيقَةَ كُلَّهَا» وَهِيَ «مُرْتَاعَةٌ وَمُرْتَعِدَةٌ».‏ وَإِذْ عَلِمَ يَسُوعُ أَنَّ أَبَاهُ يَهْوَهَ قَدْ شَفَاهَا،‏ قَالَ لَهَا بِلُطْفٍ:‏ «يَا ٱبْنَةُ،‏ إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ.‏ اِذْهَبِي بِسَلَامٍ،‏ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ مَرَضِكِ ٱلْمُضْنِي».‏

بَرْهَنَ يَسُوعُ مِنْ خِلَالِ عَجَائِبِهِ أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِنَا وَبِمَشَاكِلِنَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١١،‏ ١٢.‏)‏

١٢ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ تَصِفُ يَسُوعَ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ لَنَا؟‏

١٢ يَا لَلُطْفِ يَسُوعَ وَحَنَانِهِ!‏ أَلَا نَطْمَئِنُّ حِينَ نَرَى كَمْ كَانَ عَطُوفًا عَلَى ٱلْمَرْضَى؟‏ فَفِي حِينِ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يُحَاوِلُ إِقْنَاعَنَا أَنَّنَا غَيْرُ مَحْبُوبِينَ وَبِلَا قِيمَةٍ،‏ بَرْهَنَ يَسُوعُ بِوُضُوحٍ مِنْ خِلَالِ عَجَائِبِهِ أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِنَا وَبِمَشَاكِلِنَا.‏ فَيَا لَهُ مِنْ مَلِكٍ وَرَئِيسِ كَهَنَةٍ مُتَعَاطِفٍ!‏ (‏عب ٤:‏١٥‏)‏ وَأَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ لَنَا؟‏ لَيْسَ سَهْلًا أَنْ نَتَقَمَّصَ مَشَاعِرَ مَنْ يُعَانِي مَرَضًا مُزْمِنًا،‏ وَبِٱلْأَخَصِّ إِذَا لَمْ نَمُرَّ بِظَرْفِهِ مِنْ قَبْلُ.‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ تَعَاطَفَ مَعَ ٱلْمَرْضَى مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَخْتَبِرِ ٱلْمَرَضَ قَطُّ.‏ فَلْنَبْذُلْ كُلَّ مَا فِي وِسْعِنَا لِلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِهِ.‏ —‏ ١ بط ٣:‏٨‏.‏

‏«ذَرَفَ يَسُوعُ ٱلدُّمُوعَ»‏

١٣ مَاذَا كَشَفَتْ قِيَامَةُ لِعَازَرَ عَنْ شَخْصِيَّةِ يَسُوعَ؟‏

١٣ تَأَثَّرَ يَسُوعُ فِي ٱلصَّمِيمِ حِينَ رَأَى ٱلْآخَرِينَ يَتَأَلَّمُونَ.‏ فَعِنْدَمَا شَاهَدَ ٱلنَّاسَ يَبْكُونَ عَلَى مَوْتِ صَدِيقِهِ لِعَازَرَ،‏ «أَنَّ .‏ .‏ .‏ وَٱضْطَرَبَ» مَعَ عِلْمِهِ بِأَنَّهُ سَيُقِيمُهُ بَعْدَ قَلِيلٍ.‏ ‏(‏اقرأ يوحنا ١١:‏٣٣-‏٣٦‏.‏)‏ فَهُوَ لَمْ يَخْجَلْ مِنْ إِظْهَارِ مَشَاعِرِهِ أَمَامَ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَمَحَبَّتُهُ ٱلْعَمِيقَةُ لِلِعَازَرَ وَعَائِلَتِهِ دَفَعَتْهُ إِلَى ٱسْتِخْدَامِ قُدْرَةِ ٱللهِ لِإِعَادَةِ صَدِيقِهِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.‏ —‏ يو ١١:‏٤٣،‏ ٤٤‏.‏

١٤،‏ ١٥ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يُظْهِرُ رَغْبَةَ يَهْوَهَ فِي إِزَالَةِ آلَامِ ٱلْبَشَرِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ ٱسْتِخْدَامُ يَسُوعَ لِعِبَارَةِ «ٱلْقُبُورِ ٱلتَّذْكَارِيَّةِ» مُلَائِمٌ جِدًّا؟‏

١٤ تُبَرْهِنُ عَجَائِبُ يَسُوعَ أَنَّ يَهْوَهَ أَيْضًا لَدَيْهِ ٱلرَّغْبَةُ فِي إِزَالَةِ ٱلْأَلَمِ ٱلنَّاجِمِ عَنِ ٱلْمَرَضِ وَٱلْمَوْتِ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَصِفُ يَسُوعَ بِأَنَّهُ «ٱنْعِكَاسُ مَجْدِ [ٱلْخَالِقِ] وَٱلرَّسْمُ ٱلدَّقِيقُ لِذَاتِهِ».‏ (‏عب ١:‏٣‏)‏ وَعَمَّا قَرِيبٍ،‏ سَيُعِيدُ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ كَثِيرِينَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.‏ فَيَسُوعُ قَالَ:‏ «تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ ٱلَّتِي يَسْمَعُ فِيهَا جَمِيعُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْقُبُورِ ٱلتَّذْكَارِيَّةِ صَوْتَهُ فَيَخْرُجُونَ».‏ —‏ يو ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

١٥ إِنَّ ٱسْتِخْدَامَ يَسُوعَ لِعِبَارَةِ «ٱلْقُبُورِ ٱلتَّذْكَارِيَّةِ» مُلَائِمٌ جِدًّا،‏ لِأَنَّ ٱلْقِيَامَةَ تَقْتَضِي أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱللهُ أَدَقَّ ٱلتَّفَاصِيلِ عَنْ كُلِّ أَحِبَّائِنَا ٱلْمَوْتَى،‏ بِمَا فِي ذٰلِكَ ٱلْمِيزَاتُ ٱلطَّبِيعِيَّةُ وَٱلْمُكْتَسَبَةُ.‏ وَهٰذَا لَيْسَ بِمُسْتَحِيلٍ عَلَى ٱللهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ٱلَّذِي أَوْجَدَ ٱلْكَوْنَ بِأَسْرِهِ مِنَ ٱلْعَدَمِ.‏ (‏اش ٤٠:‏٢٦‏)‏ وَيَهْوَهُ لَيْسَ قَادِرًا فَقَطْ أَنْ يَتَذَكَّرَ أَحِبَّاءَنَا ٱلْمَوْتَى،‏ بَلْ رَاغِبٌ فِي ذٰلِكَ أَيْضًا.‏ فَقِيَامَةُ لِعَازَرَ وَغَيْرُهَا مِنَ ٱلْقِيَامَاتِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُبَشِّرُنَا بِمَا سَيَحْدُثُ عَلَى نِطَاقٍ أَوْسَعَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.‏

كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِيكَ عَجَائِبُ يَسُوعَ؟‏

١٦ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ سَيَنَالُهُ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يُحَافِظُونَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمِ ٱلْيَوْمَ؟‏

١٦ إِذَا حَافَظْنَا عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا،‏ فَلَدَيْنَا أَمَلٌ أَنْ نَشْهَدَ إِحْدَى أَعْظَمِ ٱلْعَجَائِبِ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ:‏ عَجِيبَةَ ٱلنَّجَاةِ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ.‏ وَبُعَيْدَ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ،‏ سَيَحْدُثُ ٱلْمَزِيدُ مِنَ ٱلْعَجَائِبِ ٱلَّتِي سَتُعِيدُ ٱلْبَشَرَ إِلَى تَمَامِ ٱلصِّحَّةِ وَٱلْعَافِيَةِ.‏ (‏اش ٣٣:‏٢٤؛‏ ٣٥:‏٥،‏ ٦؛‏ رؤ ٢١:‏٤‏)‏ هَلْ تَتَخَيَّلُ ٱلنَّاسَ وَهُمْ يَرْمُونَ ٱلنَّظَّارَاتِ وَٱلْعِصِيَّ وَٱلْعُكَّازَاتِ وَٱلْكَرَاسِيَ ٱلْمُتَحَرِّكَةَ وَمُسَاعِدَاتِ ٱلسَّمْعِ وَغَيْرَهَا؟‏ فَسَيَمْنَحُ يَهْوَهُ كُلَّ ٱلنَّاجِينَ مِنْ مَعْرَكَةِ هَرْمَجِدُّونَ صِحَّةً سَلِيمَةً.‏ فَأَمَامَهُمْ عَمَلٌ يَقُومُونَ بِهِ:‏ تَحْوِيلُ كَوْكَبِنَا إِلَى فِرْدَوْسٍ عَالَمِيٍّ جَمِيلٍ.‏ —‏ مز ١١٥:‏١٦‏.‏

١٧،‏ ١٨ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا عَجَائِبُ يَسُوعَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ يَجِبُ أَنْ تَبْذُلَ كُلَّ جُهْدِكَ لِتَعِيشَ فِي عَالَمِ ٱللهِ ٱلْجَدِيدِ؟‏

١٧ تُشَجِّعُ عَجَائِبُ يَسُوعَ فِي ٱلْمَاضِي ‹ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ› ٱلْيَوْمَ،‏ فَتُعَزِّزُ رَجَاءَهُمْ أَنْ يُشْفَوْا مِنْ كُلِّ أَمْرَاضِهِمْ.‏ (‏رؤ ٧:‏٩‏)‏ كَمَا تَعْكِسُ هٰذِهِ ٱلْعَجَائِبُ عُمْقَ مَشَاعِرِهِ وَمَدَى مَحَبَّتِهِ لِلْبَشَرِ.‏ (‏يو ١٠:‏١١؛‏ ١٥:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّ حَنَانَ يَسُوعَ يُجَسِّدُ ٱهْتِمَامَ يَهْوَهَ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ خُدَّامِهِ.‏ —‏ يو ٥:‏١٩‏.‏

١٨ إِنَّ ٱلْعَائِلَةَ ٱلْبَشَرِيَّةَ تَئِنُّ وَتَتَوَجَّعُ حَتَّى ٱلْمَوْتِ.‏ (‏رو ٨:‏٢٢‏)‏ لِذٰلِكَ،‏ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى عَالَمِ ٱللهِ ٱلْجَدِيدِ حَيْثُ ٱلشِّفَاءُ ٱلْكَامِلُ ٱلَّذِي وَعَدَنَا بِهِ ٱللهُ.‏ وَ مَلَاخِي ٤:‏٢ تُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّنَا ‹سَنَطْفِرُ كَٱلْعُجُولِ ٱلْمُسَمَّنَةِ› مِنْ شِدَّةِ ٱلْفَرَحِ لِأَنَّنَا شُفِينَا وَتَحَرَّرْنَا مِنَ ٱلنَّقْصِ.‏ وَكَمْ نَتَشَجَّعُ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ عَجَائِبَ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَانَتْ لَمَحَاتٍ عَنِ ٱلرَّاحَةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلَّتِي سَيَنْعَمُ بِهَا ٱلْبَشَرُ قَرِيبًا فِي ظِلِّ ٱلْحُكْمِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ!‏ فَلْيَدْفَعْنَا شُكْرُنَا ٱلْعَمِيقُ لِلهِ وَإِيمَانُنَا ٱلرَّاسِخُ بِوُعُودِهِ إِلَى فِعْلِ مَا بِمَقْدُورِنَا كَيْ نُحْسَبَ أَهْلًا لِلْعَيْشِ فِي ذٰلِكَ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.‏