المسيح هو قدرة الله
«اَلْمَسِيحُ . . . هُوَ قُدْرَةُ ٱللهِ». — ١ كو ١:٢٤.
١ لِمَ قَالَ بُولُسُ إِنَّ «ٱلْمَسِيحَ . . . هُوَ قُدْرَةُ ٱللهِ»؟
أَظْهَرَ يَهْوَهُ قُدْرَتَهُ مِنْ خِلَالِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ بِطَرَائِقَ مُذْهِلَةٍ. فَقَدْ صَنَعَ يَسُوعُ عَجَائِبَ عِنْدَمَا كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَٱلْأَنَاجِيلُ ٱلْأَرْبَعَةُ تُزَوِّدُنَا بِتَفَاصِيلَ مُقَوِّيَةٍ لِلْإِيمَانِ عَنْ بَعْضِ هٰذِهِ ٱلْعَجَائِبِ. (مت ٩:٣٥؛ لو ٩:١١) نَعَمْ، تَجَلَّتْ قُدْرَةُ ٱللهِ فِي يَسُوعَ بِحَيْثُ قَالَ عَنْهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «اَلْمَسِيحُ . . . هُوَ قُدْرَةُ ٱللهِ». (١ كو ١:٢٤) وَلٰكِنْ، كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا عَجَائِبُ يَسُوعَ؟
٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ عَجَائِبِ يَسُوعَ؟
٢ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ إِنَّ عَجَائِبَ يَسُوعَ كَانَتْ «عَلَامَاتٍ». (اع ٢:٢٢) فَٱلْقُوَّاتُ ٱلَّتِي عَمِلَهَا يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ هِيَ لَمْحَةٌ عَمَّا سَيَفْعَلُهُ فِي ظِلِّ حُكْمِهِ كَمَلِكٍ. فَفِي عَالَمِ ٱللهِ ٱلْجَدِيدِ، سَيَصْنَعُ عَجَائِبَ أَعْظَمَ تُفِيدُ جَمِيعَ ٱلْبَشَرِ ٱلسَّاكِنِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، تُسَاعِدُنَا عَجَائِبُ ٱبْنِ ٱللهِ أَنْ نَفْهَمَ ٱلْكَثِيرَ عَنْ شَخْصِيَّتِهِ وَشَخْصِيَّةِ أَبِيهِ. فَلْنُنَاقِشْ بَعْضَهَا وَنَرَ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِي حَيَاتِنَا ٱلْآنَ وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
عَجِيبَةٌ تُعَلِّمُنَا ٱلْكَرَمَ
٣ (أ) مَا ٱلظُّرُوفُ ٱلَّتِي دَفَعَتْ يَسُوعَ إِلَى صُنْعِ أَوَّلِ عَجِيبَةٍ لَهُ؟ (ب) كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْكَرَمِ فِي قَانَا؟
٣ عَمِلَ يَسُوعُ أُولَى عَجَائِبِهِ فِي عُرْسِ قَانَا ٱلْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ بَيْنَ ٱلْمَدْعُوِّينَ. فَلِسَبَبٍ مَا نَفِدَتِ ٱلْخَمْرُ، رُبَّمَا لِأَنَّ عَدَدَ ٱلْحَاضِرِينَ فَاقَ ٱلْمُتَوَقَّعَ. وَكَانَ ٱلتَّقْصِيرُ فِي أَدَاءِ وَاجِبِ ٱلضِّيَافَةِ سَيُسَبِّبُ إِحْرَاجًا شَدِيدًا لِلْعَرُوسَيْنِ. فَأَخْبَرَتْ مَرْيَمُ ٱبْنَهَا بِٱلْأَمْرِ، مُوعِزَةً إِلَيْهِ أَنْ يَمُدَّ يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ. فَلَا بُدَّ أَنَّهَا بَقِيَتْ لِسَنَوَاتٍ تَتَأَمَّلُ فِي كُلِّ ٱلنُّبُوَّاتِ ٱلَّتِي قِيلَتْ عَنِ ٱبْنِهَا، وَعَلِمَتْ أَنَّهُ سَيُدْعَى «ٱبْنَ ٱلْعَلِيِّ». (لو ١:
٤، ٥ (أ) مَاذَا تُعَلِّمُنَا أُولَى عَجَائِبِ يَسُوعَ؟ (ب) مَاذَا تَكْشِفُ لَنَا ٱلْعَجِيبَةُ فِي قَانَا عَنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
٤ زَوَّدَ يَسُوعُ عَجَائِبِيًّا خَمْرًا جَيِّدَةً بِكَمِّيَّةٍ هَائِلَةٍ تَكْفِي عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ ٱلنَّاسِ. فَمَاذَا تُعَلِّمُنَا هٰذِهِ ٱلْعَجِيبَةُ؟ إِنَّهَا تُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ يَسُوعَ وَأَبَاهُ يَهْتَمَّانِ بِمَشَاعِرِ ٱلنَّاسِ، وَأَنَّهُمَا لَيْسَا بَخِيلَيْنِ. تَخَيَّلْ مَا يَعْنِيهِ ذٰلِكَ. فَفِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، سَيُزَوِّدُ يَهْوَهُ بِقُدْرَتِهِ مَأْدُبَةً غَنِيَّةً «لِجَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ» عَلَى ٱلْأَرْضِ. — اقرأ اشعيا ٢٥:٦.
٥ فَعَمَّا قَرِيبٍ، سَيُشْبِعُ يَهْوَهُ حَاجَاتِ وَرَغَبَاتِ ٱلْجَمِيعِ، فَيَتَمَتَّعُ كُلُّ إِنْسَانٍ بِطَعَامٍ مُغَذٍّ وَمَسْكَنٍ جَمِيلٍ. فَلْتَفِضْ قُلُوبُنَا فَرَحًا فِيمَا نَنْتَظِرُ ٱلْخَيْرَاتِ ٱلْوَافِرَةَ ٱلَّتِي سَيُزَوِّدُنَا بِهَا يَهْوَهُ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.
٦ كَيْفَ ٱسْتَخْدَمَ يَسُوعُ قُدْرَتَهُ، وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِهِ؟
٦ مِنَ ٱللَّافِتِ لِلنَّظَرِ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ لَمْ يَسْتَخْدِمْ قُدْرَتَهُ بِطَرِيقَةٍ أَنَانِيَّةٍ. فَعِنْدَمَا قَالَ لَهُ إِبْلِيسُ أَنْ يُحَوِّلَ ٱلْحِجَارَةَ إِلَى أَرْغِفَةِ خُبْزٍ، رَفَضَ ٱسْتِخْدَامَ قُدْرَتِهِ ٱلْعَجَائِبِيَّةِ لِيُشْبِعَ رَغَبَاتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةَ. (مت ٤:
«أَكَلَ ٱلْجَمِيعُ وَشَبِعُوا»
٧ أَيَّةُ ظَاهِرَةٍ سَتَظَلُّ مُشْكِلَةً مَا دَامَ هٰذَا ٱلنِّظَامُ مَوْجُودًا؟
٧ لَيْسَ ٱلْفَقْرُ بِظَاهِرَةٍ جَدِيدَةٍ. فَقَدْ قَالَ يَهْوَهُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا إِنَّ ٱلْفُقَرَاءَ لَنْ يَنْعَدِمُوا مِنَ ٱلْأَرْضِ. (تث ١٥:١١) وَبَعْدَ قُرُونٍ، ذَكَرَ يَسُوعُ: «اَلْفُقَرَاءُ عِنْدَكُمْ كُلَّ حِينٍ». (مت ٢٦:١١) فَهَلْ عَنَى يَسُوعُ أَنَّ ٱلْأَرْضَ لَنْ تَخْلُوَ أَبَدًا مِنَ ٱلْفُقَرَاءِ؟ كَلَّا، بَلْ عَنَى أَنَّ مُشْكِلَةَ ٱلْفَقْرِ سَتَظَلُّ مَوْجُودَةً مَا دُمْنَا نَعِيشُ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْفَاسِدِ هٰذَا. لِذَا، كَمْ نَتَعَزَّى حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ عَجَائِبَ يَسُوعَ هِيَ بِمَثَابَةِ عَلَامَاتٍ تُبَشِّرُ بِمَجِيءِ أَوْقَاتٍ أَفْضَلَ فِي ظِلِّ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ، حِينَ سَيَأْكُلُ ٱلْجَمِيعُ وَيَشْبَعُونَ!
٨، ٩ (أ) مَا ٱلظُّرُوفُ ٱلَّتِي دَفَعَتْ يَسُوعَ أَنْ يُطْعِمَ عَجَائِبِيًّا آلَافَ ٱلنَّاسِ؟ (ب) كَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ هٰذِهِ ٱلْعَجِيبَةِ؟
٨ كَتَبَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ عَنْ يَهْوَهَ: «تَفْتَحُ يَدَكَ فَتُشْبِعُ رَغْبَةَ كُلِّ حَيٍّ». (مز ١٤٥:١٦) وَتَمَثُّلًا بِٱلْآبِ، غَالِبًا مَا فَتَحَ ‹ٱلْمَسِيحُ، قُدْرَةُ ٱللهِ›، يَدَهُ وَأَشْبَعَ رَغَبَاتِ أَتْبَاعِهِ. وَلَمْ يَكُنْ ذٰلِكَ ٱسْتِعْرَاضًا لِقُدْرَتِهِ. فَمَا دَفَعَهُ هُوَ ٱهْتِمَامُهُ ٱلْحَقِيقِيُّ بِٱلْآخَرِينَ. فَلْنَتَأَمَّلْ كَيْفَ يَظْهَرُ ذٰلِكَ فِي ٱلْحَادِثَةِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي مَتَّى ١٤:
٩ أَطْعَمَ يَسُوعُ حَوَالَيْ خَمْسَةِ آلَافِ رَجُلٍ، مَا عَدَا ٱلنِّسَاءَ وَٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ، بِخَمْسَةِ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ! أَفَلَا نَتَأَثَّرُ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَ بِهَا يَسُوعُ قُدْرَتَهُ ٱلْعَجَائِبِيَّةَ لِيَهْتَمَّ بِٱلْعَائِلَاتِ، بِمَنْ فِيهَا ٱلْأَوْلَادُ؟ فَٱلرِّوَايَةُ تَقُولُ إِنَّ ٱلْجُمُوعَ ‹أَكَلُوا وَشَبِعُوا›، مَا يَدُلُّ أَنَّهُ كَانَتْ هُنَاكَ وَفْرَةٌ مِنَ ٱلطَّعَامِ. فَيَسُوعُ لَمْ يُقَدِّمْ لِلْجُمُوعِ ٱلْقَلِيلَ مِنْ كِسَرِ ٱلْخُبْزِ، بَلْ زَوَّدَهُمْ بِوَجْبَةٍ تَسْنُدُ قُلُوبَهُمْ أَثْنَاءَ ٱلرِّحْلَةِ ٱلطَّوِيلَةِ ٱلَّتِي كَانُوا سَيَقُومُونَ بِهَا لِلْعَوْدَةِ إِلَى بُيُوتِهِمْ. (لو ٩:
١٠ مَاذَا سَيَحْدُثُ بِٱلْفَقْرِ عَمَّا قَرِيبٍ؟
١٠ مِنَ ٱلْمُحْزِنِ أَنَّ مِئَاتِ ٱلْمَلَايِينِ مِنَ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ يَفْتَقِرُونَ إِلَى ٱلْحَاجَاتِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ بِسَبَبِ حُكْمِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلظَّالِمِ. حَتَّى إِنَّ بَعْضَ إِخْوَتِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَأْكُلُوا حَتَّى ‹ٱلشَّبَعِ›. وَلٰكِنْ، عَمَّا قَرِيبٍ، سَيَتَمَتَّعُ ٱلْبَشَرُ ٱلطَّائِعُونَ بِٱلْعَيْشِ فِي عَالَمٍ خَالٍ مِنَ ٱلْفَسَادِ وَٱلْفَقْرِ. فَكِّرْ فِي مَا يَلِي. إِذَا كُنْتَ تَمْتَلِكُ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى سَدِّ حَاجَاتِ ٱلْبَشَرِ، أَفَلَا تَفْعَلُ ذٰلِكَ؟ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى ٱللهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؟! إِنَّهُ يَمْتَلِكُ ٱلْقُدْرَةَ وَٱلرَّغْبَةَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ لِيُشْبِعَ حَاجَاتِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. وَهُوَ يَعِدُنَا بِفِعْلِ ذٰلِكَ فِي ٱلْقَرِيبِ ٱلْعَاجِلِ! — اقرإ المزمور ٧٢:١٦.
١١ لِمَ أَنْتَ عَلَى ٱقْتِنَاعٍ بِأَنَّ ٱلْمَسِيحَ سَيَسْتَخْدِمُ قُدْرَتَهُ عَلَى نِطَاقٍ عَالَمِيٍّ، وَإِلَامَ يَدْفَعُكَ ذٰلِكَ؟
١١ شَمَلَتْ عَجَائِبُ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ مُقَاطَعَةً صَغِيرَةً نِسْبِيًّا طِيلَةَ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ وَنِصْفٍ فَقَطْ. (مت ١٥:٢٤) أَمَّا فِي مُلْكِهِ ٱلْمَجِيدِ، فَسَتَتَوَسَّعُ مُقَاطَعَتُهُ لِتَشْمُلَ كُلَّ ٱلْأَرْضِ طِيلَةَ ١٬٠٠٠ سَنَةٍ. (مز ٧٢:٨) وَتُؤَكِّدُ لَنَا عَجَائِبُهُ أَنَّهُ يُرِيدُ ٱسْتِخْدَامَ قُدْرَتِهِ لِخَيْرِنَا. فَإِلَامَ يَدْفَعُنَا ذٰلِكَ؟ نَحْنُ لَا نَسْتَطِيعُ صُنْعَ ٱلْعَجَائِبِ، وَلٰكِنْ بِمَقْدُورِنَا ٱسْتِغْلَالُ وَقْتِنَا وَطَاقَتِنَا كَيْ نَلْفِتَ ٱنْتِبَاهَ ٱلْجَمِيعِ إِلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلزَّاهِرِ ٱلَّذِي تُبَشِّرُنَا بِهِ كَلِمَةُ ٱللهِ. أَفَلَا نَشْعُرُ كَشُهُودٍ مُنْتَذِرِينَ لِيَهْوَهَ أَنَّنَا مَدْيُونُونَ لِلنَّاسِ بِأَنْ نُوصِلَ إِلَيْهِمْ هٰذِهِ ٱلْمَعْرِفَةَ ٱلثَّمِينَةَ عَنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟ (رو ١:
اَلسَّيْطَرَةُ عَلَى قِوَى ٱلطَّبِيعَةِ
١٢ لِمَ نَحْنُ عَلَى ثِقَةٍ بِأَنَّ يَسُوعَ يَفْهَمُ كَامِلًا أَنْظِمَةَ ٱلْأَرْضِ ٱلْبِيئِيَّةَ؟
١٢ عِنْدَمَا خَلَقَ ٱللهُ ٱلْأَرْضَ وَكُلَّ مَا عَلَيْهَا، كَانَ ٱبْنُهُ ٱلْوَحِيدُ بِجَانِبِهِ «عَامِلًا مَاهِرًا». (ام ٨:
١٣، ١٤ أَيُّ مِثَالٍ يُظْهِرُ أَنَّ بِإِمْكَانِ يَسُوعَ ٱلتَّحَكُّمَ فِي قِوَى ٱلطَّبِيعَةِ؟
١٣ حِينَ كَانَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، أَظْهَرَ أَنَّهُ «قُدْرَةُ ٱللهِ» بِٱلسَّيْطَرَةِ عَلَى قِوَى ٱلطَّبِيعَةِ. لَاحِظْ مَثَلًا كَيْفَ سَيْطَرَ عَلَى عَاصِفَةِ رِيحٍ هَدَّدَتْ حَيَاةَ تَلَامِيذِهِ. (اقرأ مرقس ٤:
١٤ تَخَيَّلِ ٱلْمَشْهَدَ: اَلْأَمْوَاجُ تَلْطِمُ ٱلْمَرْكَبَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَتَقْذِفُ فِيهِ رَذَاذَهَا وَزَبَدَهَا. لٰكِنَّ يَسُوعَ، عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ وَلْوَلَةِ ٱلْعَاصِفَةِ وَتَخَبُّطِ ٱلْمَرْكَبِ بِعُنْفٍ، يَبْقَى غَارِقًا فِي ٱلنَّوْمِ. فَقَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ ٱلتَّعَبُ نَتِيجَةَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، وَجَسَدُهُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلرَّاحَةِ. فَيَهْرَعُ ٱلتَّلَامِيذُ إِلَيْهِ خَائِفِينَ وَيُوقِظُونَهُ قَائِلِينَ: «نَكَادُ نَهْلِكُ!». (مت ٨:٢٥) وَإِذْ يَنْهَضُ يَسُوعُ، يَنْتَهِرُ ٱلرِّيحَ وَيَأْمُرُ ٱلْبَحْرَ قَائِلًا: «صَهْ! اِهْدَأْ!». (مر ٤:٣٩) فَتَهْدَأُ ٱلْعَاصِفَةُ ٱلْهَوْجَاءُ ‹وَيَسُودُ سُكُونٌ عَظِيمٌ›. فَيَا لَهُ مِنْ مِثَالٍ يُظْهِرُ قُدْرَةَ يَسُوعَ عَلَى ٱلتَّحَكُّمِ فِي قِوَى ٱلطَّبِيعَةِ!
١٥ كَيْفَ بَرْهَنَ ٱللهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ أَنَّهُ يَسْتَطِيعُ ٱلسَّيْطَرَةَ عَلَى قِوَى ٱلطَّبِيعَةِ؟
١٥ إِنَّ مَصْدَرَ قُدْرَةِ ٱلْمَسِيحِ هُوَ يَهْوَهُ نَفْسُهُ. وَهٰذَا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ ٱللهَ ٱلْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يَسْتَطِيعُ ٱلتَّحَكُّمَ فِي قِوَى ٱلطَّبِيعَةِ. وَإِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ. قَالَ يَهْوَهُ قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ: «بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ أَيْضًا أُمْطِرُ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً». (تك ٧:٤) وَنَقْرَأُ فِي ٱلْخُرُوج ١٤:٢١: «دَفَعَ يَهْوَهُ ٱلْبَحْرَ إِلَى ٱلْوَرَاءِ بِرِيحٍ شَرْقِيَّةٍ قَوِيَّةٍ». كَمَا تَذْكُرُ ٱلْآيَةُ فِي يُونَان ١:٤: «أَرْسَلَ يَهْوَهُ رِيحًا عَاتِيَةً عَلَى ٱلْبَحْرِ، فَكَانَتْ عَاصِفَةٌ هَوْجَاءُ شَدِيدَةٌ عَلَى ٱلْبَحْرِ. وَأَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَادَتْ تَتَحَطَّمُ». أَلَا نَطْمَئِنُّ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْتَطِيعُ ٱلسَّيْطَرَةَ عَلَى قِوَى ٱلطَّبِيعَةِ؟ فَمُسْتَقْبَلُ كَوْكَبِ ٱلْأَرْضِ هُوَ فِي أَيْدٍ أَمِينَةٍ.
١٦ لِمَ نَشْعُرُ بِٱلرَّاحَةِ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ خَالِقَنَا وَٱبْنَهُ ٱلْبِكْرَ قَادِرَانِ عَلَى ٱلتَّحَكُّمِ فِي قِوَى ٱلطَّبِيعَةِ؟
١٦ كَمْ نَشْعُرُ بِٱلرَّاحَةِ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي عَظَمَةِ قُدْرَةِ خَالِقِنَا وَٱبْنِهِ ‹ٱلْعَامِلِ ٱلْمَاهِرِ›! فَعِنْدَمَا يُولِيَانِ ٱلْأَرْضَ ٱنْتِبَاهَهُمَا مُدَّةَ ١٬٠٠٠ سَنَةٍ، سَيَنْعَمُ جَمِيعُ ٱلنَّاسِ بِٱلْأَمَانِ. وَلَنْ تُرْعِبَنَا أَيَّةُ أَعَاصِيرَ أَوْ بَرَاكِينَ أَوْ زَلَازِلَ أَوْ مَوْجَاتِ تُسُونَامِي فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، لِأَنَّ ٱلْكَوَارِثَ رؤ ٢١:
تَمَثَّلْ بِٱللهِ وَٱلْمَسِيحِ
١٧ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِٱللهِ وَٱلْمَسِيحِ؟
١٧ لَا شَكَّ أَنَّنَا، بِخِلَافِ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ، لَيْسَ بِمَقْدُورِنَا مَنْعُ ٱلْكَوَارِثِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ. لٰكِنَّنَا نَمْلِكُ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى فِعْلِ شَيْءٍ آخَرَ تَطْبِيقًا لِلْآيَةِ فِي ٱلْأَمْثَال ٣:٢٧. (اقرأها.) فَحِينَ يُوَاجِهُ إِخْوَتُنَا ٱلْمَصَاعِبَ، يُمْكِنُنَا أَنْ نُسَاهِمَ فِي إِغَاثَتِهِمْ وَتَعْزِيَتِهِمْ وَدَعْمِهِمْ عَاطِفِيًّا وَرُوحِيًّا. (ام ١٧:١٧) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يُمْكِنُنَا أَنْ نُسَاعِدَهُمْ عَلَى بَلْسَمَةِ جِرَاحِهِمْ إِثْرَ كَارِثَةٍ طَبِيعِيَّةٍ. لَاحِظْ تَعَابِيرَ ٱلشُّكْرِ ٱلصَّادِقَةَ ٱلَّتِي تَلَفَّظَتْ بِهَا أَرْمَلَةٌ بَعْدَمَا خَرَّبَ إِعْصَارٌ بَيْتَهَا: «أَنَا شَاكِرَةٌ جِدًّا لِيَهْوَهَ أَنِّي جُزْءٌ مِنْ هَيْئَتِهِ، لَيْسَ بِسَبَبِ مَا تَلَقَّيْتُهُ مِنْ دَعْمٍ لِتَأْمِينِ حَاجَاتِي ٱلْمَادِّيَّةِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا بِسَبَبِ ٱلدَّعْمِ ٱلرُّوحِيِّ». وَثَمَّةَ أُخْتٌ عَازِبَةٌ شَعَرَتْ بِٱلْإِحْبَاطِ بَعْدَمَا دَمَّرَتْ عَاصِفَةٌ مَنْزِلَهَا. وَبَعْدَ أَنْ سَاعَدَهَا ٱلْإِخْوَةُ عَلَى إِصْلَاحِهِ قَالَتْ: «مَا مِنْ كَلِمَاتٍ تَصِفُ مَشَاعِرِي. لِسَانِي عَاجِزٌ عَنِ ٱلتَّعْبِيرِ . . . شُكْرًا يَا يَهْوَهُ!». حَقًّا، يَا لَسَعَادَتِنَا لِأَنَّنَا نَنْتَمِي إِلَى مَعْشَرِ إِخْوَةٍ يَهْتَمُّ أَفْرَادُهُ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَاجَاتِ ٱلْآخَرِ! لٰكِنَّنَا شَاكِرُونَ بِٱلْأَكْثَرِ عَلَى أَنَّ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ يَهْتَمَّانِ بِنَا ٱهْتِمَامًا حَقِيقِيًّا.
١٨ مَاذَا يُؤَثِّرُ فِيكَ حِينَ تُفَكِّرُ فِي مَا دَفَعَ يَسُوعَ إِلَى صُنْعِ ٱلْعَجَائِبِ؟
١٨ لَقَدْ بَرْهَنَ يَسُوعُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ أَنَّهُ «قُدْرَةُ ٱللهِ». لٰكِنَّهُ لَمْ يَسْتَخْدِمْ قُدْرَتَهُ قَطُّ لِيُبْهِرَ ٱلْآخَرِينَ أَوْ يُحَقِّقَ رَغَبَاتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةَ. فَعَجَائِبُهُ تَكْشِفُ مَحَبَّتَهُ لِلْعَائِلَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ. وَهٰذَا مَا سَنَرَاهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.