«زِدنا ايمانا»
«أَعِنِّي حَيْثُ أَحْتَاجُ إِلَى ٱلْإِيمَانِ!». — مر ٩:٢٤.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٨١، ١٣٥
١ مَا أَهَمِّيَّةُ ٱلْإِيمَانِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
‹هَلْ يَجِدُنِي يَهْوَهُ أَهْلًا لِلنَّجَاةِ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟›. لَرُبَّمَا رَاوَدَكَ يَوْمًا هٰذَا ٱلسُّؤَالُ. وَقَدْ أَشَارَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى أَحَدِ أَهَمِّ ٱلْمُؤَهِّلَاتِ، قَائِلًا: «بِدُونِ إِيمَانٍ يَسْتَحِيلُ إِرْضَاؤُهُ». (عب ١١:٦) صَحِيحٌ أَنَّ ذٰلِكَ يَبْدُو فِي غَايَةِ ٱلْبَسَاطَةِ، لٰكِنَّ ٱلْحَقِيقَةَ هِيَ أَنَّ «ٱلْإِيمَانَ لَيْسَ لِجَمِيعِ ٱلنَّاسِ». (٢ تس ٣:٢) وَهَاتَانِ ٱلْآيَتَانِ تُظْهِرَانِ لَنَا كَمْ مُهِمٌّ أَنْ نُنَمِّيَ إِيمَانًا قَوِيًّا.
٢، ٣ (أ) كَيْفَ أَبْرَزَ بُطْرُسُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْإِيمَانِ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا ٱلْآنَ؟
٢ أَبْرَزَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ أَيْضًا أَهَمِّيَّةَ ٱلْإِيمَانِ. فَقَدْ قَالَ إِنَّ ٱلْإِيمَانَ ٱلْمُمْتَحَنَ «يَكُونُ سَبَبًا لِلْمَدْحِ وَٱلْمَجْدِ وَٱلْكَرَامَةِ عِنْدَ ٱلْكَشْفِ عَنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ». (اقرأ ١ بطرس ١:٧.) وَبِمَا أَنَّ ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ بَاتَ وَشِيكًا، أَفَلَا يَجِبُ أَنْ نَتَحَلَّى بِإِيمَانٍ قَوِيٍّ يُؤَهِّلُنَا لِنَيْلِ ٱلْمَدْحِ مِنْ مَلِكِنَا يَسُوعَ عِنْدَ ٱلْكَشْفِ عَنْهُ؟ فَمَا مِنْ شَكٍّ أَنَّنَا نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ «مِمَّنْ لَهُمْ إِيمَانٌ لِٱسْتِحْيَاءِ ٱلنَّفْسِ». (عب ١٠:٣٩) لِذٰلِكَ، بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَسْأَلَ ٱللهَ مَا سَأَلَهُ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي قَالَ لِيَسُوعَ: «أَعِنِّي حَيْثُ أَحْتَاجُ إِلَى ٱلْإِيمَانِ!». (مر ٩:٢٤) أَوْ يُمْكِنُ أَنْ نَلْتَمِسَ قَائِلِينَ: «زِدْنَا إِيمَانًا»، مِثْلَمَا فَعَلَ رُسُلُ ٱلْمَسِيحِ. — لو ١٧:٥.
٣ وَبِٱلنَّظَرِ لِحَاجَتِنَا إِلَى زِيَادَةِ إِيمَانِنَا، سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلتَّالِيَةَ: كَيْفَ نُقَوِّي إِيمَانَنَا؟ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّ لَنَا إِيمَانًا حَيًّا؟ وَمَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْتَجِيبُ لَنَا حِينَ نَطْلُبُ مِنْهُ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْإِيمَانِ؟
تَنْمِيَةُ ٱلْإِيمَانِ ٱلَّذِي يُرِيدُهُ ٱللهُ
٤ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ تَدْفَعُنَا إِلَى تَعْزِيزِ إِيمَانِنَا؟
٤ بِمَا أَنَّ «كُلَّ مَا كُتِبَ مِنْ قَبْلُ كُتِبَ لِإِرْشَادِنَا»، فَبِإِمْكَانِنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ مِنْ أَمْثِلَةِ أَشْخَاصٍ كَثِيرِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱتَّصَفُوا بِٱلْإِيمَانِ. (رو ١٥:٤) فَعِنْدَمَا نَقْرَأُ عَنْ أَشْخَاصٍ مِثْلِ إِبْرَاهِيمَ، سَارَةَ، إِسْحَاقَ، يَعْقُوبَ، مُوسَى، رَاحَابَ، جِدْعُونَ، بَارَاقَ، وَكَثِيرِينَ غَيْرِهِمْ، نَنْدَفِعُ إِلَى فَحْصِ إِيمَانِنَا. (عب ١١:٣٢-٣٥) بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، عِنْدَمَا نَقْرَأُ ٱخْتِبَارَاتٍ عَصْرِيَّةً عَنْ إِخْوَةٍ وَأَخَوَاتٍ لَنَا أَعْرَبُوا عَنْ إِيمَانٍ مَتِينٍ، نَنْدَفِعُ إِلَى بَذْلِ كُلِّ جُهْدِنَا لِتَرْسِيخِ إِيمَانِنَا. *
٥ كَيْفَ أَظْهَرَ إِيلِيَّا أَنَّ إِيمَانَهُ بِيَهْوَهَ قَوِيٌّ، وَعَلَامَ يَحْمِلُنَا مِثَالُهُ؟
٥ إِنَّ أَحَدَ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْوَارِدَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هُوَ مِثَالُ ٱلنَّبِيِّ إِيلِيَّا. تَأَمَّلْ فِي ٱلْحَوَادِثِ ٱلتَّالِيَةِ ٱلَّتِي تَكْشِفُ عَنْ ثِقَتِهِ ٱلْمُطْلَقَةِ بِيَهْوَهَ. فَعِنْدَمَا أَعْلَمَ هٰذَا ٱلنَّبِيُّ ٱلْمَلِكَ أَخْآبَ بِنِيَّةِ يَهْوَهَ أَنْ يَجْلُبَ جَفَافًا، أَعْلَنَ بِثِقَةٍ: «حَيٌّ هُوَ يَهْوَهُ . . . إِنَّهُ لَنْ يَكُونَ . . . نَدًى وَلَا مَطَرٌ إِلَّا عِنْدَ قَوْلِ كَلِمَتِي». (١ مل ١٧:١) وَقَدْ آمَنَ إِيلِيَّا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعِيلُهُ هُوَ وَغَيْرَهُ خِلَالَ فَتْرَةِ ٱلْجَفَافِ. (١ مل ١٧:٤، ٥، ١٣، ١٤) كَمَا كَانَ وَاثِقًا بِقُدْرَةِ يَهْوَهَ عَلَى إِقَامَةِ ٱبْنِ ٱلْأَرْمَلَةِ مِنَ ٱلْمَوْتِ. (١ مل ١٧:٢١) وَلَمْ يَكُنْ لَدَيْهِ أَدْنَى شَكٍّ فِي أَنَّ يَهْوَهَ سَيُرْسِلُ نَارًا لِتَأْكُلَ ٱلذَّبِيحَةَ عَلَى جَبَلِ ٱلْكَرْمَلِ. (١ مل ١٨:٢٤، ٣٧) وَعِنْدَمَا قَرَّرَ يَهْوَهُ أَنْ يُنْهِيَ فَتْرَةَ ٱلْجَفَافِ، قَالَ إِيلِيَّا لِأَخْآبَ حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ أَيُّ دَلِيلٍ عَلَى هُطُولِ ٱلْمَطَرِ: «اِصْعَدْ كُلْ وَٱشْرَبْ، لِأَنَّهُ صَوْتُ دَوِيِّ وَابِلٍ مِنَ ٱلْمَطَرِ». (١ مل ١٨:٤١) أَفَلَا تَحْمِلُنَا هٰذِهِ ٱلْحَوَادِثُ عَلَى فَحْصِ إِيمَانِنَا لِنَرَى هَلْ هُوَ بِقُوَّةِ إِيمَانِهِ؟
كَيْفَ نُقَوِّي إِيمَانَنَا؟
٦ أَيُّ أَمْرٍ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَيْهِ مِنْ يَهْوَهَ لِنُقَوِّيَ إِيمَانَنَا؟
٦ لَيْسَ بِمَقْدُورِنَا أَنْ نُنَمِّيَ إِيمَانَنَا بِقُوَّتِنَا ٱلْخَاصَّةِ. فَنَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ، لِأَنَّ ٱلْإِيمَانَ هُوَ أَحَدُ أَوْجُهِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ. (غل ٥:٢٢) لِذَا، مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَتَّبِعَ مَشُورَةَ يَسُوعَ وَنُصَلِّيَ أَنْ يُعْطِيَنَا ٱللهُ ٱلْمَزِيدَ مِنْ رُوحِهِ، لِأَنَّ يَسُوعَ أَكَّدَ أَنَّ يَهْوَهَ «يُعْطِي رُوحًا قُدُسًا لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ». — لو ١١:١٣.
٧ أَوْضِحْ كَيْفَ نُبْقِي إِيمَانَنَا قَوِيًّا.
٧ بَعْدَ أَنْ يَتَرَسَّخَ إِيمَانُنَا، يَلْزَمُ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي تَغْذِيَتِهِ. فَإِيمَانُنَا أَشْبَهُ بِٱلنَّارِ ٱلَّتِي نُشْعِلُهَا فِي ٱلْحَطَبِ. فَهِيَ فِي ٱلْبِدَايَةِ تَتَأَجَّجُ وَتَنْبَعِثُ مِنْهَا أَلْسِنَةُ ٱللَّهَبِ. أَمَّا إِذَا لَمْ نَزِدْهَا حَطَبًا، فَسَتَخْمُدُ أَخِيرًا وَتَصِيرُ جَمْرًا حَارًّا، وَٱلْجَمْرُ إِذَا تُرِكَ أَصْبَحَ رَمَادًا بَارِدًا. وَلٰكِنْ، إِذَا غَذَّيْنَا ٱلنَّارَ بِٱسْتِمْرَارٍ بِٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْحَطَبِ، فَلَنْ تَنْطَفِئَ أَبَدًا. بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ، يُمْكِنُ أَنْ
نُبْقِيَ إِيمَانَنَا قَوِيًّا إِذَا تَغَذَّيْنَا بِٱسْتِمْرَارٍ بِكَلِمَةِ ٱللهِ. فَعِنْدَمَا نَقْرَأُ وَنَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَوْمِيًّا، نُنَمِّي مَحَبَّةً عَمِيقَةً لِيَهْوَهَ وَكَلِمَتِهِ. وَنَتِيجَةَ ذٰلِكَ، نَتَمَكَّنُ مِنْ زِيَادَةِ إِيمَانِنَا.٨ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى تَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَيْهِ؟
٨ وَهَلْ مِنْ أُمُورٍ أُخْرَى تُسَاعِدُنَا عَلَى تَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَيْهِ؟ عَلَيْنَا أَلَّا نَكْتَفِيَ بِمَا تَعَلَّمْنَاهُ قَبْلَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ. (عب ٦:١، ٢) بِٱلْأَحْرَى، لِنَتَمَعَّنْ بِٱسْتِمْرَارٍ فِي نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي تَحَقَّقَتْ، لِأَنَّهَا تُشَكِّلُ أُسُسًا مَتِينَةً تُوَطِّدُ إِيمَانَنَا. وَبِإِمْكَانِنَا أَيْضًا أَنْ نَفْحَصَ إِيمَانَنَا عَلَى مِحَكِّ كَلِمَةِ ٱللهِ لِنَرَى هَلْ يُطَابِقُ مُوَاصَفَاتِ ٱلْإِيمَانِ ٱلْقَوِيِّ. — اقرأ يعقوب ١:٢٥؛ ٢:٢٤، ٢٦.
٩، ١٠ كَيْفَ يَتَقَوَّى إِيمَانُنَا مِنْ خِلَالِ (أ) ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلْجَيِّدَةِ؟ (ب) ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟ (ج) خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ؟
٩ لَقَدْ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِنَّ بِإِمْكَانِنَا أَنْ «نَتَبَادَلَ ٱلتَّشْجِيعَ . . . كُلُّ وَاحِدٍ بِإِيمَانِ ٱلْآخَرِ». (رو ١:١٢) فَعِنْدَمَا نُعَاشِرُ إِخْوَانَنَا، وَلَا سِيَّمَا ٱلَّذِينَ بَرْهَنُوا أَنَّ إِيمَانَهُمْ «مُمْتَحَنٌ»، نَبْنِي وَاحِدُنَا إِيمَانَ ٱلْآخَرِ. (يع ١:٣) فَٱلْمُعَاشَرَاتُ ٱلْجَيِّدَةُ تُقَوِّي ٱلْإِيمَانَ، أَمَّا ٱلرَّدِيئَةُ فَتَهْدِمُهُ. (١ كو ١٥:٣٣) مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ يُوصِينَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَلَّا نَتْرُكَ «ٱجْتِمَاعَنَا». فَهُنَاكَ ‹نُشَجِّعُ بَعْضُنَا بَعْضًا›. (اقرإ العبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥.) كَمَا أَنَّ مَوَادَّ ٱلِٱجْتِمَاعِ بِحَدِّ ذَاتِهَا تُقَوِّي ٱلْإِيمَانَ. وَهٰذَا يَنْسَجِمُ مَعَ مَا قَالَهُ بُولُسُ: «اَلْإِيمَانُ يَلِي ٱلسَّمَاعَ». (رو ١٠:١٧) فَهَلْ حُضُورُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ جُزْءٌ لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ حَيَاتِنَا؟
١٠ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، يَنْمُو إِيمَانُنَا حِينَ نُشَارِكُ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. فَعَلَى غِرَارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ، نَتَعَلَّمُ أَنْ نَضَعَ كَامِلَ ثِقَتِنَا فِي يَهْوَهَ وَأَنْ نَتَكَلَّمَ بِجُرْأَةٍ فِي أَيِّ ظَرْفٍ كَانَ. — اع ٤:١٧-٢٠؛ ١٣:٤٦.
١١ لِمَ ٱمْتَلَكَ كَالِبُ وَيَشُوعُ إِيمَانًا قَوِيًّا، وَكَيْفَ يَنْمُو إِيمَانُنَا نَحْنُ أَيْضًا؟
١١ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، يَنْمُو إِيمَانُنَا حِينَ نَرَى كَيْفَ يَدْعَمُنَا يَهْوَهُ فِي حَيَاتِنَا وَكَيْفَ يَسْتَجِيبُ لِصَلَوَاتِنَا. وَهٰذَا مَا حَصَلَ مَعَ كَالِبَ وَيَشُوعَ. فَقَدْ كَانَ لَدَيْهِمَا إِيمَانٌ بِيَهْوَهَ حِينَ تَجَسَّسَا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ. لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْإِيمَانَ قَوِيَ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ وَنَمَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ كُلَّمَا لَمَسَا تَوْجِيهَ يَهْوَهَ فِي مُخْتَلِفِ مَرَاحِلِ حَيَاتِهِمَا. فَلَا عَجَبَ أَنْ قَالَ يَشُوعُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِكُلِّ ثِقَةٍ: «لَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ جَمِيعِ ٱلْكَلَامِ ٱلصَّالِحِ ٱلَّذِي كَلَّمَكُمْ بِهِ يَهْوَهُ إِلٰهُكُمْ». ثُمَّ أَضَافَ لَاحِقًا: «وَٱلْآنَ خَافُوا يَهْوَهَ وَٱخْدُمُوهُ بِلَا عَيْبٍ وَبِٱلْحَقِّ . . . أَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَخْدُمُ يَهْوَهَ». (يش ٢٣:١٤؛ ٢٤:١٤، ١٥) نَحْنُ أَيْضًا يُمْكِنُنَا أَنْ نُنَمِّيَ قَنَاعَةً كَهٰذِهِ حِينَمَا نَذُوقُ مَا أَطْيَبَ يَهْوَهَ. — مز ٣٤:٨.
كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّ لَنَا إِيمَانًا حَيًّا؟
١٢ كَيْفَ نُبَرْهِنُ أَنَّ إِيمَانَنَا حَيٌّ؟
١٢ يَقُولُ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ: «أَنَا أُرِيكَ إِيمَانِي بِأَعْمَالِي». (يع ٢:١٨) فَلْنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي أَمْثِلَةٍ تُظْهِرُ كَيْفَ نُرِي إِيمَانَنَا بِأَعْمَالِنَا.
١٣ كَيْفَ يَكُونُ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ دَلِيلًا عَلَى إِيمَانِنَا؟
١٣ إِنَّ ٱلْمُشَارَكَةَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ طَرِيقَةٌ رَائِعَةٌ نُبَرْهِنُ بِهَا أَنَّ إِيمَانَنَا حَيٌّ. ذٰلِكَ أَنَّ هٰذَا ٱلْعَمَلَ حب ٢:٣) وَعَلَيْهِ، فَإِنَّ مَدَى ٱجْتِهَادِنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ هُوَ مِحَكٌّ لِإِيمَانِنَا. فَهَلْ نَبْذُلُ كُلَّ طَاقَتِنَا لِإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنِ ٱللهِ؟ وَهَلْ نَبْحَثُ عَنْ طَرَائِقَ لِنُوَسِّعَ خِدْمَتَنَا؟ (٢ كو ١٣:٥) فَٱلْقِيَامُ «بِإِعْلَانٍ جَهْرِيٍّ لِلْخَلَاصِ» طَرِيقَةٌ فَعَّالَةٌ نُظْهِرُ بِهَا أَنَّ إِيمَانَنَا حَيٌّ. — اقرأ روما ١٠:١٠.
يَتَطَلَّبُ ٱلْإِيمَانَ بِأَنَّ ٱلنِّهَايَةَ قَرِيبَةٌ وَأَنَّهَا «لَنْ تَتَأَخَّرَ». (١٤، ١٥ (أ) كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ فِي وَجْهِ تَحَدِّيَاتِ ٱلْحَيَاةِ؟ (ب) اِرْوِ ٱخْتِبَارًا يُظْهِرُ كَيْفَ يَكُونُ ٱلْإِيمَانُ حَيًّا بِٱلْأَعْمَالِ.
١٤ وَيَظْهَرُ أَيْضًا إِيمَانُنَا بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي نُجَابِهُ بِهَا تَحَدِّيَاتِ ٱلْحَيَاةِ. فَسَوَاءٌ عَانَيْنَا ٱلْمَرَضَ أَوِ ٱلتَّثَبُّطَ أَوِ ٱلْكَآبَةَ أَوِ ٱلْفَقْرَ أَوْ أَيَّةَ مُشْكِلَةٍ أُخْرَى، نَحْنُ نَثِقُ أَنَّ يَهْوَهَ وَٱبْنَهُ سَيَدْعَمَانِنَا «عِنْدَمَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلْعَوْنِ». (عب ٤:١٦) وَنُعْرِبُ عَنْ هٰذِهِ ٱلثِّقَةِ حِينَ نَطْلُبُ مِنْ يَهْوَهَ ٱلْمُسَاعَدَةَ. فَيَسُوعُ قَالَ إِنَّنَا نَسْتَطِيعُ ٱلصَّلَاةَ حَتَّى مِنْ أَجْلِ حَاجَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ، بِمَا فِيهَا «خُبْزُنَا ٱلْيَوْمِيُّ». (لو ١١:٣) وَتُؤَكِّدُ رِوَايَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ يَهْوَهَ قَادِرٌ عَلَى إِعَالَتِنَا. فَخِلَالَ فَتْرَةِ جَفَافٍ شَدِيدٍ فِي إِسْرَائِيلَ، زَوَّدَ ٱللهُ إِيلِيَّا بِٱلطَّعَامِ وَٱلْمَاءِ. تَذْكُرُ ٱلرِّوَايَةُ: «كَانَتِ ٱلْغِرْبَانُ تُحْضِرُ لَهُ خُبْزًا وَلَحْمًا فِي ٱلصَّبَاحِ وَخُبْزًا وَلَحْمًا فِي ٱلْمَسَاءِ، وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ ٱلْوَادِي». (١ مل ١٧:٣-٦) وَمِثْلَمَا دَعَمَ يَهْوَهُ إِيلِيَّا فِي ٱلْمَاضِي، لَدَيْنَا ٱلثِّقَةُ بِأَنَّهُ سَيُزَوِّدُنَا بِحَاجَاتِنَا نَحْنُ أَيْضًا.
١٥ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّ تَطْبِيقَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُسَاعِدُنَا عَلَى تَأْمِينِ قُوتِنَا ٱلْيَوْمِيِّ. وَلَمَسَتْ صِحَّةَ ذٰلِكَ أُخْتٌ مُتَزَوِّجَةٌ فِي آسِيَا تُدْعَى رِيبِيكَّا. فَقَدْ طَبَّقَتْ هِيَ وَعَائِلَتُهَا مَتَّى ٦:٣٣ وَٱلْأَمْثَال ١٠:٤ بِوَضْعِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا وَٱلْعَمَلِ بِٱجْتِهَادٍ. فَفِي إِحْدَى ٱلْمَرَاحِلِ، شَعَرَ زَوْجُهَا أَنَّ عَمَلَهُ يُعَرِّضُ رُوحِيَّاتِهِمْ لِلْخَطَرِ، فَقَدَّمَ ٱسْتِقَالَتَهُ. وَلٰكِنْ، كَيْفَ كَانَا سَيُعِيلَانِ أَوْلَادَهُمَا ٱلْأَرْبَعَةَ؟ تُخْبِرُ رِيبِيكَّا: «بَدَأْنَا نَصْنَعُ ٱلْحَلْوَى وَنَبِيعُهَا. وَعَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ، شَعَرْنَا أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَتَخَلَّ عَنَّا قَطُّ. فَلَمْ تَنْقُصْنَا وَجْبَةُ طَعَامٍ وَاحِدَةٌ». فَهَلْ حَصَلَ مَعَكَ ٱخْتِبَارٌ مُمَاثِلٌ قَوَّى إِيمَانَكَ؟
١٦ مَاذَا يَحْصُلُ إِذَا ٱتَّكَلْنَا عَلَى ٱللهِ؟
١٦ إِنَّ ٱتِّبَاعَ إِرْشَادِ ٱللهِ هُوَ دَائِمًا لِخَيْرِنَا، وَيَجِبُ أَلَّا نَشُكَّ يَوْمًا فِي هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةِ. كَتَبَ بُولُسُ مُقْتَبِسًا كَلِمَاتِ حَبَقُّوقَ ٱلْمُوحَى بِهَا: «اَلْبَارُّ بِٱلْإِيمَانِ يَحْيَا». (غل ٣:١١؛ حب ٢:٤) فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَكُونَ إِيمَانُنَا قَوِيًّا بِٱلَّذِي يَسْتَطِيعُ فِعْلًا أَنْ يُسَاعِدَنَا. وَمَنْ غَيْرُ ٱللهِ «قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَ، بِحَسَبِ قُوَّتِهِ ٱلْعَامِلَةِ فِينَا، مَا يَفُوقُ جِدًّا كُلَّ مَا نَسْأَلُ أَوْ نَتَخَيَّلُ وَأَكْثَرَ»؟! (اف ٣:٢٠) لِذَا، يَعْمَلُ خُدَّامُ يَهْوَهَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِمْ لِيُتَمِّمُوا مَشِيئَةَ ٱللهِ. لٰكِنَّهُمْ، إِذْ يَعْرِفُونَ أَنَّ قُدْرَتَهُمْ لَهَا حُدُودٌ، يَتَّكِلُونَ عَلَى يَهْوَهَ لِيُبَارِكَ جُهُودَهُمْ. أَفَلَا يُفْرِحُنَا أَنَّ ٱللهَ هُوَ دَائِمًا إِلَى جَانِبِنَا؟
يَهْوَهُ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِ خُدَّامِهِ
١٧ (أ) كَيْفَ ٱسْتُجِيبَ طَلَبُ ٱلرُّسُلِ أَنْ يَزِيدَهُمُ ٱلرَّبُّ إِيمَانًا؟ (ب) هَلْ يَسْتَجِيبُ ٱللهُ لَنَا ٱلْيَوْمَ إِذَا طَلَبْنَا ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْإِيمَانِ؟
١٧ بَعْدَ هٰذِهِ ٱلْمُنَاقَشَةِ، قَدْ نَشْعُرُ مِثْلَمَا شَعَرَ ٱلرُّسُلُ حِينَ سَأَلُوا ٱلرَّبَّ: «زِدْنَا إِيمَانًا». (لو ١٧:٥) وَقَدِ ٱسْتُجِيبَ طَلَبُهُمْ، خَاصَّةً يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم حِينَ سُكِبَ عَلَيْهِمِ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ وَعَمُقَتْ مَعْرِفَتُهُمْ لِقَصْدِ ٱللهِ. وَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّهُمْ بَاشَرُوا حَمْلَةً كِرَازِيَّةً كُبْرَى لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهَا مِنْ قَبْلُ. (كو ١:٢٣) وَهَلْ يَسْتَجِيبُ ٱللهُ لَنَا ٱلْيَوْمَ إِذَا طَلَبْنَا ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْإِيمَانِ؟ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ، فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّ ٱللهَ يَسْمَعُ لَنَا إِذَا «طَلَبْنَا بِحَسَبِ مَشِيئَتِهِ». — ١ يو ٥:١٤.
١٨ كَيْفَ يُبَارِكُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ يُنَمُّونَ إِيمَانَهُمْ؟
١٨ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ يَهْوَهَ يَرْضَى عَنَّا حِينَ نَضَعُ فِيهِ كَامِلَ ثِقَتِنَا. وَهُوَ سَيَسْتَجِيبُ طَلَبَنَا أَنْ نَزْدَادَ إِيمَانًا، فَيَنْمُو إِيمَانُنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ وَنُحْسَبُ «مُسْتَحِقِّينَ لِمَلَكُوتِ ٱللهِ». — ٢ تس ١:٣، ٥.
^ الفقرة 4 لِلْحُصُولِ عَلَى بَعْضِ ٱلْأَمْثِلَةِ، ٱنْظُرْ فِي مَجَلَّةِ إِسْتَيْقِظْ! قِصَصَ حَيَاةِ لِيلِيَان غُوبَايْتَس كْلُوزِه (٢٢ تَمُّوزَ [يُولْيُو] ١٩٩٣)، فِيلِكْس بُورِيس (٢٢ شُبَاطَ [فِبْرَايِر] ١٩٩٤)، وَجُوزِفِين إِلِيَاس (أَيْلُولَ [سِبْتَمْبِر] ٢٠٠٩).