هل ترى يد العناية الالهية في حياتك؟
«تُعْرَفُ يَدُ يَهْوَهَ عِنْدَ خُدَّامِهِ». — اش ٦٦:١٤.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦٥، ٢٦
١، ٢ كَيْفَ يَنْظُرُ بَعْضُ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱللهِ؟
يَعْتَقِدُ كَثِيرُونَ أَنَّ مَا يَفْعَلُهُ ٱلْبَشَرُ لَا يَهُمُّ ٱللهَ. حَتَّى إِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ لَا يُبَالِي بِمَا يَحُلُّ بِٱلنَّاسِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، بَعْدَمَا ضَرَبَ ٱلْإِعْصَارُ ٱلْمَدَارِيُّ ٱلْعَنِيفُ هَايَان وَسَطَ ٱلْفِيلِيبِّينَ فِي تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ٢٠١٣، قَالَ رَئِيسُ بَلَدِيَّةِ إِحْدَى ٱلْمُدُنِ ٱلْكُبْرَى: «لَسْتُ أَدْرِي أَيْنَ كَانَ ٱللهُ».
٢ أَمَّا آخَرُونَ فَيَعْتَقِدُونَ أَنَّ ٱللهَ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَا يَفْعَلُونَهُ. (اش ٢٦:١٠، ١١؛ ٣ يو ١١) وَيَنْطَبِقُ عَلَيْهِمْ مَا قَالَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَنْ أُنَاسٍ فِي زَمَنِهِ: «لَمْ يَرْضَوْا أَنْ يَعْرِفُوا ٱللهَ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً». فَقَدْ كَانُوا «مُمْتَلِئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَشَرٍّ وَطَمَعٍ وَسُوءٍ». — رو ١:٢٨، ٢٩.
٣ (أ) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَطْرَحَهَا عَلَى أَنْفُسِنَا؟ (ب) إِلَامَ تُشِيرُ «يَدُ» يَهْوَهَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ؟
٣ وَمَاذَا عَنَّا؟ بِخِلَافِ ٱلنَّاسِ ٱلْمَذْكُورِينَ آنِفًا، نَحْنُ نُدْرِكُ أَنَّ يَهْوَهَ يَرَى كُلَّ مَا نَفْعَلُهُ. وَلٰكِنْ هَلْ نَحْنُ مُقْتَنِعُونَ بِأَنَّهُ يَهْتَمُّ بِأَمْرِنَا؟ هَلْ نَرَى يَدَ ٱلْعِنَايَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ تُمْسِكُ بِنَا فِي مُخْتَلِفِ مَرَاحِلِ حَيَاتِنَا؟ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، غَالِبًا مَا تُشِيرُ «يَدُ» ٱللهِ إِلَى قُدْرَتِهِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا لِمُسَاعَدَةِ خُدَّامِهِ وَهَزِيمَةِ أَعْدَائِهِ. (اقرإ التثنية ٢٦:٨.) فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، قَالَ يَسُوعُ إِنَّ بَعْضَ ٱلنَّاسِ «يَرَوْنَ ٱللهَ». (مت ٥:٨) فَهَلْ نَحْنُ فِي عِدَادِ هٰؤُلَاءِ؟ وَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ ‹نَرَى ٱللهَ›؟ سَنَتَأَمَّلُ ٱلْآنَ فِي أَمْثِلَةٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ أَشْخَاصٍ رَأَوْا يَدَ ٱللهِ ٱلْقَدِيرَةَ فِي حَيَاتِهِمْ وَآخَرِينَ أَبَوْا أَنْ يَرَوْهَا. وَسَنَتَعَلَّمُ أَنْ نَرَى يَدَ ٱللهِ فِي حَيَاتِنَا حَتَّى عِنْدَمَا نَمُرُّ بِمَشَاكِلَ.
لَمْ يَرَوْا يَدَ ٱللهِ
٤ لِمَاذَا لَمْ يَرَ أَعْدَاءُ إِسْرَائِيلَ يَدَ ٱللهِ؟
٤ فِي ٱلْمَاضِي، كَانَ بِإِمْكَانِ ٱلنَّاسِ أَنْ يَرَوْا وَيَسْمَعُوا كَيْفَ سَاعَدَ ٱللهُ أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ. فَقَدْ أَنْقَذَهُمْ عَجَائِبِيًّا مِنْ مِصْرَ، وَهَزَمَ أَمَامَهُمُ ٱلْمَلِكَ تِلْوَ ٱلْآخَرِ. (يش ٩:٣، ٩، ١٠) وَلٰكِنْ رَغْمَ مَا سَمِعَهُ وَرَآهُ مُعْظَمُ ٱلْمُلُوكِ غَرْبِيَّ ٱلْأُرْدُنِّ، «ٱجْتَمَعُوا مَعًا لِمُحَارَبَةِ يَشُوعَ وَإِسْرَائِيلَ بِٱلِٱتِّفَاقِ». (يش ٩:١، ٢) حَتَّى بَعْدَمَا بَدَأَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكُ بِٱلْقِتَالِ، سَنَحَتْ لَهُمُ ٱلْفُرْصَةُ أَنْ يَرَوْا يَدَ ٱللهِ. فَبِقُوَّةِ يَهْوَهَ، «ثَبَتَتِ ٱلشَّمْسُ، وَوَقَفَ ٱلْقَمَرُ، حَتَّى ٱنْتَقَمَتِ ٱلْأُمَّةُ مِنْ أَعْدَائِهَا». (يش ١٠:١٣) لٰكِنَّ يَهْوَهَ «تَرَكَ قُلُوبَهُمْ تُعَانِدُ لِخَوْضِ ٱلْحَرْبِ عَلَى إِسْرَائِيلَ». (يش ١١:٢٠) فَهُزِمَ خُصُومُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لِأَنَّهُمْ رَفَضُوا ٱلِٱعْتِرَافَ بِأَنَّ ٱللهَ يُحَارِبُ عَنْ شَعْبِهِ.
٥ أَيُّ أَمْرٍ أَبَى ٱلْمَلِكُ ٱلشِّرِّيرُ أَخْآبُ أَنْ يَعْتَرِفَ بِهِ؟
٥ وَفِي زَمَنٍ لَاحِقٍ، أُتِيحَتْ لِلْمَلِكِ ٱلشِّرِّيرِ أَخْآبَ عِدَّةُ فُرَصٍ لِيَرَى يَدَ ٱللهِ. فَقَدْ أَخْبَرَهُ ٱلنَّبِيُّ إِيلِيَّا: «لَنْ يَكُونَ . . . نَدًى وَلَا مَطَرٌ إِلَّا عِنْدَ قَوْلِ كَلِمَتِي». (١ مل ١٧:١) وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ وَاضِحًا أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ وَرَاءَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ، رَفَضَ أَخْآبُ ٱلتَّسْلِيمَ بِذٰلِكَ. فِي مَا بَعْدُ، رَأَى أَخْآبُ نَارًا تَنْزِلُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَتَأْكُلُ مُحْرَقَةَ إِيلِيَّا بَعْدَمَا صَلَّى إِلَى ٱللهِ. ثُمَّ أَخْبَرَهُ ٱلنَّبِيُّ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُنْهِي ٱلْجَفَافَ، قَائِلًا لَهُ: «اِنْزِلْ لِئَلَّا يُعِيقَكَ وَابِلُ ٱلْمَطَرِ!». (١ مل ١٨:٢٢-٤٥) وَرَغْمَ أَنَّ أَخْآبَ رَأَى بِأُمِّ عَيْنِهِ كُلَّ هٰذِهِ ٱلْعَجَائِبِ، أَبَى ٱلِٱعْتِرَافَ بِأَنَّ قُدْرَةَ ٱللهِ تَجَلَّتْ مِنْ خِلَالِهَا. فَمَا ٱلدَّرْسُ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِمَّا تَقَدَّمَ؟ عَلَيْنَا أَنْ نُمَيِّزَ يَدَ يَهْوَهَ حِينَ تَفْعَلُ فِعْلَهَا فِي حَيَاتِنَا.
رَأَوْا يَدَ يَهْوَهَ
٦، ٧ مَاذَا أَدْرَكَ ٱلْجِبْعُونِيُّونَ وَرَاحَابُ؟
٦ بِٱلتَّبَايُنِ مَعَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكِ ٱلْأَشْرَارِ، رَأَى آخَرُونَ يَدَ ٱللهِ مَعَ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي ٱلْوَضْعِ نَفْسِهِ. مَثَلًا، بِعَكْسِ مُعْظَمِ ٱلْأُمَمِ ٱلَّتِي حَارَبَتْ شَعْبَ يَهْوَهَ فِي عَهْدِ يَشُوعَ، صَنَعَ ٱلْجِبْعُونِيُّونَ سَلَامًا مَعَ إِسْرَائِيلَ. وَلِمَاذَا؟ قَالُوا لِيَشُوعَ: «أَتَى خُدَّامُكَ لِأَجْلِ ٱسْمِ يَهْوَهَ إِلٰهِكَ، لِأَنَّنَا سَمِعْنَا بِصِيتِهِ وَبِكُلِّ مَا فَعَلَهُ». (يش ٩:٣، ٩، ١٠) فَقَدْ كَانُوا حُكَمَاءَ وَأَدْرَكُوا أَنَّ ٱللهَ هُوَ مَنْ يُحَارِبُ عَنْ إِسْرَائِيلَ.
٧ رَاحَابُ أَيْضًا رَأَتْ أَنَّ لِلهِ يَدًا فِي مَا يَجْرِي حَوْلَهَا. فَبَعْدَمَا عَلِمَتْ كَيْفَ أَنْقَذَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ، قَالَتْ لِجَاسُوسَيْنِ إِسْرَائِيلِيَّيْنِ: «أَعْلَمُ يَقِينًا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعْطِيكُمُ ٱلْأَرْضَ». وَمَعَ أَنَّ مَوْقِفَهَا هٰذَا كَانَ مَحْفُوفًا بِٱلْمَخَاطِرِ، عَبَّرَتْ عَنْ إِيمَانِهَا بِأَنَّ يَهْوَهَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْقِذَهَا وَعَائِلَتَهَا. — يش ٢:٩-١٣؛ ٤:٢٣، ٢٤.
٨ كَيْفَ رَأَى بَعْضُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ يَدَ ٱللهِ؟
٨ وَبِخِلَافِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ ٱلشِّرِّيرِ أَخْآبَ، أَدْرَكَ بَعْضُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّ يَهْوَهَ ٱسْتَجَابَ لِصَلَاةِ إِيلِيَّا حِينَ سَقَطَتْ نَارٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَأَكَلَتِ ٱلْمُحْرَقَةَ. فَقَدْ صَرَخُوا ١ مل ١٨:٣٩) فَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ، كَانَتْ يَدُ ٱللهِ وَاضِحَةً وُضُوحَ ٱلشَّمْسِ!
قَائِلِينَ: «يَهْوَهُ هُوَ ٱللهُ!». (٩ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَرَى يَهْوَهَ وَيَدَهُ ٱلْيَوْمَ؟
٩ تُسَاعِدُنَا هٰذِهِ ٱلْأَمْثِلَةُ ٱلْجَيِّدَةُ وَٱلرَّدِيئَةُ أَنْ نَفْهَمَ مَا مَعْنَى أَنْ نَرَى ٱللهَ أَوْ نَرَى يَدَهُ فِي حَيَاتِنَا. وَبَيْنَمَا نَتَعَرَّفُ بِهِ، نَرَى نَحْنُ أَيْضًا يَدَهُ لِأَنَّنَا نُدْرِكُ صِفَاتِهِ وَأَعْمَالَهُ ‹بِأَعْيُنِ قَلْبِنَا›. (اف ١:١٨) وَلَا شَكَّ أَنَّنَا نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ مِثْلَ ٱلْأُمَنَاءِ فِي ٱلْمَاضِي وَٱلْحَاضِرِ ٱلَّذِينَ لَمَسُوا لَمْسَ ٱلْيَدِ دَعْمَ يَهْوَهَ لِشَعْبِهِ. وَلٰكِنْ، هَلْ نَمْلِكُ أَدِلَّةً دَامِغَةً عَلَى ٱلْعِنَايَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ فِي حَيَاةِ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ؟
أَدِلَّةٌ عَلَى عَمَلِ يَدِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ
١٠ أَيُّ دَلِيلٍ لَدَيْنَا عَلَى أَنَّ يَهْوَهَ يُسَاعِدُ شَعْبَهُ ٱلْيَوْمَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٠ لَدَيْنَا أَسْبَابٌ كَثِيرَةٌ لِنُؤْمِنَ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَزَالُ يُقَدِّمُ ٱلْمُسَاعَدَةَ لِلنَّاسِ. فَكَمْ نَسْمَعُ ٱخْتِبَارَاتٍ عَنْ أَشْخَاصٍ صَلَّوْا مِنْ أَجْلِ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱسْتُجِيبَتْ صَلَاتُهُمْ! (مز ٥٣:٢) مَثَلًا، بَيْنَمَا كَانَ آلِن يَكْرِزُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ فِي جَزِيرَةٍ صَغِيرَةٍ فِي ٱلْفِيلِيبِّينَ، ٱلْتَقَى ٱمْرَأَةً رَاحَتْ تَبْكِي عِنْدَمَا تَحَدَّثَ إِلَيْهَا. يَقُولُ آلِن: «فِي ذٰلِكَ ٱلصَّبَاحِ عَيْنِهِ، صَلَّتْ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يُرْسِلَ إِلَيْهَا أَحَدَ شُهُودِهِ. فَحِينَ كَانَتْ مُرَاهِقَةً، دَرَسَتِ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ ٱلشُّهُودِ، لٰكِنَّهَا فَقَدَتِ ٱلِٱتِّصَالَ بِهِمْ عِنْدَمَا تَزَوَّجَتْ وَٱنْتَقَلَتْ إِلَى تِلْكَ ٱلْجَزِيرَةِ. وَقَدِ ٱسْتَجَابَ ٱللهُ صَلَاتَهَا سَرِيعًا جِدًّا بِحَيْثُ إِنَّهَا لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تُخْفِيَ تَأَثُّرَهَا». وَفِي غُضُونِ سَنَةٍ، نَذَرَتْ حَيَاتَهَا لِيَهْوَهَ وَٱعْتَمَدَتْ.
١١، ١٢ (أ) كَيْفَ يُسَاعِدُ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ؟ (ب) اِرْوِ ٱخْتِبَارًا عَنْ شَخْصٍ نَالَ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنْ يَهْوَهَ.
١١ وَيَرَى ٱلْعَدِيدُ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ أَنَّ تَحَرُّرَهُمْ مِنَ ٱلْعَادَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ كَٱلتَّدْخِينِ، تَعَاطِي ٱلْمُخَدِّرَاتِ، أَوْ مُشَاهَدَةِ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى مُسَاعَدَتِهِ لَهُمْ. وَيَقُولُ ٱلْبَعْضُ إِنَّهُمْ حَاوَلُوا مِرَارًا ٱلْإِقْلَاعَ عَنْ هٰذِهِ ٱلْعَادَاتِ بِقُوَّتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ، فَفَشِلُوا. غَيْرَ أَنَّهُمْ، حِينَ ٱلْتَجَأُوا إِلَى يَهْوَهَ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ، أَعْطَاهُمُ «ٱلْقُدْرَةَ ٱلَّتِي تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ»، فَنَجَحُوا أَخِيرًا فِي ٱلتَّغَلُّبِ عَلَى ضَعْفِهِمْ. — ٢ كو ٤:٧؛ مز ٣٧:٢٣، ٢٤.
١٢ وَيُسَاعِدُ يَهْوَهُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ خُدَّامِهِ أَنْ يَتَغَلَّبُوا عَلَى ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي يُوَاجِهُونَهَا. وَهٰذَا مَا حَدَثَ مَعَ آيمِي حِينَ عُيِّنَتْ لِلْمُسَاهَمَةِ فِي بِنَاءِ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ وَبَيْتٍ لِلْمُرْسَلِينَ فِي جَزِيرَةٍ صَغِيرَةٍ فِي ٱلْمُحِيطِ ٱلْهَادِئِ. تَقُولُ: «مَكَثْنَا فِي فُنْدُقٍ صَغِيرٍ. وَكُنَّا كُلَّ يَوْمٍ فِي طَرِيقِنَا إِلَى مَوْقِعِ ٱلْعَمَلِ نَمْشِي فِي شَوَارِعَ مَغْمُورَةٍ بِٱلْمِيَاهِ». كَمَا وَجَبَ عَلَيْهَا أَنْ تَتَكَيَّفَ مَعَ ٱلتَّقَالِيدِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ وَٱلِٱنْقِطَاعِ ٱلْمُتَكَرِّرِ لِلْكَهْرَبَاءِ وَٱلْمَاءِ. تُضِيفُ آيمِي: «مَا زَادَ ٱلطِّينَ بِلَّةً هُوَ أَنِّي ٱنْفَجَرْتُ غَضَبًا فِي وَجْهِ أُخْتٍ تَعْمَلُ مَعَنَا. فَعُدْتُ إِلَى ٱلْفُنْدُقِ أَشْعُرُ بِٱلْفَشَلِ ٱلذَّرِيعِ، وَسَكَبْتُ قَلْبِي أَمَامَ يَهْوَهَ فِي ظُلْمَةِ غُرْفَتِي، طَالِبَةً مِنْهُ ٱلْمُسَاعَدَةَ». وَعِنْدَمَا عَادَتِ ٱلْكَهْرَبَاءُ، تَنَاوَلَتْ آيمِي عَدَدًا مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، وَقَرَأَتْ مَقَالَةً عَنْ تَخَرُّجِ أَحَدِ صُفُوفِ جِلْعَادَ فِيهَا مُنَاقَشَةٌ لِكُلِّ ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي كَانَتْ تَعْتَرِضُهَا كَٱلْحَضَارَةِ ٱلْجَدِيدَةِ، ٱلْحَنِينِ إِلَى ٱلْوَطَنِ، وَٱلتَّعَايُشِ مَعَ أَشْخَاصٍ جُدُدٍ. تُعَبِّرُ قَائِلَةً: «شَعَرْتُ أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ يَتَحَدَّثُ إِلَيَّ فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ، مَا أَعْطَانِي زَخْمًا لِلْبَقَاءِ فِي تَعْيِينِي». — مز ٤٤:٢٥، ٢٦؛ اش ٤١:١٠، ١٣.
١٣ أَيُّ دَلِيلٍ لَدَيْنَا أَنَّ يَهْوَهَ يَدْعَمُ شَعْبَهُ «فِي ٱلدِّفَاعِ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ وَتَثْبِيتِهَا قَانُونِيًّا»؟
في ١:٧) فَقَدْ حَاوَلَتْ بَعْضُ ٱلْحُكُومَاتِ أَنْ تَضَعَ حَدًّا لِعَمَلِ شَعْبِ ٱللهِ. لٰكِنَّنَا حَقَّقْنَا عَلَى ٱلْأَقَلِّ ٢٦٨ ٱنْتِصَارًا فِي ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْعُلْيَا، مِنْ بَيْنِهَا ٢٤ قَضِيَّةً فِي ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِيَّةِ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ مُنْذُ سَنَةِ ٢٠٠٠. وَهٰذَا يُؤَكِّدُ أَنْ لَا أَحَدَ قَادِرٌ أَنْ يَرُدَّ يَدَ ٱللهِ. — اش ٥٤:١٧؛ اقرأ اشعيا ٥٩:١.
١٣ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، إِنَّ نَجَاحَ شُهُودِ يَهْوَهَ «فِي ٱلدِّفَاعِ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ وَتَثْبِيتِهَا قَانُونِيًّا» دَلِيلٌ آخَرُ عَلَى دَعْمِ يَدِ يَهْوَهَ ٱلْقَدِيرَةِ. (١٤ كَيْفَ تَتَجَلَّى يَدُ ٱللهِ مِنْ خِلَالِ عَمَلِنَا ٱلْكِرَازِيِّ وَوَحْدَتِنَا؟
١٤ إِنَّ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْعَالَمِيَّ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُنْجَزَ إِلَّا بِمُسَاعَدَةِ ٱللهِ. (مت ٢٤:١٤؛ اع ١:٨) زِدْ عَلَى ذٰلِكَ وُجُودَ مَعْشَرِ إِخْوَتِنَا ٱلْعَالَمِيِّ ٱلْمُوَحَّدِ ٱلَّذِي يَعْجَزُ ٱلْعَالَمُ عَنِ ٱلْإِتْيَانِ بِمِثْلِهِ. فَوَحْدَةُ شَعْبِ ٱللهِ فَرِيدَةٌ مِنْ نَوْعِهَا، حَتَّى إِنَّ ٱلْغُرَبَاءَ يَعْتَرِفُونَ قَائِلِينَ: «إِنَّ ٱللهَ بِٱلْحَقِيقَةِ بَيْنَكُمْ». (١ كو ١٤:٢٥) حَقًّا، لَدَيْنَا أَدِلَّةٌ وَافِرَةٌ أَنَّ يَدَ ٱللهِ مَعَ شَعْبِهِ. (اقرأ اشعيا ٦٦:١٤.) وَلٰكِنْ، مَاذَا عَنْكَ شَخْصِيًّا؟ هَلْ تَرَى بِوُضُوحٍ يَدَ يَهْوَهَ تَأْخُذُ بِيَمِينِكَ فِي مُخْتَلِفِ جَوَانِبِ حَيَاتِكَ؟
هَلْ تَرَى يَدَ ٱلْعِنَايَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ فِي حَيَاتِكَ؟
١٥ اِشْرَحْ لِمَ لَا نَرَى أَحْيَانًا يَدَ ٱللهِ فِي حَيَاتِنَا ٱلْخَاصَّةِ.
١٥ أَحْيَانًا، لَا نَرَى يَدَ ٱللهِ وَهِيَ تَعْمَلُ فِي حَيَاتِنَا ٱلْخَاصَّةِ. وَرُبَّمَا يَعُودُ ٱلسَّبَبُ إِلَى أَنَّ تَحَدِّيَاتِ ٱلْحَيَاةِ تُرْهِقُنَا، فَيَغِيبُ عَنْ بَالِنَا أَنَّ يَهْوَهَ سَبَقَ وَسَاعَدَنَا مِرَارًا كَثِيرَةً. وَهٰذَا مَا حَصَلَ مَعَ ٱلنَّبِيِّ إِيلِيَّا. فَعِنْدَمَا هَدَّدَتِ ٱلْمَلِكَةُ إِيزَابِلُ حَيَاتَهُ، نَسِيَ كَيْفَ سَبَقَ وَسَانَدَهُ ٱللهُ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّهُ «سَأَلَ ٱلْمَوْتَ لِنَفْسِهِ». (١ مل ١٩:١-٤) وَمَاذَا كَانَ ٱلْحَلُّ لِمُشْكِلَتِهِ؟ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَلْتَفِتَ إِلَى يَهْوَهَ مِنْ أَجْلِ ٱلتَّشْجِيعِ. — ١ مل ١٩:١٤-١٨.
١٦ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَرَى ٱللهَ عَلَى غِرَارِ أَيُّوبَ؟
اي ٤٢:٣-٦) وَمِثْلَ أَيُّوبَ، قَدْ نَحْتَاجُ نَحْنُ بِدَوْرِنَا أَنْ نَبْذُلَ جُهْدًا إِضَافِيًّا لِنَرَى ٱللهَ. كَيْفَ؟ بِٱلتَّأَمُّلِ فِي مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي نُعَانِيهَا. وَهٰكَذَا نَعِي كَيْفَ يَدْعَمُنَا يَهْوَهُ، فَنَلْمُسُ وُجُودَهُ فِي حَيَاتِنَا لَمْسَ ٱلْيَدِ. عِنْدَئِذٍ، يَصِيرُ لِسَانُ حَالِنَا كَلِسَانِ حَالِ أَيُّوبَ حِينَ قَالَ: «قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ سَمَاعَ ٱلْأُذُنِ، أَمَّا ٱلْآنَ فَإِنِّي أَرَاكَ بِأُمِّ عَيْنِي».
١٦ أَيُّوبُ أَيْضًا رَكَّزَ بِإِفْرَاطٍ عَلَى هُمُومِهِ ٱلْخَاصَّةِ، لِدَرَجَةِ أَنَّهُ لَمْ يَعُدْ يَنْظُرُ إِلَى ٱلْأُمُورِ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِ ٱللهِ. (١٧، ١٨ (أ) اُذْكُرْ بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلَّتِي تَتَجَلَّى فِيهَا يَدُ يَهْوَهَ فِي حَيَاتِنَا. (ب) اِرْوِ ٱخْتِبَارًا يُظْهِرُ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱللهُ ٱلْيَوْمَ.
١٧ وَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَتَجَلَّى يَدُ يَهْوَهَ فِي حَيَاتِكَ؟ إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ. هَلْ تَشْعُرُ أَنَّ تَعَرُّفَكَ بِٱلْحَقِّ كَانَ حَتْمًا بِتَوْجِيهٍ مِنْ يَهْوَهَ؟ هَلْ حَدَثَ أَنْ سَمِعْتَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ خِطَابًا وَقُلْتَ: «هٰذَا بِٱلضَّبْطِ مَا كُنْتُ بِحَاجَةٍ إِلَيْهِ»؟ هَلْ صَلَّيْتَ مَرَّةً وَشَعَرْتَ أَنَّ يَهْوَهَ ٱسْتَجَابَ صَلَاتَكَ؟ هَلْ قَرَّرْتَ أَنْ تُوَسِّعَ خِدْمَتَكَ وَتَفَاجَأْتَ كَيْفَ سَاعَدَكَ يَهْوَهُ عَلَى بُلُوغِ هَدَفِكَ؟ أَوْ هَلِ ٱسْتَقَلْتَ مِنْ عَمَلِكَ لِأَنَّهُ يَتَعَارَضُ مَعَ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ، وَلَمَسْتَ لَمْسَ ٱلْيَدِ صِحَّةَ وَعْدِ ٱللهِ: «لَنْ أَتَخَلَّى عَنْكَ»؟ (عب ١٣:٥) إِذَا كُنْتَ يَقِظًا، سَهُلَ عَلَيْكَ أَنْ تَرَى كَمْ يُسَاعِدُكَ يَهْوَهُ فِي شَتَّى مَجَالَاتِ حَيَاتِكَ.
١٨ تَقُولُ أُخْتٌ مِنْ كِينْيَا ٱسْمُهَا سَارَة: «صَلَّيْتُ بِشَأْنِ تِلْمِيذَةٍ شَعَرْتُ أَنَّهَا لَا تُقَدِّرُ دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَسَأَلْتُ يَهْوَهَ هَلْ أَتَوَقَّفُ عَنِ ٱلدَّرْسِ مَعَهَا. وَمَا إِنْ قُلْتُ ‹آمِينَ› حَتَّى رَنَّ هَاتِفِي. كَانَتْ هِيَ ٱلْمُتَّصِلَةَ، وَقَدْ أَرَادَتْ أَنْ تَعْرِفَ هَلْ بِإِمْكَانِهَا أَنْ تَحْضُرَ ٱلِٱجْتِمَاعَ مَعِي! فَأَصَابَنِي ٱلذُّهُولُ!». أَنْتَ أَيْضًا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُلَاحِظَ عَمَلَ يَدِ ٱللهِ فِي حَيَاتِكَ إِذَا كُنْتَ يَقِظًا. تَقُولُ أُخْتٌ تَعِيشُ فِي آسِيَا تُدْعَى رُونَا: «يَلْزَمُنَا بَعْضُ ٱلْخِبْرَةِ لِنُمَيِّزَ تَوْجِيهَ يَهْوَهَ. وَحَالَمَا نَكْتَسِبُهَا، نَتَفَاجَأُ كَمْ يَهْتَمُّ ٱللهُ بِنَا».
١٩ إِلَامَ نَحْنُ بِحَاجَةٍ أَيْضًا لِنَرَى ٱللهَ؟
١٩ قَالَ يَسُوعُ: «سُعَدَاءُ هُمْ أَنْقِيَاءُ ٱلْقَلْبِ، فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ ٱللهَ». (مت ٥:٨) فَكَيْفَ نَكُونُ «أَنْقِيَاءَ ٱلْقَلْبِ»؟ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ طَاهِرِينَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ وَأَنْ نَتَوَقَّفَ عَنِ ٱتِّبَاعِ أَيِّ مَسْلَكٍ خَاطِئٍ. (اقرأ ٢ كورنثوس ٤:٢.) وَفِيمَا نُقَوِّي رُوحِيَّاتِنَا وَنُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا، نَصِيرُ فِي عِدَادِ ٱلَّذِينَ يَرَوْنَ ٱللهَ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنُنَاقِشُ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْإِيمَانُ أَنْ نَرَى يَدَ يَهْوَهَ بِأَكْثَرِ وُضُوحٍ.